{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
دروس : بلا رسوم
العاقل غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 753
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #1
دروس : بلا رسوم
(1)
المعرفة .. أولا!

سلام يا طلاب


كيف نعرف الآخر ؟
كيف نعرف الغير ؟
كيف نعرف كل ما سوى أنانا ( من : أنا ) ؟

وهل إذا عرفنا ، نكون قد تأكدنا ، وتيقنا ؟


كل شخص منكم ، يا طلابي الأعزاء ، يقوم بفتح هذا الجهاز - الذي تسمون كمبيوتر - وتقومون بالدخول إلى " الإنترنت " . تتجولون في المواقع ، تقرأون كلام هذا ، وتردون على ذاك .. كلكم ، يا طلابي ، يتفاعل مع ما يرى على هذه " الشاشة " .

هنا ، سنقوم بالتذكير ، والسؤال . ربما نترك الأسئلة معلقة ، بلا أجوبة .. وربما نجيب أو نعرض أكثر من إجابة . ما نريده ، يا طلابي ، أن تتغيروا ، أو ان تفروا بالتغير .. فأنتم ، ما زلتم صغارا ، والطريق طويل أمامكم .

وأستاذكم ، الهرم ، الذي هو انا ، أسوأ ما يسوءه : عندما يراكم تتعلقون بآراء تجعلونها قضيتكم ، والأمر ي حقيقته لا يعدو تأثر .


لنبدأ الدرس الأول ..


كل منكم ، يرى ألوان ، وهذا الكل ، أيضا ، يشتم روائحا ، ويسمع أصواتا ، ويحس ببرودة وحرارة ، بل قد يكون بجانبه " قهوة " يرشف مرارتها بلسانها .

أنتم ، تتصلون بالخارج . والخارج : ( كل ما هو غيركم ) . تتصلون به عن طريق حواسكم الخمسة ، و " امتداداتها " . فبعينك ، قد ترى نجمة ، ولكن باستخدام " التلسكوب " ، قد ترى قمرا يدور حول المشترى . وقد ترى ذبابة ، لكنك ، بالمجهر .. تستطيع النظر إلى ما فيها من خلايا . هذه هي الإمتدادات .


يولد أحدكم ، وليس ي رأسه أي معلومة . نعم ! كل الأشياء التي تعرفونها وتحظونها وتعاملون معها من ألوان وروائح وأشياء وأشخاص وحيوانات وأدوات .. كل شيء يمثل معلومة ، تعلمتموه ، ولم تولدوا عليه .


نعم ! قد يقول أحدكم - وقد انتفضت الديانة في داخله : الله ، إيماننا به : فطرة ، والإسلام : دين الفطرة . بل قد يحنق ، ويفكر بقتلي ... بل إن أكثركم ، يا طلابي ، حكم علي .. قائلا : هذا علماني .. لا لا ،هذا أكبر .. هذا ملحد .

أقول : لا تتسرعوا ، وتذكروا .. أنكم هنا : طلاب . طلاب ، بمعنى أن كل ما في رؤوسكم من أحكام مسبقة - وهذا هو الدرس الثاني - عوه على عتبة هذا الموضوع ، ولا تدخلوا به . لا تفكروا إلا بما أخبركم به ، ما أخبركم به ، فقط ، هو الذي يحق لكم مناقشتي به . لا تصنفوني ، ولا تخلعون علي قيمة ، دعوكم من شخصي وحالتي الرثة وعظامي المتكرة .. دعوكم من هذا كله ، واهتموا بما أقوله . فهاهنا - وها أنذا أشير على فمي -ها هنا ، فقط ، تنبع الحكمة .

تذكروا : لا أحكام مسبقة ، وكل من قال : مغرور ، فليمسحها من رأسه .


نعود ونقول : أنكم تولدون بلا معلومات . نستدل بذلك على أدلة كثيرة :

1- أن المعلومة ، يقابلها في الذهن : تصور ، ومعنى . ولا بد لهذا التصور والمعنى ، من قالب ما ، يحتويه . والقوالب في الأغلب الأعم هي قوالب لغوية . والطفل لا يبدأ بالنطق وفهم الكلمات ، إلا في مرحلة متقدمة .

2- يتبقى المعلومات ، التي على كل صور . وهي معلومات متقاة أيضا , فأنت وانا لا نعرف صورة الشيء ، حتى نراه . بل الطفل ، لا يبدأ بالتعرف على أمه إلا في مرحلة متقدمة .

3- وهذا دليل نقلي ، استتباعا لعادات أسلافنا : أعمدة تراثنا - وهذا درس طويل .
يقول الله : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )

ويقول : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )



أنا ، الآن ، أتيت بدليلين عقليين ، ودليلين نقليين ، استشهد بهما على أمر معين ، هو : ولادة الإنسان بلا معلومات .

أنتم ، يا طلابي لا يمكن أن تقتنعوا بهذا الكلام ، ما لم تتوفر فيكم هذه الصفات :

أولا ، أن تفهموا ما أقول ، وأن تعلموا ما أقصد ب: معلومات ، الإنسان يولد ...إلخ . تعلمون العربية . فالأعجمي ، لن يقول عن كلامي هذا إلا : واااو Arabic words looks good ، أو سيقول - وهذه لا أجيده جيدا : je na parle pas arab .

هو لن يستطيع استيعاب يئ من هذه الألوان المترسمة على أكل محددة لا يفهمها إلا من اصطلح عليها ، وهم أهلها او المتعلم لها .

وقد يكون أحدهم يفهم العربية ، ولكنه لا يفهم بعض المفردات التي أقولها . مثلا ، عندما يسطر الشاطبي ، كتابا ضخما ، يذكر فيه مصطلحات ، كـ " تحقيق المناط " و " مقاصد الشريعة " ، في كتاب : الموافقات . فقد لا يفهم العربي بعض هذه الكلمات .

ففهم اللغة والمفردات ، هو أول مفترض ، لا بد من تحققه بيننا ، أنا وانتم يا طلابي . حتى يتم نقل المعلومات التي في راسي الهرم . تتشكل اللغة ، كوسط ، يتم من خلاله تمرير الأفكار ، المتقولبة - بمعنى المتشكلة - بقوالب الكلمات .

لكن هل كوننا ، نتقن اللغة ، ونفهم الكثير من الألفاظ ، أمر كاف لنول ونستقبل المعلومة بشكل سليم ؟

الجواب على هذا السؤال ، في : ثانيا .

ثانيا ، حسن التعبير . فالمتحدث ، كالرسام ، لوحته لسانه وألوانه تعابيره ، كلما كانت تعابيره دقيقة ، كلما كانت اللوحة انصع وأوضح .

والتعبير ، سلاح كبير ، خطير ، ذو حدين . بقدر ما يشفي ، بقدر ما يقتل .

دعونا نضرب أمثلة :

المثال الأول :

يقول أحدهم : [ الحضارة الغربية تختلف عن غيرها ، فيها أشياء تميزها عن الحضاراة الأخرى . لكل حضارة شخية ، وحضارة الغرب شخصية مختلفة ، وتطورها هذا يننشأ عن كثير من الأسباب ... ]

في هذا النص : لغم !
لغم ، يمارس نوعا من التوجيه ، وتمرير الأفكار ، بطريقة غير مشروعة ، مستخدما اسلوبا من التعبير .

الكاتب ، بعد أن قرر أمرا لا يختلف عليه اثنين من اختلاف الغرب عن غيره كما أن غيره مختل عنه ، قام بوصف هذا الإختلاف بأنه : تطور . قال : [ وتطورها هذا .... ].

أرأيتم ، أبنائي ...

هو ، هنا ، قام باعطاء هذا الإختلاف قيمة . قيمة إيجابية ، تعني قيمة سلبية لغير الغرب من المجتمعات . فإذا كان الغرب مختلفا عن غيره ، ومتطورا عنه .. فغيره ، حتما : متخلف . هذه هي الرسالة المبطنة ، التي يراد لها الإنلات إلى دواخلنا .. استخداما لسلاح : التعبير .


المثال الثاني :

يقول آخر : [ مجتمعنا ليس مجتمعا مغلقا ، بل هو مجتمع محافظ . وتلك المجتمعات التي تدعي أنها منفتحة ، ما هي إلا مجتمعات : منحلة ! ]

هذا نص خطير ، يقسم الناس نصفين ، بل إنه يلخص كل الخلاف الدائر في ثقافتنا - وهذا درس قادم باذن الله .

الكاتب يرد على من يتهمون المجتمع بأنه :منغلق ، بأن هذا المجتمع : محافظ .

قد يقول أحدكم : الله وأكبر ، وش الفرق ؟

أقول : الفرق كبير ، بل هائل .. الموقف من هذا النص يحدد نوع الأيديولوجيا - وهذه درس خطير سنتناوله مطولا - التي تحملها .


عندما يجلس أحدكم في آخر الغرفة ... يرى التلفاز بعيدا ، ولكن من يجلس أمام التلفاز يجده قريبا . كلاهما في ذات الغرفة ، لكن : نقطة الصفر ، التي يحسبون بعد التلفاز عنها ، هي التي تختلف . نقطة الصفر هذه ، هي المرجعية . أو المقياس التي يحكم الشخص من خلالها على الأشياء .

فكاتب النص ، يستخدم مقياسا يرى فيه هذا المجتمع محافظا ، بينما مقياس الآخر يعمد هذا المجتمع بالإغلاق .

أكتفي بهذين المثالين ، لتويح مدى خطورة التعبير وحساية الكلمات وتأثيرها على معلوماتنا .

أنتقل الآن إلى ثالثا :

ثالث الصفات التي لا بد أن تتوفر فيكم ، لكي تقتنعوا بأدلتي حول كون المعلومات لا تولد مع الأنسان ، هي : التشارك في أرضية معرفية واحدة .

أعلم : أنها جملة شائكة ، لكني سأبسطها .

لو جاء مسيحي ، واستشهدت بنص قرآني أمامه ، هل سيقتنع ؟
ولو جئنا ، بشيخ أعرابي ، لا يعتبر إلا عاداته هي الحق ، وأقنعناه بالأدلة العقلية ، هل سيقتنع ؟


الإجابة ، على السؤالين هي : لا .

السبب في ذلك . أن كل انسان ، له نظام معرفي . اقصد بنظام : ترتيب ( order ) . نظام تتراتب فيه مستويات الأدلة ، فتجد هذا لا يقتنع بشيء حتى تذكر له آية ، وذاك لا يقتنع بشيء ما لم يقله عالم غربي ، وآخر لا يقتنع أبدا ، ما لم تنطق بهذا الأمر شفتا شيخ عارف .



سؤالي إليكم أيها لطلاب : متى تكون المعلومة : مثبتة ، لديكم ؟
ما هو الدليل الذي ترضونه لأنفسكم ...

هذا سيكون درسنا القادم ، الآن ، دعوني أرتاح ، واذهبوا للعب .
01-09-2005, 02:13 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
دروس : بلا رسوم - بواسطة العاقل - 01-09-2005, 02:13 PM
دروس : بلا رسوم - بواسطة استشهادي المستقبل - 01-09-2005, 04:01 PM,
دروس : بلا رسوم - بواسطة جقل - 01-09-2005, 04:46 PM,
دروس : بلا رسوم - بواسطة AntiVirus - 01-09-2005, 06:44 PM,
دروس : بلا رسوم - بواسطة Logikal - 01-11-2005, 05:59 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  دروس مكثفة في الهداية, على الطريقة الوهابية:الدمية الأمريكية "باربي" arfan 4 832 07-07-2006, 01:16 AM
آخر رد: توما الرائى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS