{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟
نادين غير متصل
عضو فعّال
***

المشاركات: 55
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #29
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟
(f)



الأعزاء جادمون العاقل وكل الأصدقاء ..

لقد اعتبرت الروايات السماوية ثلاث لأنها ذات منبع واحد وهي حاولت جاهدة إكمال بعضها البعض مع بعض التمايز والتحايل ..

إن الحديث على اعتبار أدام الإنسان الأول هو كلام مرسل ينقصه الدليل المقنع والعلمي .

لاحظ أن القرآن لم يتحدث عن مئات الحضارات التي سبقته أو عاصرته رغم أنها كانت غنية للغاية، لكنه أفرد لأنبياء إسرائيل وأسباطهم الكثير وهو ما سأشير إيه بعد قليل ..

لاحظ أيضاً أنه لم يأت على قارة أفريقيا ولا على أوروبا والأمريكتين وأستراليا والصين واليابان والهند والهند الصينية لم يشر إلى بوذا رغم أهميته ولا زرداشت رغم أنه صاحب دين موحد ..

لم يأت إلى مصر إلا في ذكر فرعون ولم يحدد أي فرعون قصد رغم وجود المئات !!! وذكر قصته مع موسى وهي قصة كان يتداولها اليهود في الجزيرة .

إني أعزوا ذلك إلى عدم معرفة لكاتب الكتاب بكل هؤلاء وفشل في استدراك عدد هائل من النواقص !! ولا يوجد أي سبب آخر مقنع .

فالإضاءات التي قام بها الكتاب هو تدوين لتراث تداولته أقوام سكنت شبه الجزيرة العربية في حلها وترحالها خاصة أن مكة كانت غي طريق القوافل وشكلت محجاً لجزء منهم وطبيعي أن الناس أثناء الحج كانت تتحدث عن الآلهة وقصص الأنبياء لاقناع بعضها ولتوسع دائرة مقتنعيها ولا تنسى أن والد الرسول سمي بـ عبد الله ولهذا أكثر من مدلول ..

إن الأبحاث العلمية تحدثت عن أن أصل الإنسان خرج من أفريقيا منذ زمن طويل يرنوا ملايين السنين وأنه أتجه شمالاً شرقاً وغرباً وكانت القارات متصلة ببعضها والمرور إليها يسيراً وقد عبر هذا الإنسان إلى الأمريكتين عبر سيبريا وهناك الكثير من الأبحاث الوراثية والجينية التي تؤكد أن في سبيريا الحالية أصول للهنود الموجودين في قارة أميركا ..

إذاً هل يمكن أن تعتبر أدام قد نزل إلى أفريقيا وأنه وأولاده قد تزوجوا من بعضهم البعض وصنعوا النسل البشري!!

أستبعد هذا يا صديقي لألف سبب علميً ووراثيً وتاريخيً ..

وليس من دليل واحد على عمر أدام الذي جاء ذكره للمرة الأولى في التوارة من أنه يبلغ 70 مليون عام .

فالحضارات الأخرى لم تتحدث عن أدام ولا عن أحد فروعه !!

فنحن لا نسمع عنه لدى السومريين ولا الكلدانيين والبابليين والكنعانيون والفينيقيون والفراعنة والحثيثين والإغريق والفرس والهنود و الصينيين ولا في حضارتي الأنكا والمايا والأمريكتين .. أي جميع الشعوب التي قننت أساطيرها ودونتها.

لا بل أن كل هذه الشعوب احتفظت لذاتها بأسطورة عن العالم قبل الخلق وبداية حياة الإنسان على هذا الكوكب لا بل طبيعة الكون قبل اللحياة على كوكب الأرض ..

وسأورد لك ثلاثة أمثلة بسيطين كمحطة للتأمل مأخوذين من عوالم لم تتطرق إليها الكتب السماوية لجهلها بها .

(( في البدء كان كل شيء يستقر في ظلمة أبدية، فالليل كان يخيم على كل شيء مثل دغل لا يخترق )) ..
أسطورة الأب الكبير لدى الشعب الأراندي في استراليا الوسطى .


((كل شيء كان عائماً وهادئاً وصافياً ودون حركة وساكناً وكان متسع السماء فارغاً
)) .
البوبول فوه – لقبائل الكيشي مايا ( اميركا الجنوبية )


((في البدء كانت البيضة الكونية الكبيرة وفي داخل البيضة كان هيولي وفي هيولي كان يعوم بان كو الجنين المقدس غير المتطور ثم خرج بان كو من البيضة وكان حجمه أكبر بأربع مرات من حجم أي إنسان حالي، وكانت في يديه مطرقة وإزميل وبهما صنع العالم )) .

أساطير بان كو الصين ( نحو القرن الثالث ميلادي .

ما يجعل قصة أدام تختلف عن قصص التشكل الكوني والانفجار الكبير ومن ثم بدء الحياة على كوكب الأرض عبر مئات الملايين من السنين ومن ثم ارتقاءها وتطورها وصولاً إلى القرد الذي يستعمل قوائمه الأربعة ونهاية بالإنسان المبتكر والمخترع هو أن أساطيرنا العلمية عن الانفجار الكبير وسواه تعتمد العلم منهجاً للتحليل والعلم يسائل نفسه بحيث نستطيع القيام بتجارب ورصد لاختبار صحة أفكارنا، ولكن الميثولوجيا التي سقتها قبل أسطر وقصة آدم وحواء وباقي الأنبياء فهي تستحق احترامنا العميق، لكن ليس من دليل واحد على صحتها .. لا بل أن العلم يناقضها .

خذ مثلاً قصة طوفان نوح، فالكرة الأرضية عرفت ملايين الملايين من الطوفانات وفي كل بقعة من أرجائهاوقصة طوفان نوح تكررت لدى أغلب شعوب الأرض لكن لهذا التكرار سبب منطقي ..

إن بعض المعاصرين اليوم يعزي طوفان تسونامي إلى معصية بحق الله وهو شأن بعض الإندونيسيين اليوم وهو إعصار لم يمض على حصوله أيام قلائل .. تخيل شخصاً مثل نوح قد نجا من الإعصار لاشك أنه سيعتبر فاضلاً لأن حكمه ما قد أطالت من عمره سيعتبر فاضلاً وسيعتيره آخرون نينا وهكذا هناك ملايين الأساطير عن هؤلاء ممن نجوا من أوبئة خطيرة وكوارث طبيعية سيجد الإنسان طريقة لتميزهم ومن ثم تمجيدهم كدعاية ما لمعتقداتهم .

القرآن أيها الصديق قد خصص حصة طيبة منه للحديث عن أنبياء بني إسرائيل ربما غير أسماء الرسل لكنه لم يغير في مضمون القصص سوى أنه صاغها بلغة عربية جميلة وموزونة ..

هل تظن صديقنا العاقل أن الديانات السماوية تتجاوز الثلاث، إذاً أين هي آثارها أين ما هو مدون وموثق .. لن تجد للأسف ما سوف يسعفك .. :(

تتهمني أيها الصديق بأني لا أعلم بشأن الشريعة الكثير ..
وسأتحفظ هنا عن الرد لأن ردي لن يكون برمي التهمة عني وإنما بالمعلومات التي سأسوقها والتي توضح مدى معرفتي بها وبسواها ..

الحضارة الأوروبية هي حضارة إنسانية بنت ذاتها على ما وصل إليه الإنسان عشية النهضة الأوروبية وما اعتمادهاعلى اللون وعقدة التفوق إلا لغايات استعمارية نرفضها جميعاً، وأجدد التذكير أن الفكر الإنساني ليس حكراً على أحد وهو موضوع الرهان ..

وبعيداً عن التشتت أريد تلخيص ما كتبته فيما سبق :
إن الحضارة أي حضارة تقوم على الفكر الإنساني وحده تستمد منه عناصر استمرارها وديمومتها، تقوم على حقوق الفرد واحترامه وعلى حرية الرأي وعلى نظام حكم مكتوب، تقوم على العلم الذي وصلنا إليه عبر ملايين المغامرات والتجارب والاختبارات ..
تقوم على احترام الغير بكل ما لديه ..

والحضارة تدفن ذاتها عندما تتقوقع ظانة بتفوقها على غيرها ..
لان التنافس هو المحرض على كل شيء ..


على هذا أبني رأي أيها الصديق وقد وجب التذكير ..

أعود إلى ملائمة الشريعة الإسلامية ..
لقد كتبت سابقاً أن تطبيق الشريعة لم يمنع من اقتتال المسلمين بين بعضهم البعض فما بالك بالآخرين، لم تمنع الغزوات ولا سبي الأقوام المهزومة، لم يمنع من اقتتال الصحابة ولا سرقتهم لأموال الشعوب المهزومة ولا هجاء بعضهم لبعض، لم يمنح المرأة حقوقها كالرجل في الإرث وعدد الأزواج من الرجال وتولي المناصب فلم أسمع بخليفة أنثى ولا بوزيرة أو مديرة لبيت المال والشريعة التي سقت مبادئها مطاطة جداً وتتحمل الكثير من التأويل والخلاف ..
وبالتالي لا تنفع لأن تكون قاعدة يبنى عليها، وانظر حولك وغص في التاريخ أنها قد فشلت لأسباب سقتها لك وسأتوسع فيها قريباً .

والعدالة أيها الصديق هي تركيبة معقدة من تساوي الفرص واحترام الحقوق الإنسانية وحرية التعبير عن الرأي واحترام الخلاف ..
خذ مثلاً نظرة الإسلام إلى المشركين ممن لا يؤمنون بالله .. هذه نظرة غير إنسانية على الإطلاق ..أحصي معي عدد الآيات التي تدعو إلى قتال المشركين ..
أحصى معي عدد الآيات التي تدعو إلى عزل الحاكم المسلم إذا جار وظلم ..

عن التشريع الروماني فهو تشريع كبير جداً ولعلمك أن المواطن الروماني ذو قيمة واحدة مهما كان لونه أو دينه أو مقاطعته أو ثقافته، لقد عرفت روما أباطرة من كل أرجاء الإمبراطورية وعرفت مجلس الشيوخ وعرفت النظام الجمهوري والملكي والأباطرة وعرفت عزل الأباطرة ومحاكمتهم أمام ممثلين الشعب ..

وأعطت مساحة كبيرة للحرية لكل الشعوب التي حكمتها في ممارسة دياناتهم وعاداتهم وتجاراتهم ..احترمت الفلسفة اليونانية واعتبرتها متفوقة وعاملت الفلاسفة ورجال العلم معاملة تليق بهم ،
تركت أثاراً كثيرة من كتب في القانون والعلوم والملاحم المسرحية والحركة الأدبية والآثار العمرانية العظيمة ..
وبالمختصر لم تكن الدولة الرومانية تعرف التعصب لعرق ما وهذا ما جعلها تعمر لما يزيد عن 1500 سنة وهي لم تنهار إلا لدى هجوم شعوب من البرابرة أو السلاجقة أقل منها علماً ومعرفة تدفعهمالغيرة والحقد ..

تضحكني أيها الصديق عندما تختزل ما كتبناه بأنه يدور حول الكواكب على كل حال أظن أننا حاولنا وأقول حاولنا أن نقدم وجهة نظر معرفية لا تقتصر على الشريعة كما فعلت أنت وإنما تصب في موضوعنا بالمجمل حول العلوم الإنسانية وكيف يتعارض العلم مع الميثولوجيا والأساطير مهما كان منبعها .


تحدثنا عن التاريخ الإسلامي وبينا من خلال الكثير من الأمثلة عن فترات إشراقاته وأسبابها ومن ثم قفول حضارته .
عن أسباب فشل الإسلام السياسي، وعدم كفاية تطبيق الشريعة الإسلامية للوصول إلى مفهوم الدولة الطامحة لتحقيق العدل .
وسنتحدث مستقبلاً عن أسباب نضوب وتوقف الإبداع الإسلامي، وعن التطبيق الخاطئ للديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي، ومفهوم المعاصرة القاصر فيها .

وأنوه هنا أننا سنتوقف عن الكتابة لمدة أربعة أيام هي فترة عطلة عيد الأضحى، لرغبة في سفر ..
وكل عام وجميع الأصدقاء بخير

كل المودة والاحترام للجميع ..
الليبرالي
(f)
01-19-2005, 02:44 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان ؟ - بواسطة نادين - 01-19-2005, 02:44 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS