رحيل الرجل ذو النعل الذهبي : في اليوم الثالث قام الشعب من الحفرة
2005/02/18




بدون مواقف مسبقة

لم يكن وقع الفيلم الوثائقي الرجل ذو النعل الذهبي الذي ارخ سينمائيا لمسيرة رفيق الحريري الرجل مشابها بالنسبة لي عندما شاهدته قبل حوالي الخمس سنوات في مسرح بيروت ومشاهدته بعد ان بثته قناة الجزيرة بمناسبة استشهاده.
في المرة الاولي شاهدته بحشرية التعرف الي ذلك الرجل الذي دخل حياتنا السياسية محاطا بكم من الاساطير التي ترويها عامة الناس حول تمتعه بثروة طائلة في زمن قياسي، وحول نجاحه الباهر كرجل مال واعمال. وحول علاقاته الدولية التي لم يمر مثيلها في حياتنا السياسية اللبنانية رغم غناها بالعديد من الرجالات المشهورين. في تلك المشاهدة كنت ابحث عن ذلك الرجل الذي وضعته الاحصاءات العالمية من بين الرجال الاكثر ثراء حول العالم.
في المشاهدة الاولي لهذا الشريط المشغول جيدا كي يؤدي الهدف منه بكشف بعض من خبايا الرجل التي اراد المخرج عمر اميرالاي التعرف اليها علي الصعيد الشخصي اولا ومن ثم نقل حشريته في هذه المعرفة الي عيون العامة. في تلك المشاهدة نظرت الي هذا الرجل من موقع المختلف اقله علي الصعيد الطبقي، وربما لأجل هذا رأيت فيه او حاولت ان اري بعضا من تعجرف. مع تأكيدي لأهمية الجملة التي قالها الحريري بلسانه للمخرج والتي تم الحفاظ عليها في الشريط ، بأن لا يأخذ عنه مواقف مسبقة. في رؤيتي الثانية للشريط والتي تلت استشهاده بت اكثر تقبلا لكل ما قاله الرجل عن ذاته وعن مسيرته، ولم اعد انظر بعين الباحث عن هفوة او عن مساحة متاحة للنقد. بت اري فيه ذلك الرجل الذي له حسنات وتبرعات في الضوء، وفي السر. بت اقبل بطموحه الذي لا حدود له في السياسة. بت اراه بشكل مختلف عني من قبل. وربما تكون الدوافع نابعة من حرمة الموت.... رحمه الله.
مراسلة القدس العربي الفنية من بيروت
2