حلا للكثير من المخدوعين تشبيه خروج اللبنانيين لساحة الشهداء في بيروت للتظاهر والمطالبة بسقوط الحكومة اللبنانية في الوقت الذي كان مجلس النواب اللبناني منعقد لمناقشة حادثة اغتيال رفيق الحريري رحمه الله ، بالتظاهرات التي جرت في أوكرانيا مطالبة بإعادة الانتخابات لشبهة التزوير ، والتي أدى إعادتها لرحيل نظام الحكم الحاكم !..

و قيل إن تلك التظاهرات التي خرجت مخالفة لرغبة الأجهزة الأمنية ، ولتعليمات وتوصيات وزارة الداخلية ، قد أسقطت الحكومة اللبنانية - الفتية - بتقديم ريئسها عمر كرامي لاستقالته ، وخرج علينا المتفائلون بالقول إن لبنان يعيش ربيعه الموعود ، وهذا الربيع سوف يشمل بأريجه وعبيره سفوح الشرق الأوسط الجرداء .

احتفل اللبنانيون جهرا ، ومعهم بقية الخاضعين والمستكينين - من الشعوب العربية - سرا ، لعل أيامهم المنتظرة تحمل لهم الجنى الربيعي الموعود .

لكن حدث مالم يكن في الحسبان ! .. فقد خرج علينا السيد حسن نصر الله - بعد فترة صمت مدروسة - ، خرج لكي يلوح بفزاعة الأنظمة العربية الحصرية : إسرائيل ، مرددا مع بشار : الحادي عشر من أيار ، ومع هذه الفزاعة المعروفة ، والمشروخة - التي تستخدم لتوهين الشعوب وقهرهم - عاد كرامي ملوحا بأكثرية المخابرات ، عاد لحكومته وكأن شئيا لم يكن ! .. وقال جنبلاط - المتوعد بعظائم الأمور سابقا ، والمتباكي حتى النواح - : فلنعطه فرصة ! .. وكأن العقلية التي حكمت سوف تتغير ! .

يالها من ثورة مبجلة مع الريح ، فلا نتيجة تذكر من ورائها ، فلا مسميات جديدة للحكومة البديلة ، ولا تقدم - ولا وعد به - في الدافع الذي حرك الشعب : كشف قتلة الحريري !... وإسرائيل كما أرادت لها الأنظمة - منذ نشأتهما - فزاعة للقهر ، والاستعباد ، فلم تكن يوما هدفا لتواجهها الأنظمة وازلامها ! .

لك الله يا لبنان ليخلصك من حزب متمسح به .

ولك الله أيتها الشعوب المطحونة ( التي تخاف من فزاعة إسرائيل ، ولا تثور على الصرامي التي تمرغ انفها في التراب ) ليخلصك من الشياطين التي تجوس فيك بالخوف والفزاعات .