طارق الحميد
جميل هذا الحراك الذي يدور حول صحيفتنا، من قبل القراء، والمنتديات، بشكلها الأعم، و«صراخ» (المراقب الصحافي) المحبب لأنفسنا، حول الإضافات والتحديثات التي تشهدها الصحيفة.
ولأهمية هذا التفاعل، أكتب هذا المقال.
السؤال الذي نواجهه لماذا وسعنا مساحة المشاركة للقراء؟ والسبب قناعتنا بحق الجميع في التعليق والمشاركة. فالصحيفة للجميع. فقراؤنا باتوا عنصرا مساعدا لنا. قارئ عزيز اتصل من ألمانيا، ليذكر نائب رئيس التحرير عثمان ميرغني بأن 11 فبراير(شباط) يوافق ذكرى وفاة رسام الصحيفة الراحل محمود كحيل. فهل مثل هذا وفاء؟
وقارئ عزيز هاتفني من رفحا، شمال السعودية، ليسألني عن مبررات استكتاب القدير أنيس منصور. إجابتي كانت أن أنيس منصور يمثل فنا صحافيا أوشك على الانقراض في صحافتنا العربية، وهو أدب الرحلات. إضافة للعمق، والسلاسة، في قلم الكاتب. وهذا ليس تقليلا من قلم الأستاذ عبد الله باجبير، وإطلالته الشيقة التي عايشناها على مدى عقدين.
قارئ ثالث، يقول: شكرا لـ«الشرق الأوسط» التي أتاحت لي أن اعلق على ملك! قاصدا مقال ملك البحرين الذي نشر بالصحيفة. وأثناء كتابتي لهذا المقال، وصلتني رسالة من قارئ يقول: «باختصار أقترح إضافة ملاحق لعدد يوم الجمعة كالصحف الكبرى الأجنبية».
أولا يستحق القراء مساحة «للتنفيس»؟ بالتأكيد يستحقون. فالمساحة التي أعطيت للقارئ قابلتها إضافة صفحة ثالثة للرأي، ودعوة للمتخصصين للمشاركة بآرائهم.
أما تعليق (المراقب الصحافي) على مسمى بريد القراء، وقوله إن سفارات وسفراء يكتبون للصحيفة، فردنا أنهم قراء أيضا! ويعرف السفراء في الغرب أن ردودهم تذهب لبريد القراء الذي يسمى (رسالة إلى المحرر). فلا ضير في ذلك.
والجدل مع المراقب الصحافي أمر مشروع. فمراقب النيويورك تايمز، والذي يعرف باسم (محرر القراء) خاض معركة شرسة مع جهاز تحرير صحيفته لمدة ثلاثة أسابيع حول استخدام عبارة «وقال مصدر رفض الكشف عن هويته»، حتى اضطر المراقب للحصول على محرر من الصحيفة نفسها ليشهد له ضد جهاز التحرير. إذاً هو حراك مستحق يقذف بنا للأفضل، الذي طالما تمنيناه ونحن راكدين نؤثر السلامة من النقد!
أشرس معارك الصحافة البريطانية اليوم هي من اجل التغيير. وللتذكير هم يقولون إن التغييرات اليوم كلها من اجل العشرين عاما القادمة! فهل نمشي للأمام؟ نعم بكل تأكيد.
ولذلك نقدم لقرائنا مسابقة «فكرة ومقال»، وسيجدون تفاصـيلها معلنة بهذا العدد. كما سوف نشرع في تغيير مواعيد ملاحقنا الأسبوعية اعتبارا من الأسبوع القادم، حرصا على التنوع، وإضفاء للعمق على أعداد الصحيفة. وستكون كالتالي:
السبت ملحق الإعلام والسيارات، الأحد ملحق المنتدى الثقافي، الاثنين الأسرة تحت مسمى جديد وهو (أذواق)، والثلاثاء ملحق لتقنية المعلومات، والأربعاء ملحق سفر وسياحة، والخميس ملحق عالم النشر والكتابة، والجمعة فنون وتلفزيون تحت مسمى جديد وهو (الوتر السادس) إضافة لملحق حصاد الأسبوع.

tariq@asharqalawsat.com