{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
البوذية : الفلسفة الدينية و الدين الفلسفي
منى كريم غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 621
الانضمام: Jan 2005
مشاركة: #1
البوذية : الفلسفة الدينية و الدين الفلسفي
البوذية : الفلسفة الدينية و الدين الفلسفي


تعتبر البوذية من أهم الديانات و الفلسفات الموجودة على الأرض و أكثرها انتشارا وصل عدد معتنقيها لـ 500 مليون شخص حول العالم . و لربما يجهل الكثير منا ثيماتها و حقيقتها الجوهرية ، أنها فلسفة خاصة تبحث عن الحقيقة المطلقة ، البوذية ولدت قبل الميلاد تتشابه في بعض تعاليمها مع الكثير من الديانات ، لكنها تحمل غلافا جوهريا ذو فلسفة خاصة بعيدة عن سائر المعتقدات .
يعتقد البوذيون عن مرحلة تكوين ديانتهم أنها بدأت على يد المعلم الكبير ( بوذا ) و كانت عن طريقه فهو من وضع التعاليم البوذية و فلسفتها الفريدة من نوعها ، و يذكر البوذيون عن قصة التكوين التعليمي للعقل البوذي الكثير من القصص منها أن بوذا بعدما اعتنق الكثير من المعتقدات وجد أنها كلها تقليدية يدعي كل شخص بها انه ملهما من الله ، لكن على نقيض هذا وصل بوذا لحقيقة أخرى حقيقة تعتبر النقطة التكوينية له و بالتالي للديانة البوذية أو للفلسفة البوذية كما يطلق عليها البعض وكان ذلك تحت شجرة حققت له الاستنارة تسمى بالشجرة الكبرى .
أن فكرة الإله في الديانة البوذية مختلفة تماما عن كل التحليلات الميتافيزيقية، فكما فهمت من قراءاتي عن البوذية تعتبر البوذية فلسفة واقعية جدا بسيطة و عميقة في نفس الوقت تبتعد عن كل المصطلحات ذات الأبعاد أو " المابعد " ، بالنسبة للإله تنص البوذية على أن الإنسان منذ الأزل خلق فكرة الله و تمسك بها كي يبرر كل ما هو ميتافيزيقي أو مبهم . و حدث أن سال بوذا احد الأشخاص المؤمنين بوجود الله عن الكون ، فقال له : إن الله خلقه ، فرد بوذا : و ما هي بداية الله ؟ و بكل سهولة رد الآخر : الله ليس له بداية .
من هنا وضع بوذا تعاليمه و هي شبيهة بالأسفار تسمى بالحقائق النبيلة حينما يحققها المرء يصل إلى مرحلة تسمى " النيرفانا " و هي الحقيقة الأسمى أو الحقيقة المطلقة و تعتبر الحكمة العليا و آخر ما يستطيع أن يصل له الإنسان ، النيرفانا هي السعادة و هي تحمل في طياتها الكثير من المعاني الأخرى الجميلة اللانهائية ، كما تحمل معاني أخرى سلبية ، سلبية بمعنى ظاهري لكنها ايجابية بمعنى باطني ، فمثلا يعتقد البوذيون على خلاف البشر أن الحياة هي دوكها أي ألم فبالتالي أن تعيش ، معناه أن تتألم ، و من هنا تكون مسالة اللاخلود أو اللا استمرارية " نيرفانا " و سعادة للمرء .
كما أن هذا لا يعني أبدا أن البوذية فلسفة متشائمة كما يعتقد الكثيرون ، لكنها تحاول أن تخلص الإنسان من كل ما هو يشابه العطش الذي هو المعنى الباطني للدوكها - الألم – و العطش هنا بمعنى الشراهة تقريبا و يتركز بثلاثة مراحل : 1. العطش للذة الحواس 2. العطش للصيرورة و الوجود 3. العطش إلى اللاوجود – الانعدام الذاتي - ، لكي توصله بعد ذلك حينما يتخلص من العطش لمرحلة السعادة .
تنشد البوذية الكثير من المفاهيم اللاتقليدية ، بالنسبة لمسالة السلام و العقاب و العدالة ، أنهم يرفضون رفض العقاب لأنه لا يثبت غير الكراهية و البغضاء بين الناس و ينشدون السلام بدرجة سامية جدا لدرجة أن بوذا نفسه كان يذهب لساحة القتال و يوقف الحروب فبمعتقد
" مبجل السعادة " - بوذا - أن الفائز ينتصر بخسارة تتضمن تدمير الحياة و البشر و ارتكاب الانتهاكات ، و أن الخاسر يفقد الكثير الكثير ، إما الذي لا يدخل الحرب فانه هو المنتصر الحقيقي .
و يروى حول هذه النقطة عن إمبراطور هندي بلغت إمبراطوريته العظمة و القوة ما لم يبلغه احد في عصره و كان من خلال غزواته يخلف الكثير من الخسائر و لكنه بعد تعرفه على البوذية توقف عن ذلك و قال داعيا الكل أن يتخلوا عن الحرب مقابل السلام و الأمن، فصارت الكثير من الأمم تطلب الانضمام لإمبراطوريته للسلام الذي يعم وطنه .
و لعل هذا المثال من اخطر الأمثلة التي تثبت أن البوذية مبدأ سلام و بحث عن الحقيقة
الأسمى .

تشتمل المبادئ البوذية على أربعة حقائق نبيلة و الصراط الثماني النبيل و المجموعات الخمس و البعث و الإنتاج المشروط و الكارما ( القدر ) و مبدأ اللاذات " اناتا " " و مبدأ بناء الانتباه " . سأتطرق للبعض منها بشكل مختصر و مفيد :

أولا :
الحالة الذهنية البوذية :

يتكأ بوذا في تأسيساته أنه لا يجد أحد أفضل من أحد فهو يعترف بأنه بشري و أنه ليس ملهم من اله و لا هو اله و ينقل عنه انه قال : " أن كل إنسان يستطيع أن يكون بوذا " . مما يبرر المنطلقات التي يطلقها البوذيون على معلمهم الكبير انه فوق بشري بكمال إنسانيته . أن الإنسانية حالة سامية بالنسبة لبوذا .
و يتميز لنا بوذا بفلسفته اللافرض و الحرية المطلقة ، فيقول سعادته أن المرء سيد نفسه و يطرد بجملته المشهور " امكث صانعا من نفسك جزيرتك أي ملجأك " و هنا يحثنا على أن نكون نحن ملهمين أنفسنا ، أن نكون أنفسنا منبع المعرفة فليس كل شيء يجب أن يؤخذ من الآخرين ، و قد ساهم ذلك كثيرا في بقاء و ثبات البوذيون حتى بعد موت بوذا . و تتسم الحرية في المفهوم البوذي نظرية أخرى فهي نسبية و يعتمد أصلها على أنها تتعلق بفهم للحقيقة و هي ليست نعمة من الإله. كما يمنح بوذا في تعاليمه مناقشة المقدس و المدنس لدرجة انه يسمح للبهيكهو أي تلاميذه بان يسألوه بكل أريحية بما هو مبهم و محظور دون أن ينهرهم .
تهتم البوذية كثيرا ببناء الحالة الذهنية و العقلية للإنسان سواء كان راهبا أو علماني – أي بمعنى إنسان بسيط – و بهذا الصدد يؤمن بوذا بضرورة التأمل المقوي ، أي بمعنى انك تتأمل كي تزيد من قوتك الإرادية و التركيزية و الانتباهية للأشياء و هذا ما يخالف التيارات التاملية الأخرى .
كما تنص الذهنية البوذية بأنها تتوقف حينما تتعرض لموانع و هي خمسة : التفكير الغير متحرر ، و الشك الذي يمنع العقل من التقدم و البوذية تؤمن بأنها غير ثابتة و بالتالي الشك ليس خطيئة ، كما الشر هو بحد ذاته جهل " افيجا " و ليس خطيئة ، بالإضافة إلى اللاتسامح ، الأيمان ، و المسائل الميتافيزيقية .
تعتمد البوذية على مناهضتها للإيمان الأعمى بل هي تدعو لجملة " رأى، عرف ، فهم " أي الثقة المتولدة عن الاقتناع و يتوقف الأيمان على ثلاثة أشياء : 1. الاقتناع الثابت الكامل بان أمرا ما موجودا 2. الفرح الصافي من الخصال الحسنة 3. الأمل أو التمني في امتلاك القدرة على إنجاز أمر مراد . و رغم ذلك كله تحتل مسالة الإيمان مساحة ضئيلة في البوذية . يقول بوذا : " العين ولدت ، المعرفة ولدت ، الحكمة ولدت ، العلم ولُد " ، الأمر هنا يعتمد على الرؤية من خلال الحكمة و المعرفة و ليس الإيمان الأعمى .
كما ترفض البوذية جملة " هذه الحقيقة و ما عداها باطل " بل تؤكد على أن الحقيقة مفتوحة و متحولة دائما ، الحقيقة هي الحياة ، و الحياة هي الحركة و الاستمرار و التحول و التغير ، أي أن الفكر فكر لأنه فكر و ليس لأنه من مفكر " و هنا تخالف البوذية مبدأ ديكارت القائل : " أنا أفكر إذن أنا موجود " و هي بشكل ترفض مسالة الذات .
أما عن مسألة التعاليم ، كان لبوذا رأي أيضا مخالف عن كل مذهب ديني ، فقد شرح سعادته التعاليم بأنها زورق للوصول إلى الضفة الأخرى أو بمعنى آخر للوصول للحقيقة الأسمى " النيرفانا " ، و هذا الزورق ليس للالتصاق به و التمسك به ، فما من شخص ينجو و يصل لشاطئ يتمسك بزورقه لأنه أنقذه فهو من جدف بيديه ليصل . و هنا تكون حقيقة التعاليم أيضا مفتوحة و راجعة للشخص ذاته و ليس لايماناته المعينة .

* الحقائق النبيلة الأربعة :

و هي تتضمن : 1. دوكها – الألم - ، و هو معنى بسيط و لا يعنى المعنى الحقيقي للدوكها ، فلا يمكننا أن نختصر الكثير من الآلام و الشروحات المطولة في الدوكها بكلمة واحدة .
2. سامودايا ( ظهور دوكها أو أصلها ) .
3. نيروذا ( توقف أو انقطاع دوكها ) .
4. ماجّاً أو ماجا ( الدرب أو الصراط الذي يقود إلى توقف دوكها ) .

 الحقيقة الأولى النبيلة : دوكها :
كما ذكرنا سابقا أن بوذا يعتقد بأن الحياة كلها ألما و عذاب ، و هذا لا يعني أنها تشاؤمية و لا حتى تفاؤلية فمثلا هي لست تحول لنا الحياة إلى جنة خادعة ، أو كالبعض الذي يحول الحياة لخطايا و مخاوف غير حقيقية ، بل هي تظهر لنا بكل موضوعية طريقة التحرر الكلي
و السعادة . أن المعنى الباطني للدوكها يحمل الكثير من الشواذ فالدوكها ليست الم فقط بل هي اللاكمال و اللا ديمومة و النزاع و الفراغ و الانعدام الجوهري أو اللاجوهرية . و الدوكها إن كانت الما أو سعادة فهي شيء نسبي ، فباعتقاد بوذا أن كل ما هو سعادة و فرح و حتى اكبر حالات التأمل نسبي و مؤلم ، لان " كل ما هو زائل دوكها " .
و نجد في الفلسفة البوذية أيضا أن الدوكها هي ثلاث : 1. دوكها هي الألم العادي 2. و دوكها ناتجة عن كل تحول أو تغير 3. دوكها هي حالة الشرط أو الظرفية .
أن كل من النقطة الأولى و الثانية سهل على الفهم لكن النقطة الثالثة هي الاعمق . و سنعتمد هنا للشرح للتطرق للمجاميع الخمسة في البوذية ، يقول بوذا : " هذه المجاميع الخمسة هي دوكها " . الأولى تتضمن " النار و الهواء و الماء و التراب " أي الحرارة و الحركة و الميوعة و الصلابة و بالتالي هي حاسة اللسان و الجسد و الأنف و العين إلى أن نصل للرؤية و الروائح و الأطعمة و الأشياء الملموسة ، و هي كلها الزمرة المادية .
أما الثانية تشتمل على الأحاسيس المتولدة من الاتصال مثل اتصال العين بالشيء المرئي أو اتصال العضو العقلي مع النوايا و الأفكار و هكذا .. ، و العقل هنا يبدو الحاسة السادسة في البوذية . المجموعة الثالثة الادراكات الحسية ( التمييز ) و تكون بعلاقات ملكاتنا الداخلية الست بالعالم الخارجي و ادراكاتنا له . أما المجموعة الرابعة فهي مجموعة التشكيلات العقلية و تشتمل على كل الأعمال الإرادية سواء كانت صالحة أو سيئة . و أخيرا المجموعة الخامسة ألا و هي الوعي و ترتكز على العضو العقلي و يكون على هيئة ردة فعل و جواب و الوعي هنا ليس التذكر الذي هو عمل الإدراك الحسي بل عمله الانتباه .
أن هذه المجموعات هي الكائن أو الشخص أو الأنا و هي بالتالي الألم - دوكها - ، يقول بوذا : " من رأى الدوكها ، يرى أيضا ولادتها ، و يرى كذلك درب التخلي عنها " . إنما الاهتمام بالدوكها و جعلها من أسس الحديث في المبدأ البوذي لا يعني أن يعيش البوذي في عتمة و خوف بل بالعكس البوذية ترفض الحالات الفكرية ، القلقة و الحزينة . بل هي تحث دائما على الفرح و قد رُسم البوذي و نُحت على شكل إنسان مبتسم و فرح مما يفتح فكر الإنسان.





 الحقيقة النبيلة الثانية : ظهور دوكها و أصلها ( سامودايا )

و قد تطرقنا لهذا الموضوع في البداية و هو ما يعني العطش و الرغبة أو الشراهة يتشكل على كثير من الأشكال التي تولد الدوكها و ينمو هذا العطش عن الإحساس و الاحتكاك و الحالة الشرطية لكنها تبقى نسبية و مترابطة مع الكثير من الأسباب الخفية أو الضئيلة التأثير. كما ترتكز مسالة العطش على مسالة أخرى ترفضها البوذية ألا وهي حقيقة الإيمان بوجود ذات فهذه الفكرة باعتقاد البوذية تجعل الإنسان يبحث عن تحقيق هذه الذات الوهمية بالعطش . و قيل في هذا الموضوع الكثير من الشروحات لكني اختار لكم رأي بوذا حول أن الناس حينما يسرقون و يسكرون و يزنون و يدمرون الحياة - و هذه كلها تخالف التعاليم البوذية الإنسانية – إنما يفعلون ذلك لأنهم فقراء و من هنا يتولد العطش ، الفقر يولد العطش .
و من هنا نستنتج أن دوكها هي نفسها سبب تكوينها ، يقول بوذا : " كل ما يملك طبيعة أن يظهر و أن يتجلى يملك كذلك طبيعة الكف و الانقطاع "

 الحقيقة النبيلة الثالثة : نيروذا

هذه الحقيقة هي من أكثر الحقائق إثارة للأسئلة، فنجد أن هنالك الكثير من الكتب التي كتبت لتشرح هذه الحقيقة ، لكنها بدلاً من أن توضحها زادت في تعتيمها . أن الصعوبة الكامنة في تفسير هذه الحقيقة هي اللغة ، فنجد اللغة وضعت لشرح ما هو إنساني ، أفكار و أشياء يمر بها الإنسان ، لكنها لم توجد لشرح ما هو فوق إنساني . رغم ذلك سنحاول تجاوز اللغة لفهم ولو جزء يسير من هذه الحقيقة النبيلة . إن فكرة الحقيقة الثالثة ملتصقة بكثير من التعابير التي نحتاج فهمها مثال – النيرفانا - . هذه النيرفانا في عمقها توازي الغاية المرجوة من الحقيقة الثالثة ألا وهي استئصال العطش ، غير المشروط ، غياب الرغبة ، و توقف من أجل السعادة . هنا أحب أن أستذكر بعض التعاريف التي وضعها بوذا نفسه لفهم النيرفانا ، مثال : " إنها التوقف الكامل لهذا العطش ، التخلي عنه ، هجره ، التحرر منه ، الانفصال عنه " . و بما أننا حاولنا توضيح النيرفانا باستخدام تعابير سلبية ، فان البعض سيمتلك مفاهيم خاطئة عما هو سلبي ، بمعنى أن هذه المفاهيم السلبية تلغي الذات . إنما بوذا يرفض فكرة الايجابي و السلبي ، و فكرة أن السلبي يلغي الذات ، بينما لا توجد كي تلغى .
نستطيع أيضا تكوين فكرة عن النيرفانا باعتبارها الحقيقة المطلقة الوحيدة التي تعرف انه لا شيء مطلق بل هنالك " نسبية و شروط و لا سيرورة " في كل شيء ، من هنا نجد أن فهم الحقيقة السلبية كما هي دون جهل أو وهم يعني استئصال العطش و انقطاع الألم " الدوكها .

 الحقيقة النبيلة الرابعة : ماجا

هي الصراط المؤدي لفهم النيرفانا و هي ما يسميه بوذا بـ " صراط وسط " ، و سمي بهذا الاسم لأنه يقع بين ضدين صراط أو طريق السعادة من خلال ملذات حسية و هو ما يعني القذارة الابتذال ، الدنيء ، و هو شيء للأشخاص العاديين . أو الصراط الآخر الذي يأخذ منحى التقشف و هو أمر مؤلم لا فائدة منه . لقد اعتمد بوذا في فهم الصراط مبدأ الصراط الثماني النبيل ألا وهو : 1. الرؤية الصحيحة 2. الفكر الصحيح 3.الكلام الصحيح 4. العمل الصحيح 5. وسائل الحياة الصحيحة 6. المجهود الصحيح 7. الانتباه الصحيح 8. التركيز الصحيح .
هذه العوامل الثمانية تصنف تحت ثلاثة أبواب : 1. سلوك أخلاقي 2. ترويض عقلي 3. حكمة .
السلوك الأخلاقي و هو ما يعني الحب العالمي الحب الأكبر لجميع الكائنات و التفكير بالآخرين و هو ما يحمل جهة الرأفة التي تحوي المشاعر الإنسانية و جهة الحكمة التي تحوي الصفات الفكرية ، و هما حالتان لا تنفصلان أبداً بهما تكتمل حلقة السلوك الأخلاقي ، و إن رجعنا للصراط الثماني فنجدهما يساوي الكلام الصحيح و العمل الصحيح و وسائل الحياة الصحيحة ، و التي تتمثل بالبعد عن الكذب والرياء و الغيبة و النميمة و ما يقيم الكراهية بين الناس و عن أي لهجة فظة و عدائية بالإضافة إلى تجنب الثرثرات التافهة و الحماقات و العبث . أما العمل الصحيح فهو ما يحقق الحياة الهادئة التي لا تدمر حياة الآخرين و السرقة و العلاقات الجنسية غير المشروعة أي أن نساعد الآخر على أن يسلك الصراط المستقيم .
أما وسائل الحياة الصحيحة فهي بالعمل الشريف غير المؤذي كالعمل بتجارة الأسلحة أو المسكرات أو السموم و الغش أو قتل الحيوانات ..
بعد ذلك نجد الترويض العقلي فهو يقوم على حجب ظهور الحالات العقلية السيئة و المريضة و التخلص من حالات التشاؤم و إظهار الحالات الجيدة و السليمة و تنميتها للوصول إلى الكمال من خلال نشاطات الجسد و نشاطات الأحاسيس و الانفعالات بالإضافة إلى نشاطات العقل و الأفكار و النوايا .
إلى أن نصل أخيرا إلى عاملا النية و الفهم الصحيحان و هما ما يشكلان الحكمة التي تتعلق بالتخلي عن العنف و الأنانية ، فـ باعتقاد بوذا اختفاء الحكمة في مجال ما سبب للمشاكل و المنزاعات .
من هنا نلحظ أن هذا الصراط ليس بإيمان و صلاة و عبادة و طقوس أي ما هو ديني . انه صراط من اجل فهم الحكمة العليا من اجل إتمام الحرية و السلام و السعادة عن طريق كمال روحي و أخلاقي و عقلي .



منى كريم
01-07-2005, 09:23 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
البوذية : الفلسفة الدينية و الدين الفلسفي - بواسطة منى كريم - 01-07-2005, 09:23 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  صدر الدين الشيرازي عاشق الغلمان البيدوفيلي يتحدث في الفلسفة Enki 9 3,012 08-23-2014, 08:30 PM
آخر رد: خالد
  مفاهيم في الفلسفة الالهية: العدم Enki 13 6,211 02-21-2012, 08:53 PM
آخر رد: Enki
  الرد على إميل دوركايم ، من كتاب (الأشكال الأساسية للحياة الدينية) .. الــورّاق 0 1,848 10-27-2010, 05:04 PM
آخر رد: الــورّاق
  جين الدين fares 10 2,924 07-23-2010, 11:31 PM
آخر رد: the special one
  البوذية=بوديزم الحكيم الرائى 48 11,721 05-02-2009, 10:57 PM
آخر رد: الحكيم الرائى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS