[SIZE=4]وجهان لعملة واحدة:
النقاب والعباءة هما وجهان لعملة واحدة.. فكلاهما عبارة عن قوالب غير مقبولة أصلاً من نساء المجتمع المدني, ولكنها فرضت عليهن عبر السنين وعير تقاليد بالية. إن بعض رجال الدين يريدون حبس المرأة في سجن أسود وفرض قواعد وضعية لم تعد مقبولة في الوقت الراهن، ولم يتحدث عنها القرآن الكريم بأي حال من الأحوال. ولكن رجال الدين مهووسون بخنق حرية المرأة ووضعها خلف الحجاب وتسليط هيمنتهم عليها في البيت والعمل والجامعة والشارع وفي كل مكان.. حتى تظل المرأة كالعبد الأجير الذي لا يملك من أمره شيئا، ولا يستطيع أن يعترض على حكم سيده.. وإن اعترض فسيكون جزاؤه الجلد وربما القتل.

براءة الدين من النقاب والعباءة:
يجب أن يناضل كل الليبراليين من أجل حرية وحقوق المرأة كاملة غير منقوصة كما وردت في لائحة حقوق الإنسان الدولية وفي الوثيقة الخاصة بحقوق المرأة الصادرة عن الأمم المتحدة. يجب أن يكون لدى المرأة حرية التصرف كما تريد وتشاء.. وعلينا أن نساندها من أجل أن تمتلك حريتها وإرادتها الحرة وأن تتصرف كما تشاء دون قيود..فمن حق المرأة أن تنزع العباءة والنقاب إن شاءت.. فليس هناك قانون ديني حقيقي يمنعها من ذلك.. وكل القوانين الدينية التي تلزم المرأة بارتداء العباءة أو النقاب هي قوانين من بنات أفكار شيوخ الإسلام السياسي، وليست قوانين نابعة من القرآن الكريم الذي لم يفرض على المرأة ارتداء العباءة أو النقاب.. فالقرآن ليس فيه ذكر أصلا لكلمتي العباءة والنقاب.. فالقضية كما ذكرنا سابقا هي من بنات أفكار بعض رجال الدين الذين فرضوا ذلك منذ العهد العباسي، حيث انتشرت في ذلك العصر المظلم ظواهر الحريم والجواري في البلاد الإسلامية.. وشيوخ الإسلام السياسي يريدون أن يكون العصر الحالي امتدادا لذلك العصر حتى تستمر هيمنتهم على نساء المجتمع.

لا يجب منع النساء.. بل توعيتهن:
طبعا لا يجب أن نفرض على كل النساء خلع العباءة أو النقاب.. فذلك ليس من حق أحد.. ولكن توعية النساء بذلك الأمر هو واجب على عاتق كل الليبراليين المحاربين لعصور الظلام والرجعية.. فالعباءة هي مجرد قيد لا مبرر له سوى حبس المرأة وفق إرادة الرجل المريض نفسيا، والذي لا يثق بها ويتصور أنها ناقصة العقل أو عديمة الشرف.. في حين أن ناقص العقل هو من يفكر بهذا العقلية الفاسدة.

ضرورة التصدي لثقافة الحجاب والنقاب:
يجب على النساء أن يتحدين التقاليد والعادات البالية والقديمة التي كانت من اختراع أصحاب الحركات الدينية السياسية الذين يحاولون فرض القيود الدينية الاستعبادية على المرأة. إن بداية هذا الأمر ستكون صعبة بلا شك.. فنحن نعرف جيداً الظروف السائدة حالياً في المجتمع.. ولكن توعية النساء بهذه القضية يجب أن تتم من خلال الصحافة والحركات الطلابية في الجامعة وغيرها من المنابر التي يستطيع الإنسان أن يشرح هذه القضية فيها.. فالمرأة ستنتصر في نهاية المطاف، وسينتصر المجتمع المدني معها ضد ظلمات القرون الماضية.

وفيما يلي بعض المقترحات المفيدة في عملية الكفاح ضد ظاهرتي النقاب والعباءة:
1- يجب على المسئولين في الحقل الإعلامي عدم إفساح المجال لأصحاب التوجهات المؤيدة للعباءة والنقاب لكي يظهروا في المنابر الإعلامية حتى يبثوا سمومهم من خلالها في عقول الناشئة.. فكلنا طبعا نعرف مدى تأثير الهالة الإعلامية على عقليات الجيل الجديد، وكيف يتأثر الإنسان بالإعلام على مستوى حياته الشخصية وسلوكه الاجتماعي.

2- يجب محاربة كافة الأمور التي تزرع عقيدة العباءة والنقاب في عقول الأطفال.. وخاصة الألعاب (العرائس) التي ظهرت في الفترة الأخيرة، والتي جعلوها تبدو محجبة ومرتدية للعباءة.. فهذه النوعية من الألعاب خطرة ومدمرة لعقول الناشئة.

3- كتابة أكبر قدر ممكن من المقالات والتقارير في الصحف والمجلات لتوضيح حقيقة العباءة والنقاب، وأنهما لا يمتان للدين الإسلامي الصحيح بأي صلة، لا من قريب ولا من بعيد.. وكذلك توضيح دور رجال الدين في حركات الإسلام السياسي في فرض هذه الأمور على المرأة من أجل استعبادها.

4- ضرورة تعليم الجيل الجديد أمرا هاما.. وهو أن هناك فرقا شاسعا بين نوعين من مخلوقات الله.. فالنوع الأول هو الإنسان.. والثاني هو الحيوان.. والنوع الأول (الإنسان) لديه عقل يتحكم في سلوكه.. فإذا رأى امرأة سافرة جميلة فلا يجب أن (يهجم عليها) كما يفعل الحمار لكي يغتصبها.. فالإنسان كرمه الله تعالى بالعقل حتى يضبط سلوكه.. أما النوع الثاني (الحيوان) فهو الذي يحتاج إلى النقاب والعباءة كي يضبط غرائزه الحيوانية إذا رأى الأنثى.

5- يجب على التجار الابتعاد عن المشاركة في أي نشاط تجاري له علاقة بإنتاج العباءة والنقاب أو بيعهما أو المتاجرة بهما أو إيصالهما إلى النساء.

ودمتم سالمـــين.