على وزن أول القصيدة كفر ...

زميل من ألطف الزملاء وأكثرهم ظرفاً ، يتمتع بقدر كبير من التلقائية والسلاسة فى عرض "أرائه" ، وأقول أرائه من باب التجاوز فهو ليس بصاحب رأى بل هو فيما يبدو يتوفر على عقلية جدلية ليس من طبيعتها أن تأنس لرأى وتركن إليه ، فما أن يطرح رأيا أو ما يمكن اعتباره رأيا فى السطر أو السطرين الأولين من مداخلته حتى يعقبهما برأى آخر يناقض الرأى الأول فى سطرين لا حقين ثم يختم المداخلة برأى يقف فى المنتصف ، والغالبية الساحقة من مداخلاته التى تابعتها (وأنا أتابعه بشغف) تسير على نفس المنوال : رأى أول ثم رأى ثان يناقض الرأى الأول ثم رأى ثالث يبتغى بين الرأيين الأول والثانى سبيلا ، وكل ذلك فى المداخلة الواحدة.

ثم يترك لنا ، نحن قراؤه ومحبوه ، أن نستخلص من هذه الجدلية ما شاء لنا الله أن نستخلص ، وماذا يمكن أن نستخلص من "فكر" رجل يؤمن بالشيء ونقيضه وما بين الشىء ونقيضه فى آن ؟

تشرفت بمشاركته النقاش لأول مرة حين علق على توبيك لى بمداخلة كانت هكذ :

" أحييك زميل آمون على هذه المقالة وأتفق معك بشكل كامل
لكن معظم ما جاء فى المقاله غير صحيح
أتمنى منك أن تواصل الكتابة فى مثل هذه المواضيع "

ولما فشلتُ فى فهم تعليقه ، أرسلت له رسالة خاصة للاستفسار ، فرد عليّ كما يلى :

"هاهاها أنا فعلا أحيانا أتعمد أن أكون غامضا فى التعبير عن نفسى
لكنى اعتقد أن هذا شىء سىء ولا يساعد على النقاش
حاول أن تقرأ تعليقى مرة أخرى وبالتأكيد ستفهمه"


وفى موضوع عن الأقباط كتب :

لم أعرف فى حياتى من هم أكثر تعصبا من هؤلاء الأقباط
وإن كان التعميم لا يصح لأنه فيهم بالتأكيد ناس طيبين
وأنا لا أحب تقييم الناس والتعميم عليهم "

وعن فيلم سينمائى شاهده ، كتب :

"فيلم رائع أعجبنى جدا واستمعت به
رايته مره واحدة فيديو لكن الشريط كان تالفا فلم استطع المتابعة
وأملك الفيلم الآن على سى دى ويمكن أن أراه بوضوح لكن لن أراه "

وعن الزميلة "ارابيا فيلكس" كتب :

" تعجبنى العربية السعيدة وهى توزع الأمواح دون حساب ودون خجل
هذه طريقة متخلفة للتأثير على الأعضاء وتعطيل الحوار
وعموما نحن نحتاج لهذه الامواح لتسخين النقاش "

وعن جز الأعناق على يد المقاومة العراقية كتب :

" المقاومون لديهم حق فى ذبح الأعداء بالطريقة التى يرونها
طريقة الذبح هذه بشعة وتسىء لصورة العرب والمسلمين فى الغرب
بالذبح أو بغير الذبح المهم أن تواصل المقاومة قتل الغزاة "

........الخ الخ الخ


وهكذا يشاركنا الزميل المتالق "أفكاره" وهكذا يصوغ مواقفه وآراءه ، لكن الجديد ، الجديد الذى لن يحتمل اللبس ولا التناقض هو أن الزميل نفسه قد ........ألحد ، ولما كان من المفترض فى الإلحاد ، وهو موققف من الدين والحياة والموت والمصير من طينة استثنائية ، أن يكون نتاجاً لأراء ومواقف تراكمت وتفاعلت قبل أن تمر بانعطاف نوعى بالغ الحدة ، فيحق لنا بالتأكيد أن نندهش (بالمعنى الفكاهي) من شخص يبدو عاجزا عن تكوين رأى فى فيلم سينمائى أو تطوير موقف من أمواح أرابيا فيلكس ورغم ذلك ..... يخطو الخطوة الكبرى .

فهنيئا لك بالإلحاد ، وهنيئا بالإلحاد بك أيها الزميل العزيز ، وإن كنتُ شخصياً أنتظر منك هذه المداخلة :

"الله بالتأكيد ليس موجودا وليس لدي شك فى ذلك
لكن لا أعرف إذا كان الله غير موجود فمن خلق هذا الكون
وعموما الحياة بدون إيمان بالله صعبة جداوأكبر من طاقتى على التحمل "

أنتظرها غداً أو بعد غد ، وحبذا لو عجلت بها .


تحياتى ،،، :wr: