رفعت امرأة في ولاية تاميل نادو الهندية كفّيْها الى السماء وتساءلت باكية <<لماذا فعلت هذا بنا يا رب؟ ماذا فعلنا لنثير غضبك؟>>.
وهذه المرأة الهندية المفجوعة ليست الوحيدة التي رأت عقاباً إلهياً في اجتياح الأمواج العاتية لسواحل دول في آسيا والتي أثارها زلزال يوم الأحد الماضي وقد أدّت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 120 ألف شخص.
فكثير من رجال الدين فسّروا الكارثة التي لم تميّز بين مسلمين ومسيحيين وهندوس وبوذيين ويهود على أنها إظهار لقدرة الله وعقاب للبشر على خطاياهم.
وقال نائب رئيس الحزب الإسلامي الماليزي المعارض عزيزان عبد الرزاق إن الكارثة تذكير من الله بأنه <<خلق العالم ويستطيع تدميره>>.
وأشار رجل الدين الإسلامي البريطاني الشيخ إبراهيم مقرئ الى واجب <<استدرار عطف الله ورحمته بنا وألا نفعل شيئاً يحق به علينا غضبه>>.
كذلك، اعتبر كبير الحاخامين في إسرائيل شلومو عمار أن ما حصل ليس سوى <<عقاب للعالم على أخطائه سواء الكراهية التي لا ضرورة لها بين الناس أو انعدام روح الخير أو التفسخ الخلقي>>.
من جهته يرى الكاهن في معبد بيرلا الهندوسي في نيودلهي هاريكريشنا شاستري ان الكارثة نتيجة <<كمّ هائل من الشر صنعه الإنسان على الأرض>>.
وفي بعض المعتقدات الدينية تنذر الكوارث بقرب نهاية العالم ومجيء المسيح المنتظر. ويتوقع بعض المسيحيين أن يشيع الدمار والفوضى في العالم حسبما جاء في سفر الرؤيا.
وتشير ماريا من جماعة شهود يهوا في قبرص أن <<هذه من علامات اقتراب نهاية الزمان>>.
لكنه وفي مواجهة ذلك، قال عالم اللاهوت من كنيسة الروم الأرثوذكس في قبرص كوستاس كيرياكيدس <<شخصياً لا أرى أي مغزى ديني للأمر>>. وأضاف <<نحن نلوم الرب على كل شيء، ونُقحمه في الأمر بلا مبرر على الإطلاق>>.
ومن جهته أشار الحاخام الأميركي دانييل إسحق إن هناك رؤية دينية غير تقليدية مفادها أن <<الرب لا يتدخّل في شؤون خلقه>> وأن الظواهر الطبيعية مثل الأمواج التي أعقبت الزلزال إنما تحدث للأسباب التي يذكرها العلماء.
ومن الجانب الآخر البعيد عن التديّن أشار الكاتب العلماني مارتن كتل في صحيفة <<الغارديان>> البريطانية بأن الكارثة تطرح تساؤلات يصل بعضها إلى <<التشكيك في وجود الله ما دام يسمح بكوارث كهذه مثلما فعل>>. (رويترز)
عن جريدة السفير اللبنانية