أستقال عمر كرامي....ملاحظة.

بعد أغتيال رفيق الحريري "الكنز" وجدت المعارضة اللبنانية نفسها أمام أمر طارىء و مستجدات جديدة تستلزم العمل الفوري.أولها أستيعاب فئات معارضة جديدة تشكل أيتام الحريري أو أعضاء كتلته البرلمانية و هؤلاء أسرعوا للأتصال بالمعارضة تحت ضغط العاطفة الجياشة الناتجة عن صدمة موت المعيل.أنضمام هذا الفصيل المفجوع الى المعارضة غير الخطاب المعارض قليلا و أعطى أولوية الى طرح شعار "بدنا الحقيقة" في خصوص تبيان ضروف أغتيال الحريري.

في مرحلة تالية شكل هذا الطرح الشعار الوحيد, و لكنه تطور الى المطالبة بأسقاط الحكومة و أعتبر أغتيال الحريري شعار لللولوج الى مطلب المعارضة الأساسي بالمطالبة بخروج سورية.ثم عمدت المعارضة الى تجييش الشارع و قد نجحت في ذلك الى أبعد حدود يساعدها ظرف دولي مناسب,ثم تصاعد المد المعرض في مقابل أنحسار درامي لقوى المولاة الى أن وصل الأمر الى أستقالة حكومة كرامي التي و أن كانت متوقعة و لكن ليس على هذا النحو.

في الجلسة البرلمانية عمد المتحدثون في جلسة الصباح و كانوا جميعا من المعسكر المعارض الى توجيه خطاب عنيف و قاسي وصل الى حد الجور على شخص عمر كرامي و هو الشخص الذي وجد نفسة بالصدفة في مواجهة الحدث فلا أمكانياته و لا خبرته السياسية تؤهله للوقوف في مثل هذا الموقف العصيب و كل ما لديه من أرث سياسي يتلخص في كونه شقيق للرئيس السابق رشيد كرامي,الأمر الذي أستغلة المعارضون بشكل خسيس و هبطوا بالرجل الى أدنى درك و من المعروف أن عمر جكومة كرامي لا يتعدى اشهر قليلة فحملت ما يجب أن يتحملة الحريري و سياسته طوال أكثر من عشرة أعوام كرئيس للوزراء.

أقدر أن عمر كرامي بعد أن تناول الشاي أو القهوة في أستراحة ما بين الجلستين و هضم جميع ما وجه أليه من شتائم و أتهامات .قرر تحت ضغط عاطفي أن يستقيل و أقدر أنه وجد نفسه غير قادر على الأستماع أو الصمود للمزيد من الهجوم الشخصي فقدم أستقالته و ربما دهشة و غضب نبيه بري تؤكد الأمر.

نفس الأرتباك الذي بدت عليه المولاة في مرحلة ما بعد أغتيال الحريري بدأ يظهر على المعارضة و في نفس اللحظة التي أعلن فيها كرامي استقالته.و يبدو أنها لم تناقش مرحلة ما بعد كرامي مما يعطي الأنطباع بأن هذا التجمع المعارض الذي نشأ بعد الحريري تجمع أنفعالي ,غلب علية الحزن الحقيقي أو المحاولة للافادة من هذا الحزن.و العجز أو التردد في الأجابة عن سؤال ما هي الخطوة التاليه أو أختصاره في نريد الحقيقة يؤكد عدم أمتلاك المعارضة لخطة ما بعد عمر كرامي.

هذه المعارضة التي تقوقت على أنقاض جثة الحريري و استغلت موته لن تبقى بهذا التماسك ولو على مدى الأيام القليلة القادمة فلكل فرد أو جماعة من أفرادها برنامج خاص ,أعتبارا من تصفية حسابات قديمة مع رجالات السلطة وصولا الى محاولة أيذاء سورية مرورا ما بين هذين الخيارين من أتجاهات قد يكون عدد كبير منها غير وطني .

و يجب أن أبدي أعجابي بالشارع اللبناني الذي بدا متماسكا وقويا و قادرا بعكس قيادته التي لم تنجح ألا في أستغلاله كما استغلت أغتيال الحريري من قبل.و يبدو أن هذا الشارع الذي أبدى الكثير من الوعي و التعقل ربما يستطيع أن يتغلب على تناقضات المعارضة و فرض مقولته في النهاية مما يعني التأسيس لوسيلة تعبير بليغة تتحدث بلهجة النشيد الوطني الذي يرددة الجميع.