{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
معركة صفـّين والحركات الإسلامية المعاصرة - توظيف الدين في خدمة السياسة و السياسيين
thunder75 غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 4,703
الانضمام: Feb 2002
مشاركة: #1
معركة صفـّين والحركات الإسلامية المعاصرة - توظيف الدين في خدمة السياسة و السياسيين
إحدى أهم المفاصل التاريخية في التاريخ العربي الإسلامي والتي طالما استوقفتني واستعصى علي فهمها لوقت طويل هي معركة صفين بين جيش الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان .

ما أثار حيرتي وأنا أقرأ تسلسل الأحداث ليس هو المعركة بحد ذاتها أو الصدام العسكري والصراع بين الطرفين بل هو ردة فعل الجنود في جيش الإمام علي بن أبي طالب بعد خدعة عمرو بن العاص الذي دعا إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، أي جعل القرآن حكماً بين الطرفين . و قبول الإمام عليّ بالتحكيم (مكرها) تحت ضغط جنده ، الأمر الذي أضعف مركزه بعد أن كاد أن يحسم المعركة من الناحية العسكرية وأن يقضي على التمرد الأموي في جسد الدولة الإسلامية آنذاك.

في وقت لاحق تبين لي بأن هذا اللغـز لا يمكن حله و فهمه إلا إذا وضعنا معركة صفين في السياق التاريخ السابق لها أي منذ بداية الدعوة الإسلامية وحتى لحظة رفع المصاحف على أسنة الرماح في معركة صفين ، فالذي حدث هو أنه من الناحية النفسية أراد عمرو بن العاص أن يوهم جنود الطرف الآخر أنهم في مواجهة وتقابل قتالي مع القرآن أي مع الإسلام ومع الله وهو أمر خطير جدا.

خصوصا إذا علمنا بأن هؤلاء الجنود كان مؤمنين يقينا أن الدعوة الإسلامية دعوة حق وقد شهد معظمهم كيف أن كل من حاول أن يقف في وجه هذا الدين الجديد كان مصيره على الدوام هو أن تحل عليه الهزيمة المنكرة وأن ينتهي من وجه التاريخ سواء كان هذا الطرف أفرادا أو قبائلا أو دولا أو حتى امبراطوريات وحضارات ذات تاريخ عريق.

كانت مجريات التاريخ الإسلامي حتى ذلك الوقت كلها تؤكد أن وراء هذه الدعوة قوة إلهية كانت تحميها و تحول بينها وبين التصفية وهو أمر تكرر أكثر من مرة في تاريخ الدعوة الإسلامية حتى عندما كانت تمر بأوقات عصيبة ولم تكن موازين القوى في صالحها وكانت المؤشرات المادية تدل على أنها في طريقها الزوال عدا أن الانتصارات وما عرف بالفتوحات الإسلامية التي أزالت امبراطوريتين كانت كلها اشبه بالمعجزة في ظل التفاوت الهائل في امكانيات الطرفين المتحاربين.

ظاهريا فإن جميع هذه الأسباب كانت كافية لثني الجنود في جيش الامام علي بن أبي طالب عن الاستمرار والمضي في المواجهة لكن هناك حقيقة هامة جدا وبسيطة غابت عن وعيهم تحت التأثير الإرهاب النفسي المخيف بالتهديد بمصير مشابه لمصير كل من وقف في وجه الله والدين و محمد وهي أن محور هذا الصراع لم يكن أصلا يدور حول الإسلام والعقيدة فلم يكن الخلاف بين علي ومعاوية حول وحدانية الله أو حول حقيقة نبوة محمد (ص) او حول أن القرآن وحي إلهي أم بشري وبالتالي فإن هذا الخوف الذي ظهر في صفوفهم من أن يكونوا في مواجهة و تقابل قتالي مع الإسلام و مع الله لا مبرر له لأن طبيعة هذا الصراع كانت سياسية دنيوية على السلطة والحكم و ليست حربا دينية مقدسة كما كانت حروبهم مع الذين وقفوا وحاربوا الدعوة الإسلامية.

ويسجل لنا التاريخ أن الإمام علي كان واعيا جيدا لهذه الخدعة وهذا التوظيف لرموز الإسلام من أجل مكاسب دنيوية نفعية حين رفض التحكيم في البداية قائلا بأن : ((القرآن كتاب مسطور لا ينطق و إنما يتكلم به الرجال)) وهو ما حدث بالفعل على أرض الواقع فقد تم تحكيم الرجال لأن النص القرآني وإن احتوى على تعاليم أخلاقية عمومية في السلوك الإنساني تصلح لكل زمان ومكان إلا أنه ليس سلطة قضائية تتحقق من حيثيات ودعاوي وحجج الخصوم وتصدر حكما لصالح أحد الطرفين.

لكن دهشتي من رد الفعل الساذج لجنود الإمام علي بن أبي طالب بدأت تتلاشى مؤخرا عندما أعدت النظر في الواقع العربي الحالي و رأيت أن هذا الأسلوب الانتهازي في العمل السياسي لا زال يفعل فعله السحري في تضليل الإنسان العربي حتى بعد مرور كل هذه القرون على معركة صفين فلا زال هناك بيننا من يرفع المصاحف في المعركة الخطأ ولا زال هناك من يحاول أن يوحي لعامة الناس أن خصوم فكر الإسلام السياسي إنما هم في مواجهة مع الإسلام ومع الله في معارك وتحديات دنيوية بحتة و ليس لها علاقة بالدين والعقيدة من قريب أو بعيد و لا زال هناك الكثيرون ممن ينطلي عليهم هذا التضليل والخداع.

لا زال الإخوان المسلمون وغيرهم من الحركات الإسلامية يمارسون هذا التزييف في وعي الناس و يرفعون شعار الإسلام هو الحل في كل انتخابات وفي العمل السياسي والذي هو عمل دنيوي بحت لا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد وحين أقول عمل دنيوي أي أن لا تكون المرجعية فيها للنصوص الدينية أو للفقهاء و أساتذة الشريعة بل لأهل الخبرة والرأي.
03-27-2005, 02:45 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
معركة صفـّين والحركات الإسلامية المعاصرة - توظيف الدين في خدمة السياسة و السياسيين - بواسطة thunder75 - 03-27-2005, 02:45 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسالة في السياسة فارس اللواء 0 625 06-06-2013, 12:15 AM
آخر رد: فارس اللواء
Star إيران وأذرعها في المنطقة ... معركة الوجود والنفوذ والمصير زحل بن شمسين 1 735 06-03-2013, 02:04 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  دور العقلانية الإسلامية في إعادة صياغة الوعي الثوري فارس اللواء 3 1,307 03-02-2012, 09:09 PM
آخر رد: فارس اللواء
  نسف نظرية الخلافة الإسلامية نظام الملك 11 3,505 12-26-2011, 01:02 AM
آخر رد: السيد مهدي الحسيني
  الهجوم على برهان غليون: من «اغتيال العقل» إلى «اغتيال السياسة» the special one 1 1,473 12-19-2011, 05:35 PM
آخر رد: فلسطيني كنعاني

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS