لا أحد يعرف لأي سبب يجانب الحظ عمر كرامي.
فالأفندي له مع رئاسة الحكومة حكاية، تبدأ في ظروف معروفة، وتكاد تصبح الظروف التي تنتهي بها معروفة أيضاً.
وهكذا يبدو أن سيناريو تسلّمه الحكومة أوائل التسعينيات في ظروف حالكة، وتركه لها في ظروف أكثر حلاكة من دخان الدواليب، يعود للدوران مرة أخرى، ودون أن يكون له ذنب في كلتا الحالتين.
في كل مرة جاء منقذاً من فراغ، على أبواب انتخابات، وفي كل مرة كانت الطاولة تنقلب عليه، فلا يصل إلى موعد الانتخابات إلا وهو مثخن بجراح معركة لم تكن معركته، ولم يكن له علاقة بها، سوى كونه في موقع رئاسة الحكومة.. ويكون بالتالي مجبراً على تقديم استقالته، مع حكومته.


من ناحية أخرى
ساذج من يعتقد ان النظام السوري هو من قتل الحريري
صحيح ان تصرفات المخابرات السورية بالتحديد كانت لا تطاق خاصة ايام (ابو عنتر كنعان)وتدخلوا احيانا حتى بين المرء وزوجه
ولكن لن يصل الغباء بالقيادة السورية الى الانتحار سياسيا في لبنان بتصفية رفيق الحريري
في هكذا ظروف اقليمية ودولية خطرة تحيط بسوريا

الكرة الان في ملعب المعارضة التي تخوض المواجهة بسلاح القرار 1559 في حين بدأ الشارع السني يخرج من صدمته ليكتشف ان هذه المواجهة ليست مواجهته ولا المعركة معركته حتى مع فقد قائد هذا الشارع الذي اعاد لملمته ولحمته
وبالتأكيد لن ينجر الشارع السني في لبنان الى الوقوع تحت تأثير شعارات التعمية السياسية على أهداف أكبر وأخطر من المطالبة بانسحاب سوريا من لبنان مع انكشاف ما كان يصبو اليه وليد جنبلاط بالذات الذي قال قبل اغتيال الحريري بثلاثة اشهر من انه يجب استغلال الرياح الدولية التي تهب على المنطقة
مع انه كان واضحا حتى قبل اغتيال الحريري ان التصعيد الذي تمارسه المعارضة المسيحية بالذات يتكامل تماماً مع التصعيد الامريكي والفرنسي الذي يمارس على سوريا
فأي حوار داخلي هذا الذي تدعو له هذه المعارضة المتخندقة (دوليا) بعدمااضافت الى راياتها قميص (عثمان) الحريري

وهل نسينا حالات حتما ؟!!