بين الفينة و الاخرى عندما اذهب الى بيت اختي، اشاهد بعض المحطات العربية الفضائية، و اشاهد فيديو كليبات.

ما ألاحظه في السنوات الاخيرة هو أنه كل يوم هناك مغني جديد. هل هذا دليل نهائي على أن الفن و الغناء أصبح مجرد تجارة شبيهة بمطاعم الاكل السريع مثل المكدونالدز، حيث الاغنية مجرد اصوات استهلاكية لا يزيد عمرها عن ايام يسمعها الشخص و ينساها؟ الواحد كل ما يحفظ اسم مغني، يطلعولنا عشرة مغنيين اخرين.

الشيء الاخر الذي الاحظه هو الكلمات المستهلكة. "حبيبي روح يا روحي و بحبك آه و نص و لا تضل بعيد عن عيني يا عيني وحشتني و اشتقتلك يا غرامي يا غايب عن عيوني." من المحتمل ان هذه الجملة فيها 90% من مفردات الاغنية العربية الحديثة. كل الاغاني أصبحت مثل بعضها. كلها ترديد لنفس الكلمات المملة بترتيبات مختلفة مع مراعاة السجع.

أين الاغاني التي كانت تشد العقل و القلب قبل الاذن، و فيها كلمات تروي صورا و حكايات تمتعنا قبل أن ترقّصنا؟

أما الفيديو كليبات فحدث ولا حرج. 90% عبارة عن تأليه المغني (خصوصا نوال الزغبي التي يلتف عليها الجمهور ليعبدها قبل و بعد الاغنية في الكليب) و خصوصا المغنيين الرجال يستأجرون عارضة أزياء (احيانا غربية) لترقص و تستعرض ملابسها في مشاهد لا علاقة لها بالاغنية. و من أتفه ما رأيت هو احد اغاني كاظم الساهر الحديثة، حيث نرى مشاهد و هو يختبئ في بيته و الممثلة ايضا تختبئ في بيتها و هناك حرب و اطلاق رصاص و انفجارات، مع أن الاغنية لا علاقة لها بالحرب او السياسة لا من بعيد و لا من قريب، بل هي من اشعار القباني الغزلية.

أما الموسيقى فأسوأ و أسوأ. أقسم أنه لو علمنا شخص على الاورغ فقط مقام واحد هو مقام الكورد، سيتمكن من عزف أغلب الاغاني الحديثة، فكلها صعود و نزول و اعادة لنفس المقام (بعدها مقامي العجم و الحجاز لبعض من نوعوا و ابتكروا ما شاء اللـه عليهم).

هذا و بعد أن فرغ "الفنانون" العرب من تأليف مسروقاتهم و نفذت عقولهم من الابتكار، باتوا يستعيرون موسيقى غربية و ايقاعات من دول مختلفة لزوم التنويع.

على فكرة حال الموسيقى الامريكية اليوم أسوأ من العربية.