موضوع كان هنا، تضمن كثيراً من الحقائق، وربما بسبب حماسة الكاتب للفكرة فقد بدرت منه حمية عربية معروفة، فأضاف للفكرة بعض ما يمكن اعتباره ممنوعاً في النادي.

ولما كنت أحفظ على قرصي الصلب بعضاً من المواضيع التي تعجبني وبعضاً مما لا يعجبني، فقد حفظت ذلك الموضوع على أنه من الفئة الأولى. اقتبست تلك الحقائق، أعيد هنا نصها بعد استبعاد ما كان ممنوعاً. فهل سيسامحني صاحب الموضوع على اقتباسي هذا؟

ومن هنا، أقدم هذه (f) لرجل المريخ.
وهذا هو النص المقتبس:


قبل أن أبدأ حديثي أعزائي أريد أن أذكر الجميع بأن جنسيتي هي لبنانية، يعني أنا لبناني أباً عن جد... لذلك فإن موضوع كلامي وهو الحديث عن لبنان وسوريا سيكون واقعياً لأنني أعيش في لبنان وأنا تربيت في هذا البلد، لذلك سيكون كلامي واقعياً إلى أقصى الدرجات والشفافية وسأحاول دائماً ان أكون مهذباً .. كعادتي هههههه

أنا (شخصياً) أقدر الحكم في سوريا وأحترم وأجلّ الشعب السوري أكثر ما تتصورون ليس لإنني شيعي الجذور (قبل أن أصبح لاديني لاحقاً) بل لأنني عشت بينهم وعاشوا وبالذات (الجيش العربي السوري) وأؤكد أنه جيش عربي عاشوا معي فترة طويلة بل إنني تربيت في خيمهم وقد لا تصدقوني، ولأن لي أصدقاء في سوريا هم أقرب لي من عائلتي، لن أتكلم من هذا المنطلق وإنما فقط لأنني مخلص للحق ولما أعرفه عنهم ولما شاهدته ولمسته وشعرت به عندما كنت قريباً منهم.

طبعاً لا يمكننا أن ننكر أن في كل دولة عربية يوجد الكثير من المشاكل بالنسبة للنظام وطريقة التعامل مع الشعب، وقد ينتقد الجميع وبخاصة الدول المطبعة مع إسرائيل ويصفون الحكم في سوريا بالديكاتوري والعنيف، وهذا شيء مقرف ومضحك بالنسبة لي لأن ما يحصل في السعودية وقطر واليمن وعمان والأردن ومصر والمغرب لهو الديكتاتورية بعينها... وحتى الآن لو قارنا بين الحكم في سوريا بمساوئه والحكم في باقي الدول العربية لوجدنا أن المجتمع السوري ما زال مخلصاً وما زال واحداً رافضاً للتطبيع يفهم قضيته ولا يسعى للتخلي عن عروبته، ونسأل هنا أهل الخليج أين أصبحت علاقاتهم مع إسرائيل وها هي سفاراتها تلعلع هنا وهناك ... ولكن أخاف أن يكون الشعب السوري قد وضع نفسه فداء للقضية العربية ووقف في بوز المدفع للدفاع عن القضية وحده في وقت يسرح اليهود ويمرحون في شرم الشيخ وفي العقبة وفي صحاري الخليج والناس نايمة.

نعود إلى لبنان وسوريا، وأنا أكلمك من موقع قريب من الاثنين، لا يهم أن يكون الجيش السوري قد دخل إلى لبنان بطلب من أمريكا، هذا وقتها ليس مهماً، لأن ما كان يهمّ الشعب اللبناني هو أي وسيلة لإنهاء الحرب الأهلية التي دمرت البلد، فلو أن إسرائيل قد طلبت من سوريا الدخول فلن يزعل اللبنانيون لأن همنا كان وقف القتال وإعادة الأمن والاستقرار.. لن نسأل في هذا.. دخلت سوريا وأثبتت فعلاً أنها قادرة على تأمين الأمن ودفعت الكثير من جنودها شهداء لمن يستحق ولمن لا يستحق، وأحني قبعتي لذلك.. عظيم طبعاً لا يمكن لسوريا أن تبقى كل هذه السنوات في لبنان دون ارتكاب الاخطاء، وجلّ من لا يخطئ، والاعتراف بالذنب فضيلة ولو أتت متأخرة فهي أفضل من أن لا تأتي نهائياً، وما أعظم ذلك الاعتراف عندما يكون من رأس الدولة السورية أمام الكرة الأرضية جميعاً..

ماذا بعد؟

لو قارنا تضحيات سوريا في لبنان، وأخطائها فلا مجال للمقارنة، أنا لا أدافع عن سوريا ولكن الحق يجب أن يقال.. ولكن المخيف هذه الأيام ما هو آت، فالشعب السوري الذي كان يكنّ الاحترام والمحبة للبنانيين على مختلف طوائفهم، ويمكنك أن تلاحظ هذا الاهتمام باللبنانيين من قبل السوريين عندما تقوم بزيارة بسيطة إلى الشام فتلاحظ أن طريقة تعامل السوريين مع اللبنانيين مميزة فعلاً أما اليوم فالواضح أن الوضع بدأ يتغيّر...

فاللبنانيون أظهروا حقداً غريباً ومقرفاً تجاه السوريين وكانوا يكتمونه في صدورهم (طبعاً ليس الجميع) كأن يتعرضوا للعمال السوريين في لبنان وقد رأيته بأم عيني كيف قذفوا به من سطح أحد المباني في بيروت، وقطعوا أذني آخر ووضعوا في دولاب ورموا به من أعلى التلة، ناهيك عن الضرب بالسكاكين والضرب بالعصي والإهانة وسرقة محلات وسوبر ماركت أصحابها سوريين في بيروت وغيرها من المناطق .. جميل جداً أن نظهر نحن اللبنانين عن حقدنا وأخلاقنا المتدنية تجاه غيرنا، ما ذنب ذلك العامل البريء الذي لا جمل له ولا ناقة من كل ما يحدث.. ولو أردنا حساب ردة فعل السوريين تجاهنا ولو أنهم عاملونا بالمثل سيكون اللبنانييون خاسرون في هذه المعادلة حتماً.

ففي جامعات سوريا المئات من الطلاب اللبنانيين، ماذا سيكون موقف لبنان لو أن سوريا أرسلت هؤلاء الطلاب في نعوشهم إلينا بدلاً من أن يأتوا مكللين بشهادات علمية.. كيف سنستقبل هذه التوابيت؟ ماذا لو أن سوريا أغلقت حدودها مع لبنان ألن يكون الاقتصاد اللبناني خاسراً ؟ هل سيكفي عندا المجال الجوي والطيران اللبناني وهل سيحتمل الكمّ الهائل من رحلات الطيران المدنية والتجارية وحده؟ فالمواطن اللبناني اليوم الذي يذهب إلى بلد مثل الأردن عبر الطريق البري لا بدّ له أن يمرّ في سوريا، فلو أغلقت الحدود هل هو قادر بين ليلة وأخرى على السفر جواً... وغيرها وغيرها

نحن اللبنانيون نضع أنفسنا اليوم في مواقف بايخة وتافهة سندفع ثمنه في الأشهر المقبلة...

تتهمون الحكومة السورية بأنها تقمع شعبها.. طيب ماذا تقولون في بلادكم ومايحصل فيها...
عيب فعلاً أن نرى بعين واحدة، وعيب أن نفكر بما لا نريد رؤيته

عاشت سوريا يا شريفة ...

:97: