Beautiful Mind
Banned
المشاركات: 1,881
الانضمام: Jul 2003
|
ثوابت السياسة العربية ... هل تحكمنا الايدلوجية أم البراجماتية ؟
يعيش في الدول العربية سياسيين من كل صنف و لون ..
نرى الرأسماليين و اليساريين ..
قومجية و إسلامويين ...
إسلامويين و ليبراليين ...
شيوعيين و تقدميين و يمينيين بكافة أشكالهم ...
حتى الخضر ظهروا على إستحياء ..
غير أن لجميع الأطياف و التيارات السياسية بكافة أشكالها و انواعها تجد لديها ثوابت ما ..
ولا تعرف كيف تتفق تيارات على طرفي النقيض اساسا على ثوابت أصلا ..
و كأن هناك ثوابت في السياسة ...
و هل هناك ثوابت في السياسة ؟
طيب ..
هكون صريح أكتر ..
أنا رحت للمؤتمر الذي نوهت له روزا للدفاع عن أيمن نور و الإشتراكيين و رفض التوريث.
و لما رحت لقيت عربيات أمن مركزي كتير و الأمن محاوط مبنى نقابة الصحفيين ..
رأيت اعلاما حمراء و شباب متحمس شجاع بل شديد الجرأة في الحقيقة ..
شباب مستبيع من أجل أفكاره و بلده ..
شباب واع ..
شباب شيوعي و يساري ..
في الحقيقة هم أثاروا إعجابي جدا ..
و احببت أن اكون واحدا منهم و انضم لهم مع أنني لست شيوعيا ولا أريد أن اكون.
و حين تكلم المتكلمون من الحزب الناصري وجدتهم شديدي الجرأة كذلك ... روعة.
و من حزب الغد و واحد من الإشتراكيين الثوريين.
في الحقيقة أحسست أن الجميع قد كسر قيدا في كلامه و تحرر من كثير ...
كنت أحب أن احضر مؤتمر نقابة الصحفيين و المظاهرة في معرض الكتاب التي أشاروا لها و لكن كانت لي مشاوير خاصة في تلك الأوقات ..
ما علينا ...
أقول أنه و مع كل إعجابي بهؤلاء السياسيين الشجعان و قد كان أول مؤتمر أحضره لغير قضيتي فلسطين أو العراق نغص علي مسألتين ...
خلط القضايا الذي تكلمت فيه مع روزا ..
فنحن نرفض توريث الحكم و تمديد فترة جديدة لحسني لانه ديكتاور أولا و لأنه لم ينجح في رعاية مصالحنا ثانيا و لانه قد حكمنا لفترة طويلة ثالثا.
مال امريكا بالموضوع ؟
مال بوش بالحكاية ؟
أنا معرفش ...
مال سياساته اليمينية بالتمديد ؟
مال الخصخصة و بيع القطاع العام و الكويز و الجات بحكمه الذي طال ؟
من المفهوم أن الشيوعيين و الناصريين يرفضون السياسات الرأسمالية ...
و لكن ليس من المفهوم ان رفضه لأنه مختلف معهم ايدلوجيا بل لأن سياساته لم تنفع ..
يعني أستطيع فهم لوم حسني على النهب اللي حصل للدولة عن طريق الخصخصة و لكن ليس لومه على إتباع سياسة الخصخصة من الأساس ..
أستطيع فهم لوم حسني على تفريط في بعض الحقوق الوطنية لإسرائيل أو امريكا (ما هي ؟)... و لييس لومه لأنه يتعامل معهم بحجة إمبرالياليتها مثلا.
خلط المواضيع ضايقني جدا ..
أنا لا أحب حسني و لا اريده و لا أحب نظامه و أستطيع التعاون مع الشيطان من أجل الخلاص منه (على رأي تشرشل) و لكن على ان نتفق أرضية مشتركه تجمعنا ..
أحزاب من اليمين و اليسار يرفضون حسني و ممارساته فلماذا الحديث عن البعد الإجتماعي ؟
لليمين (حزب الغد) توجهات مختلفة عن الإشتراكيين فلماذا الخلط ؟
لماذا لا نهتم بالأرضية المشتركة و ننميها اكثر ؟
لماذا نخلط الأوراق و لا نحترم الإختلاف بيننا ... لنتوحد من أجل المصلحة العامة.
ثم نأتي للنقطة السوداء الكبيرة في الموضوع ...
لماذا يجمع التجمع الإشتراكي و الناصري القومي و الوفد الليبرالي و العمل الإسلامي و جميع القوى السياسية على رفض التطبيع مثلا ؟
لماذا يتمسك الجميع بكافة توجهاته بهكذا توجه ثابت (بغض النظر عن صحته أو خطاة) ؟
لماذا يتمسك الجميع بالقومية العربية ؟
لماذا يتمسك الجميع برفض أمريكا ؟
لماذا تحظى أمريكا و إسرائيل بوضع خاص في سياستنا أصلا ؟
سؤالي الكبير المهم " لماذا تحركنا الأيدلوجية و لا تحركنا مصلحتنا ؟"
لماذا لا نتخلص من حكم الأيدلوجية للنطلق في فضاء أرحب بلا ثوابت أو تابوهات ؟
لنا مصلحة مع أمريكا و إسرائيل في الكويز ... فلنقتنصها.
مصلحة مع تطبيع ... مش مهم مصلحتنا اهم.
لنا مصلحة في المعونة الأمريكية ... جميل.
أمريكا تستغل المعونة من اجل السيطرة على مقدراتنا .. مش جميل نرفض المعونة.
نستطيع الإحتفاظ بتوازن معقول في معاملتنا مع أي دول العالم ..
و إسرائيل و أمريكا زيهم زي بارجواي أو روسيا أو الصين ..
نتعامل معهم وفق مصلحتنا ... نتنازل عن بعض الاشياء مقابل أشياء اخرى تهمنا اكثر ..
هيه دي السياسة ... مش البطيخ بتاعكو.
الإسلامويين يرفضون إسرائيل لأنها يهودية و تحتل القدس ..و امريكا لانها نصرانية و مستقوية.
و القومجية يرفضون إسرائيل لأنها حطمت حلم العروبة من المحيط إلي الخليج (شكرا لإسرائيل) .. و امريكا لأنها تهدد وحدتهم التي لم تكن و لن تكون ابدا.
اما اليساريون فيفضون إسرائيل معرفش ليه .. أما امريكا فلأنها أكبر دولة رأسمالية في العالم و تساند التوجهات الرأسمالية عالميا.
أما الليبراليون فلا اعرف لماذا يرفضون إسرائيل أو أمريكا .. بأي دوافع و بأي منطلقات فكرية لا أعرف أبدا.
يا جماعة الخير .. المهم مصلحتنا و بس.
المهم عزتنا و رفعة شأننا و بس.
يعني لما يكون لينا سبوبة حلوة مع بلد ما و ييجي شوية عيال قومجية يقولوا لأ .. أصل إحنا مخاصمينها يبقى ده إسمه هبل و شغل عيال.
فلنترك أيدلوجياتنا و مواقفنا المسبقة و نعيش الحياة الحقيقية .. لنتعرف على الواقع و نحاول فهمه و التكيف معه و ليس الرفض من أجل ...
من أجل تفاهات و كلام فارغ.
و تحياتي للجميع.
|
|
02-06-2005, 05:05 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}