من كمال جنبلاط إلى رفيق الحريري...
ارهابكم إلى أين ؟


مثلما قتلوا كمال جنبلاط ورموه مضرجا بدمائه على قارعة الطريق عام 1977، بالامس فجروا نصف مدينة وقتلوا رفيق الحريري وحولوا جثته الى فحم محروق. هذا هو النظام ومنطقه منذ نشأته. يقتل من يعترض، ويحرق جسد من يجرؤ على الوقوف في وجهه، وهو مجرم حاقد ولن يتورع عن مزيد من الارهاب في حق الاستقلاليين والسياديين والاحرار. ورفيق الحريري الذي سقط شهيدا في سبيل الاستقلال ليس الاول في حلقة الاجرام، وربما لن يكون الاخير. ولذلك يجب الا تذهب دماؤه هباء فلا يترك لبنان اسير هذه المافيوية بعد الآن.

واذا كانت الجهة التي اغتالت رفيق الحريري دبرت شريط فيديو، وبيانا باسم منظمة اصولية مجهولة في محاولة لخلط الاوراق، فان الرأي العام اللبناني يعرف تماما هوية المجرمين. وهؤلاء لن يفلتوا، ولا ينبغي ان يفلتوا من العقاب.

من هنا نقول ان المهمة الاولى امام اللبنانيين هي توسيع حلقة النضال من اجل الاستقلال والحرية التي تواجه اليوم بالدم والنار. وعلى اللبنانيين ان يدركوا انهم وحدهم يقدرون على حماية بلادهم من هذا الدم الذي يستهدفهم. كما انهم قادرون على محاسبة الجهة المسؤولة عما حصل بالامس. ورفض التهاون مع هذه الجهة المجرمة التي لا تتورع عن شيء. وهي تذكرنا ان لا نهاية لهذا الاجرام الا بالوقوف سدا منيعا امامه. فلبنان الذي حلم به الشهيد الحريري هو لبنان الاستقلال والسيادة والقرار الحر، وليس لبنان التبعية والاستعباد بالقوة.

لقد قتلوا الرئيس رفيق الحريري محاولين وقف عجلة التاريخ متناسين ان اللبنانيين لم يعودوا يقبلون بالارتهان، وما عادوا يخافون الارهاب الذي بالكاد حاول اخفاء وجهه من اجل زرع الخوف في قلوب الاحرار الذين سيتقاطر مئات الالوف منهم يوم غد الاربعاء الى ساحة الشهداء لوداع رجل استثنائي في التاريخ الحديث ذهب فداء للاستقلال. واللبنانيون سيطلقونها صرخة مدوية في وجه الارهاب وفي وجه هؤلاء القتلة. وسيوجهون اصابع الاتهام في اتجاه واحد لا غير. والسؤال هنا الى اين هذا الارهاب؟

رحم الله رفيق الحريري شهيد الاستقلال.


علي حماده