يقول نزار قباني :
( الرجل نظام استعماري قديم
و لكن بعض النساء ..
يتعاملن مع جيش الاحتلال
و يستقبلنه عندما يدخل المدينة
بالورد .. و الزغاريد ..
و يطلقن فوق موكبه الحمام الأبيض ) .

هناك شيء آخر لدى المرأة كجنون باذخ للكتابة في تمجيد مبكر لاحتراف الإبداع أشبه بذوبان في بدعة جائرة الهوس ؛ لعل التجاوز يغفر النكوص القديم الذي يكابد تراجيديا التغيير بلزوم التحول الحضاري بشكل خيالي .




كما تقول غادة السمان في أحد نصوصها :

مرة من المرات حفرتْ( بئرا فلم تجد النفط ولا الماء ) ترى ماذا وجدت ..؟؟
ـ تقول :
ـ كنت أعرف أن أيامي ( معك )
حبة سكر في فنجان شاي الصباح ..
لكنني عاملت قطعة السكر كجزيرة .. أقمت فوقها ..
حملت جواز سفرها .. نشرت راياتي .. ( نثرت أوراقي )
دققت أوتاد خيامي .. زرعت الصنوبر ودويكات الجبل ..
ثم ذابت قطعة السكر .. وخلفتني في قعر الفنجان ..
مرة .. حفرت بئرا .. فلم أجد النفط ولا الماء ..
ووجدت الحبر ..!!
واكتشفت الحرية ..
هذا قدري معك .. أن لا نعيش حكايتنا وأن أكتبها .
ضالة معك / تائهة / قلقة /
وضالة بدونك ..
مثل قطة أليفة أودعوها كيسا ..
تمهيدا لرميها بعيدا في حقول فظة تجهلها ..
وحين يداهمني أحد وأنا استحضرك ( وأكتبك )
أخاف أن تطل من نافذة عيني
فأخفيك جيدا بين ( أوراقي يا سيدي )
وأغطيك بأسنان الضحكات القسرية الهزلية ..
لكن أسمك يعلو بهدوء كمنطاد .. ويتصدر الصفحات ..
وأظل أكتب لك جرحي كل عام .

هكذا احتراف يحتاج مزيدا من الجنون ربما يبتكر الهذيان وعيا جديدا يكسر أيقونة العادة في مهب الاختلاف المعرفي القريب من الشطط سيما أن الحالة الإبداعية تقتضي أمزجة حيرى لممارسة الوجع الإنساني الذي يمتشق الجراح في ضرام شديد المزاجية .

كلما تجدد الوعي
ينمو هامش طفولي بناحية المشوار
لعل الدرب يتسع أكثر !!
فالطريق يحتكر المسافات النرجسية من أجل الوصول
فقط من أجل الوصول
فقط من أجل الوصول

باستطاعتنا ابتكار وعي آخر للكتابة ؛ قد يجعل التفسير شهيا في رغبة الماوراء فالكلمات معبد طازج لا يقبل سوى ابتهالات الصالحين في حرم الأبجدية . و إن البحث في المجاهيل لعبة لذيذة تسامر لهو الغيب دون سذاجة تعرقل اختيال المرايا باستضافة البصيرة حيث شهامة المنتدى .

حيث يمكنني القول إن :

الكتابة
ليست لغوا في ثرثرات الشبهة
إنها استشعار
إنها حياة
إنها ولادة غيبية تنجب واقعا شهما
فالنص زلزال غامض
يتحرش بالخيالات الهادئة على أريكة ميساء
ربما
يحتكر التغيير منهج الحياة




ــــــــــ

بقلم / محمد علي الفوز

__________________
*****

كالعصفور الطازج ...
عندما يختلس الغواية في شهية الملكوت ،
ليس للأمكنة الساخنة إلا أن تبتز الوجوه على قارعة حيرى ؛
فالوعي صارم في لحظات المجون الطائشة بلا قيد .
لكن الطهارة العصماء :
تظل حبيسة النزوات عند اكتشاف لغز البداية ...
لذلك فالرحمة تنتظر صحو الآلهة !!