حاول استرجاع أطفاله ثم تركهم للرعاية الاجتماعية

عبدالله المغلوث GMT 8:00:00 2005 السبت 12 مارس
إيلاف تتابع قضية السعودي الاميركي نواف العنزي:
حاول استرجاع اطفاله ثم تركهم للرعاية الاجتماعية

عبدالله المغلوث من فلوريدا: قام السعودي سامي نواف العنزي(14عاماً) بثلاث محاولات انتحار خلال الشهر الماضي، بينما اكتفت شقيقتاه سارة(13عاما) وسلمى(11عاما) بالدموع والهالات السوداء التي انتشرت حول عيونهما.3 ملائكة في عمر الزهور يذبلون في كلورادو الأميركية بعد مغادرة والدهم نواف العنزي(42عاما) إلى الرياض وتجاهل والدتهم الأميركية من اصل مكسيكي لابنائها الثلاثة بعد انفصالها عن زوجها السعودي وارتباطها بعلاقات جديدة.
يقول جهاد المحيسن محامي نواف العنزي (يدير مكتب محاماة في مدينة دنفر) إنه فوجئ باختفاء موكله قبل حصوله على ابنائه من دار الرعاية الاجتماعية التي تحتفظ بهم: "حاولت الاتصال بنواف اكثر من مرة لكن دون نتيجة. لقد غادر سكنه وذهب إلى السعودية".
وأخبر المحيسن "إيلاف" أن الابن الأكبر لنواف يعاني من أزمة نفسية حادة أدت الى محاولته الانتحار اكثر من مرة وبسبب عدم رغبته في البقاء في أميركا، خاصة بعد غياب والده وعدم استطاعته الالتقاء بشقيقتيه اللتين تربطه بهما علاقة وطيدة: "نقل سامي إلى مشفى متخصص للعلاج النفسي، لكن العلاج الحقيقي هو عودة والده أو زيارة أحد اقاربه من السعودية حتى يحظى بعنايتهم ويتجاوز الأزمة الكبيرة التي تعصف بحياته".
وعبر المحامي عن استيائه من والدة سامي بسبب أنانيتها واهمالها، "صديقها اساء لابنتها سارة عندما كانت تقيم معهما ثم هرب إلى المكسيك، تقارير توفرها المحكمة للعامة دعتني كي احارب مع نواف للحصول على حضانة أبنائه لكنه ذهب وتبخرت كل مشاريعنا لانتشال الصغار".
ولم يخف جهاد تقديره لابن عم نواف: "اتصل بي ابن عمه حمدان ، ودعم نواف ماليا ومعنويا طوال عام من اجل استعادة اطفاله.كما كان يتابع التفاصيل القانونية ويسأل عن الأطفال بشكل دائم لكن اتصالاته انقطعت مؤخرا. اتمنى ان يكون بخير ويتابع التطورات في الجريدة ليسارع بالاتصال بي لانقاذ مايمكن انقاذه".

بداية الأزمة


نواف العنزي
وكان نواف العنزي قد قال في سياق تقرير نشرته "إيلاف" حول حالته قبل نحو عام : "جئت لأميركا قبل ستة شهور تقريبا بعد إلحاح أطفالي لرؤية والدتهم (مطلقتي). أجريتُ اتصالات مسبقة بها كشفت من خلالها عن رغبتي في زيارة خاطفة تبعث الارتياح في نفوس اولادي. أبدت سرورها، ما دفعني للاستماتة من أجل انهاء الترتيبات اللازمة للسفر". وتابع نواف: "وصلت لأميركا بمساعدة الملحق الأميركي في الرياض بعد أن شرحت له حالتي لتستقبلني زوجتي السابقة في المطار بحبور.
ثم ودعتني معتذرة بكياسة عن عدم استضافتي في منزلها كون صديقها الحالي حذرها من دخولي المنزل، وافقتُ على مضض بعد أن حصلت على عنوان منزلها وموافقتها على مهاتفتي يوميا لها طيلة الاسبوع المحدد سلفا والذي سيقضيه ابناؤها في حضنها، ودعتني بابتسامة طويلة وذهبت الى فندق وحدي ".
وأشار العنزي الى أنه أجرى اتصالات مقتضبة بزوجته خلال اليوم الأول ملأته اطمئناناً وارتياحاً كبيرين، لكن سرعان ما سكنه الخوف عندما اتصل بها بعد 3 أيام من وصوله ووجد هاتف مطلقته خارج الخدمة مما جعله يلملم نفسه، أطلق ساقيه للريح وتتبع العنوان الذي سجلته زوجته السابقة على ورقة مهترئة فإذا به يصل الى منزل خاطئ. قال نواف : "حينها شعرت اني غير قادر على الحركة، صور أطفالي تتسارع بتوجس في ذاكرتي، اتصلت بالشرطة ووعدوني بالمساعدة".
انتظر العنزي أسابيع دون نتيجة وذهب الى السفارة السعودية في واشنطن والقنصلية في كاليفورنيا باحثا عن حل يعيد اليه أطفاله ويساهم في عودته الى الرياض: " ليس سراً أن السفارة السعودية أبدت اهتماما ملحوظا، لكن امتلاكي للجنسية الأميركية جعلني أخوض المعركة وحيداً، النادي السعودي في مدينة دنفر قدم لي مساعدة مالية ومعنوية".
إكتشف نواف بعد أن تردد طويلا على شرطة ولاية كولورادو أن زوجته تبرأت من أطفالهم وسلمتهم للشرطة كما قامت برفع دعوى قضائية ضده مما جعل الحكومة الأميركية ترعاهم حتى تتضح الصورة كاملة.
وقال : " تنبأت بشيء من هذا القبيل، انها لاتحمل اية مشاعر انسانية، ربما تكرهني وتود الثأر بسبب انفصالنا، ما اثار حفيظتي كيف تتخلى عن أطفالها؟ المشكلة الحقيقية أنني لا أستطيع استعادتهم كوني لا أعمل هنا فزيارتي كانت عابرة ناهيك عن الدعوى التي رفعتها ضدي، أنا في عداد الموتى"، أجهش بالبكاء وتابع: " [SIZE=5]أدفع ثمن خطئي بالزواج من أجنبية والحصول على جنسية أميركية، جئت الى أميركا صغيراً ولم أكن ناضجا بمافيه الكفاية".
:nocomment:

تمنى العنزي عبر "إيلاف" أن تصفح عنه أسرته ويتعاطف معه المسؤولون في الرياض لاسترجاع أطفاله والعودة الى الوطن ، قال : " لم أكترث بنصائح شقيقي الأكبر وعائلتي عندما حذروني من زيارتي أطفالي لزوجتي السابقة، أتمنى أن تصفح عني أسرتي، أنا بحاجة الى دعائهم ووقوف المسؤولين بجانبي"، واختتم قائلا: "أنا محطم، وجائع، وبدون مأوى".

وأدى نشر التقرير في "إيلاف" الى تفاعل اسرته في الرياض التي قدمت له دعما ماليا ومعنويا سخيا وفق رواية محاميه الخاص نحو استعادة الأطفال، فضلا عن دعم السفارة في واشنطن، وقد وصل العنزي الى مراحل متقدمه في قضيته وبرنامج علاجي فرضته عليه المحكمة ليستطيع حضانة الأطفال لكنه قطع البرنامج دون مقدمات ولأسباب غير معروفة وغادر الى الرياض مخلفا وراءه أبناءه الثلاثة...
يذكر أن شقيق نواف أرسله في سن مبكرة الى أميركا وعمره لم يتجاوز 13 ربيعا آنذاك ودرس المتوسطة، والثانوية ، والجامعة في ولايات أميركية متفرقة، تخرج من قسم ادارة الأعمال من جامعة ايسترين في ولاية نيو مكسيكو، وتزوج مطلقته في منتصف الثمانينات ورزق منها بثلاثة أطفال أكبرهم سامي المولود في أميركا، بينما ولدت سارة وسلمى في السعودية. عاشت معه زوجته في الرياض حتى انفصلا في نهاية التسعينات. عمل نواف في القطاع البنكي، وكانت شركة الاتصالات السعودية آخر محطاته الوظيفية قبل أن يجيء الى أميركا.