بسم الله الرحمن الرحيم
لقد عاب الله تعالى على اليهود حين نسبوا إليه سبحانه وتعالى النقص وقالوا بأن يده مغلولة : ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا ..)المائدة : 64
وإذا بالنصارى يطلعون علينا بتصور أشنع عن حقيقة الله تعالى ، فاعتقدوا بأن المسيح إله وأنه ابن الله ، وأنه صلب وضرب وعذب من أجل خلاصهم ، وأن الله عذب ابنه كي لا يعذبهم هم بذنوبهم، ولك أن تتخيل أن الله يعذب ابنه ويجعل البشر يكيلون له كافة أنواع العذاب والإهانات والتقتيل والتجريح والإصابات .. من أجل ماذا ؟ من أجل أن يغفر مثلاً ذنب سارق أو كاذب ، أو قسيس يعتدي جنسياً على طفل أو على راهبة أو على امرأة منحته الثقة لغفران ذنوبها، وإذا به يغتصبهاوينتهك حرمتها وعفافها.
لقد اعتقد النصارى بهذه الاعتقادات الفاسدة التي لا تليق بجلال الله تعالى خالق الكون وما فيه ، فالله سبحانه وتعالى ليس في حاجة لأن يتخذ ولداً
لقد غالى النصارى في حقيقة المسيح عليه السلام ، واعتقدوا بأنه إله ما دام خُلق من غير أب ، لم يتفكرواأن ذلك من آيات الله ، وأن آدم قد خلقه الله تعالى من غير أم ولا أب ، فهو أولى باعتقادهم من عيسى عليه السلام لو كان الأمر هكذا، قال تعالى : {ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم * إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين } (سورة آل عمران:58ـ60)
ادعى النصارى بأن الرب يمكن أن يصلبه بشر ، وأخذوا يتغنون في ترانمهم بيد الله المثقوبة :
يده المثقوبة تنطق بالحــــــب *** تمسح أحمال الآثم عـن القـــــلب
يده المثقوبة تحــــكي عن نعمـة *** تتراءف تبدي للخاطي رحمــــــة
يده المــثقوبة تنزف تدعــــوك *** وبقــلب الرحمة تصرخ ترجـــوك
اسـرع أبواب الـــرحمة مفـتوحة *** أدخل من كـــف الابن المجروحــة
فأختبئ الآن بكــــف المصلـوب *** سلم وأحظ بعفو مطــــــــلوب
فأي رب هذا الذي تصرخ يداه النازفة المثقوبة تصرخ وترجو الناس ليومنوا به ، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
والأدهى والأمر من ذلك ، هو اعتقاد النصارى بأن يد الرب المثقوبة وباقي إصاباته منذ أيام الصلب ، كجنبه المفتوح وجبهته المجروحة.. لن تمحى منه هذه الإصابات بمرور الزمن !! بل ستبقى هذه العاهات والتشوهات على مر الأيام، أنظر إلى هذا الرابط حتى لا يظن أحد أننا ندعي أو نفتري عليهم الكذب :
http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...id=28028&page=3
لماذا كل هذا ؟؟ لا أدري .
لماذا يتخيل النصارى هذه التصورات الشاذة عن حقيقة الله تعالى وحقيقة المسيح عليه السلام ، لقد سمحوا لأنفسهم ولعقولهم أن يتخيلوا أن الرب يصلبه إنسان ويعذبه ويثقب يده ، وما زالوا يتخيلون أن إصابته وتشوهات تلك لن تمحى من أجل عيونهم وغفران ذنوبهم ، وستبقى علامة على حبه ، ثم يصفونه بعد ذلك بالجسد الممجد ، أي تمجيد هذا لجسد رباني فعلت فيه الأفاعيل يد الإنسان ، يعيش بإصابات وتشوهات لم تمحى بمرور الزمن ، أي إله هذا الذي يعبده النصارى ، هذا الإله الذي يداه مثقوبة وجنبه مفتوح وجبهته تسيل منها الدماء من إصابات أحدثتها فيه يد الإنسان . ياليتكم تتفكرون فيما ورثتموه عن أبائكم من معتقدات لا تليق بجلال الله تعالى ، يا ليتكم تتفكرون قبل فوات الأوان في قوله تعالى :
{ يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فآمنوا بالله ورسله، ولا تقولوا: ثلاثة، انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد، سبحانه أن يكون له ولد، له ما في السموات وما في الأرض، وكفى بالله وكيلا }النساء:171 .