منذ مدة ليست بالقصيرة، شاءت الأحوال أن يكون لدي القليل من الوقت لأبتعد عن حياتي المعتادة، وأقدر على النظر إلى الخلف، فأراجع ما مر علي منذ تخرجي ونيلي شهادتي الجامعية عام 97. :o

نظرت بالتحديد إلى ست سنوات من العمل من الثامنة صباحاً حتى العاشرة ليلاً وأحياناً حتى منتصف الليل، ومحصت ودققت فيما أنتجته من جهة، وفيما جنيته من جهة أخرى.
قارنت بين الجهد الذي بذلته والمردود الذي حصدته, فوجدت أنني خلال ست سنوات من العمل بشهاداتي العليا لم أجن شيئاً...
وأنفقت هذه السنوات الست في العمل والأمل بأن أزيد من دخلي دون جدوى... :angry:

الأسبوع الفائت، شاءت الصدف أن أتعرف على أحد جهابذة العلم في بلدنا، وهو قد سبقني في المشوار بمسافة خمسة عشر عاماً...
وضعه جيد مادياً بالنسبة لغيره من المجازين وأصحاب الشهادات، ولكنه أفقر إخوته رغم أنه أكثرهم علماً وتحصيلاً جامعياً.
قال لي بالحرف الواحد، بأن أحد أصدقائه المتعلمين والخبراء في مجال محدود لدينا، ترك العلم منذ بضع سنوات وتاجر بالأغنام... إنه الآن مليونير.... :15:

في جملة الحديث معه، قارنت وضعي بوضع من بعمري في بلدنا ممن لم بجنوا العلم و"فشلوا" بسن قوسين في دراستهم، فوجدت نفسي أفشلهم عملياً، لم أصل إلى شيئ، بينما استطاعوا هم عن طريق أو آخر أن يؤسسوا تجارة أو مهنة تؤمن لهم كسباً لا بأس به، وأن يؤسسوا أسرة كعادة الشباب العرب...

ماذا أفعل ؟
أأرمي بشهادتي من النافذة ؟ :mad2:

وقارنت نفسي أيضاً، بمن حصلوا على نفس الشهادة من عمري في الغرب، فإذا بهم يعيشون حياة راغدة، محترمين ومعظمهم صار الآن يدير فريقاً علمياً أو شركة صغيرة. :confused:

ماذا أفعل ؟
هل أهاجر كما هاجر غيري ؟ أم أنني تأخرت قليلاً في هذا الخيار ؟ :brock:


بعد التمحيص والتفكير، قررت أن أختار الأسهل والأضمن عملياً...
فقد تأخرت بعمري على الهجرة، وليس لائقاً أن ألقي بشهادتي من النافذة بعد كل هذا التعب...

قررت أن أصبح تاجر أغنام معتبر...
غنم أبو لية وليس أبو ذنب... :9:

لعلي أصبح مليونيراً من قفا الأغنام...
أو على الأقل أصبح غير مديون... :15:

سجل أنا عربي
متعلم ولا تؤاخذوني
درست فلا تلوموني
فسأعمل راعي غنم.... :cool2: