في العيد .. تَحسب الجميع تجّار أسلحة .. أو مهرّبي مخدّرات .. وكثيراً ما تتساءل .. : من أين لهم ذلك .. !!
ليس المهمّ أن تتعب نفسك في البحث عن إجابة لسؤال سخيف كهذا .. !!
لكن الأهم .. أن تعرف .. لماذا يفعلون ذلك .. !!؟؟
إن كنتَ قد ارتكبت ذنباً .. وخرجتَ صباح يوم عيد .. لا بدّ أن سيول الدماء قد أفزعتك .. كثيراً .. ولا أشكّ في أنّك اضطررت لتبديل حذائك .. أو "عجلات" السيّارة ..
لكن وبصدق ..!!
ألم تر خروفاً يجري ويتبعه صاحبه بالسكين !!؟؟
لا أكذب عليك إن أخبرتك بأنّي رأيت ذلك .. وضحكت ساعتها كثيراً ..

لسنا نتحدّث عن الخراف .. ولا عن ذبح الخراف .. فأنا طبعاً لست ضدّ "التضحية" يوم العيد .. ولست أعارض توزيع اللحوم على الفقراء والمحتاجين ..
لكنني أستغرب "البذخ" .. و"الترف" .. الذي يبدو على الناس أيّام العيد .. والذي يتغلّف بنوع من أنواع "الخشوع" .. و"الإيمان" ..
حتّى أني سمعت ابن خالتي الصغير (جداً) يعلّق .. : ما خلصوا الخواريف .. !!؟؟


يوم العيد .. هو يوم خصّه الله للمسلمين لكي يفرحوا به .. وانطلاقاً من ذلك .. ترانا فرحين .. وبل وكريمين .. كريمين جداً .. في كلّ شيء .. في الفرح .. وفي المال ..

تقول الأخبار .. أنّ الحكومة الأمريكيّة تبرّعت بـ 350 مليون دولار لضحايا تسونامي .. وأنّ نجوم هليوود قد بدؤوا بإقامة الحفلات والجمعيّات الخيريّة .. كما أنّ الشعب الأمريكي .. يقوم بجمع تبرّعات بمبالغ خياليّة ..

ليس ذاك مهمّاً الآن .. ولا أدري ما دخل ذلك بالموضوع الذي كنّا نتحدّث عنه ..
المهم .. أن نستيقظ صباح العيد .. ونرتدي أجمل ما عندنا .. ونتعطّر .. ثم نذهب لصلاة الصبح .. نصلّي لوجهه تعالى .. نبتاع بعد ذلك خروفاً .. نذبحه .. ونوزّع لحمه على الأقارب .. لنعود بعد ذلك لصلاة الظهر .. والأهم من ذلك .. ألا نختم يومنا دون أن نصل الرحم "كما أمرنا تعالى" .. ونتكرّمَ بالهدايا والعيديّات .. للأطفال ..
فديننا .. هو دين "الروحانيّات" .. هو الذي يأمرنا بالزكاة .. ومساعدة المسكين .. وصلة القربة .. وما إلى ذلك .. ونحن "بصدقٍ" نتقيّد بذلك حرفيّاً أيام العيد ..

أمّا ضحايا تسونامي .. فربّنا لم يأمرنا بتوزيع "الخراف" عليهم أيّام العيد .. وروحنا لم تشعر بالألم عليهم ولو للحظة .. "ربما لأنّ الله لم يأمرنا بذلك يوم العيد أيضاً" .. و"الروحانيّات" التي نكتسبها من ديننا .. لا دخل لها بتسونامي .. بل بالفقراء والمساكين .. أيّام العيد والزكاة حصراً ..

وأمّا حكومة أمريكا المتآمرة .. ونجوم هليوودها الفاسقين .. وشعبها الكافر .. فيقوم بجمع التبرّعات .. دون أيّ سبب .. مع أننا نظنّ أن الولد "الأمريكي" لا يتعرّف على والده .. بعد العشرين .. !!

أفففففففف ..
ما دخلنا بذلك .. الآن .. !!؟؟

المهم يا أبا السنافر .. بكم ابتعت الخروف !!؟؟

خوليو