تقرير" يسخم" الوجة..

لن يستطيع احد أن يدعي النزاهة في أصدار الأحكام, و خاصة في ظل راي عام جارفأ لا يريد ان يرى ألا حقيقة تناسبه أو شيئا محددا بعينه, و حتى النزيه لن يسعة أن يكون نزيها و تحيط به رغبة عارمة في رؤية جثة بعينها معلقة فوق الأشجار,و الحال كذلك فما الجقيقة ألا ما نراه أنت و أنا صوابا,بغض النظر عن الحقيقة الموضوعية التي قد تخالف و قد تطابق "ما يطلبه الجمهور",و قد لا يكون للحقيقة الموضوعية أي وجود فأن قرر المحلفون ان هذا الشخص هو المجرم فسيكون هو لا محاله بدليل الحبل الذي سيشد خناقه.و طالما سنحصل على مجرم ما فلنركز عليه طالما هو الأضعف بعدم قدرته على الدفاع لقلة حيلته و غباء محاميه ,و تكالب الكل عليه بما يشبه الأجماع.

التقرير الذي الذي اصدرته لجنة الأمم المتحدة يقول بما لا يقبل الشك أن هناك قصورا واضحا ومقصودا و ترشح سورية لتكون متهما وحيدا في قتل الحريري التقرير لم يقل ذلك صراحة و لكن جميع بنوده تشير بشكل جلي الى هذه النتيجه.لا بد ان المحققين الدوليين تأثروا بلون الشارع الذي يقيمون فيه في بيروت "الشرقية" و لم يخجل التقرير بالتصريح بذلك حين قال أن كل الشارع اللبناني يريد "truth" و باللغتين ثم اشار الى مظاهرة الرابع عشر من شباط الأثنين التالي لمقتل الحريري.ذكر هذين الحدثين يشير بجلاء الى تاثر المحقق بالرأي العام.

هل أثر هذا التأثر فعلا بما كتبته اللجنه.؟!!أنا هنا لن ادافع عن سورية و اصبح لدي "بعد قراءة هذا التقرير المنحاز" ميل الى أتهام سورية بقتل الحريري و خاصة اذا ثبت ان الرئيس بشار الأسد قال "بأنه سيكسر لبنان على راس من يكسر كلمته في لبنان"و لنتذكر جميعا أن الحريري تظاهر "بكسر"يده في ليلة التصويت على التمديد للحود بما يشير الى صدق الرواية.و لكن التقرير بدا نزيهاعندما قال ان هذه الرواية هي رواية مجموعة الحريري و لا يملك رواية للأسد لأن السورين رفضوا لقاء اللجنه في قرار "خاطىء"كالعادة.

رواية أبو عدس و قصة السيارة "البيك آب" و حكاية الشريط تبدو قريبة جدا من فيلم كوميدي غير محبوك يسبب ضيق النفس اكثر مما يبعث على الضحك و هذا سبب جديد لأتهام المخابرات السورية لأن فبركة من هذا النوع تليق برجل المخابرات السوري المعروف بانفعاله ,و قة صبره ,و غباءة الشديد,أذا خلطت تلك العوامل الثلاث بخلاط ذو سبعمائة دورة بالدقيقة لن تجد أكبر من فبركة كفبرة طبخة العدس تلك.

الآن و قد خرجت سورية "بوجة مسخم" بفضل هذا التقرير و صار عليها أن تواجه ما هو أعظم لجنة تحقيق دولية و اشكال "لئيمة "ووجوه في منتهى الوضاعة من قبيل "ريتشارد بتلر" و لن يمكنها أن تتملص من مقابلتهم كما فعلت مع رجل جنتلمان كفيتوجيرالد.هل سيكون لديها ما تقوله لهم و هنا لن يستطيع الأسد ان يكسر رأس احد,لأن كوفي عنان" يتمرقع" في شوارع نيويورك و لن يقترب من السان جورج و خاصة اذا كانت تعبره سيارة ميتسوبيشي تسير في منتهى البطىء.

و لكن سجل الأمم المتحدة حافل بتقارير متحيزة و تقارير متحاملة و تقارير حتى كاذبه الهدف منها أرضاء عضو ما في مجلس الأمن أو شراء قرارا يصدر عنه بما يشبه "أقتصاد السوق" أو عملية تجاره تبادليه حرة.لماذا لا يكون هذا التقرير واحدا آخر على نفس الشاكلة و يزيد في الأحتمال تحول سورية الى "عنزة جربانة" يهرب الجميع من الأقتراب منها خوفا من العدوى.و لن يبكي احد اذا ما أدينت كما لم يبكي احد على سقوط صدام حسين.

و لماذا اذن لا تساعد سورية نفسها و هي تتصرف تصرف" المريب" و تصرخ بالفم المليان "خذوني" أعتبارا من عدم التعاون مع اللجنه أو عدم المساعدة الفعالة في التحقيق,و يبدو انها أستسلمت لمجاملة حسني مبارك حين قال من باريس ان قتلة الحريري اناس لهم مصلحة في توريط سورية و لا يخفى انه يريد بهذه "الفتوى" تبديد الخلاف الذي بدا في مؤتمر القمة و لن ياخذه "الآخذون " على محمل الجد.

الفصاحة اللغوية التي يختفي خلفها النظام السوري و يحشد لها شخصيتين شديدتي الملق الظاهر هما السوري فوزي الشعيبي المتهم بأنه محلل سياسي و اللبناني المتحذلق ناصر قتديل لن تؤدي ألا الى نتائج كالتي حصدها أحمد سعيد مذيع صوت العرب "المتألق" و محمد سعيد الصحاف "نجم"حرب الخليج الثالثة و التي كانت "ثابته".أن الوقت للكلام الجدي ولو بدون بلاغة او تشابيه بديعية و محسنات لفظية.و اول الغيث ان يقول بشار لنا بشار الأسد ماذا حصل بالظبط و ماذا قيل بالحرف خلال الدقائق العشر التي قابل بها الحريري لأخر مرة.و هذا تحديدا الذي سيفك اللغز...قد لا يكشف المجرم و لكنه "قد" يبرىء سورية...قلها يا سيدي الرئيس...