حفلة" طهور" مسيحي....

لم يصل "عبد المسيح" الى هذا المقام ألا بعد أن قدم مائة رجل و أخر مائة أخرى, رغم "فاطمة" طمأنته بشدة و أكدت له بما لا يقبل الشك أن أبوها رجل "متطور" ولن يلتفت الى هذه الأشياء.صحيح أنه رجل لا يقطع وقت يقوم الليل و أحيانا يقوم النهار يصوم رمضان و يرتدي جبة طويلة و لفة كبيرة على رأسه على طريقة كبار علماء الدين و يتمسك بغصن أخضر طري طبقا للسنة النبويةو يلقي على أبنته أحاديث الحجاب و الطهارة و نتف الحواجب.ألا أنه يتفرج على برامج الجزيرة و خصوصا حلقة الأتجاه المعاكس و لا يمانع بفاصل قصير من قناة ميلودي و لكن عند قناة ميلودي تتسارع حبات سبحته في يدة و يتمتم بأشياء مبهمة كأنه يطرد الجن و الشياطين.لذلك لن يرفض عريسا لأبنته لمجرد أن أسمه عبد المسيح.

جلس عبد المسيح "كالقملة المفروكة" واضعا كفية بين فخذية و تكاد ذقنه تلامس صدره من شدة أطراقة برأسه خجلا و مرتبكا بالكاد يستطيع أن يمانع أصطكاك أطرافة.ربت الأب الوقور على كتف الشاب فأستعاد روعه قليلا و رفع راسه ثم تمتم بصوت مخنوق تبعثرة بحة فزع..
-ماذا قلت ياعمي...
تنحنح الأب قليلا معطيا لنفسه شيئا من الأهمية و الحضور المهين ثم سعل قائلا..
-قلت لا اله ألا الله....و لكن لا يجوز في شرعنا أن نزوج بناتنا للنصارى و أنت عبد المسيح
-و لكن يا سيدي أعرف أكثر من شباب...
قاطعة الأب بلهجة العارف المتمكن.
-أعرف..و لكن يجب أن يسبق ذلك أجراءات شرعية لا بد منه و قد لا توافق عليها..
تعلق الشاب بكلمات الشيخ فهو "يموت بفاطمة" و سيفعل أي شيء لكي يتزوجها لم يكن يتصور أن يعيش لحظة واحدة من غيرها و قد حدثها أكثر من مرة عن الهروب بعيدا.و لكنها كانت ترفض قائلة ان أباها لن يقف في طريقها من أجل سبب كهذا فهو يحبها و سينفذ ما تطلبة و لو كان الزواج بعبد مسيح.
-ماهي هذا الأجراءات..قل لي عليها و سأنفذها فورا....رد عبد المسيح بلهفة من تلقة طوق نجاة
-هل أنت على أستعداد للنطق بالشهادتين.....أجابة الأب مستفسرا
-شهادتين؟؟!!ليس هناك مشكلة سأنطق بعشرين شهادة اذا كان ذلك سبيل الوصول الى كريمتكم...رد عبد المسيح بفرح من تخلص من عبىء ثقيل..أتخذ الأب وضعية أكثر حكمة ووقارا و أعطى لصوته رنة فيها خشوع الأتقياء
-هذا يعني أن تصبح مسلما..هل أنت على استعداد لترك النصرانية..
حملق عبد المسيح في الفراغ..فهو ليس من الذين يهتمون بالدين و هو غير عابىء أن كان على دين النصرانية أو على دين "القرباط" المهم أن يحظى بحبيبته.... لم يفهم بالضبط ماذا عنى الأب بدين النصرانية..و لكنه قدر أن النصرانية هي دينه الأساسي و هو يسمي نفسه مسيحيا...لم يتوقف كثيرا عند أختلاف الأسماء و أجاب بسرعة ملهوفة:
-أترك النصرانية...ليس لدي مشكلة بترك النصرانية فكلها أديان سماوية..
هز الأب رأسه راضيا.و أبتعد برأسه عن الشاب السابح ببركة من العرق و قال
-حسنا أذن يجب أن ننادي الشيخ عبد الحي...فهو من سيلقنك الشهادتين و يكون لك شرف الأسلام على يديه.و نقلك من ميدان الشرك الى ميدان الأيمان.

جاء الشيخ عبد الحي سريعا وقار النساك يقطر من لحيته البيضاء و حدبته الصغيرة تعطية جدية كمن يكب على أمره بأصرار.خطواته سريعة رشيقة و كلماته كالرشاش يقذفها كشلال متدفق يلزمك أن تركز فيما يقول بدقة حتى لا تضيع عليك بعض الكلمات لأن ما يقوله عبد الحي قل أن يكرره فهو يعد ذلك أهانة لمقامه.

وضع عبد الحي يدة على كتف الشاب المحاط من كل جانب و جذبه أليه برفق حاني حتى اصبح بمحاذاته و قال بما يشبه الوشوشة...
- نطق الشهادتين سينقلك الى الأيمان و لكن هناك شيئا هاما يجب عليك أن تقوم به لتصبح مسلما كاملا..
بلع عبد المسيح ريقه و مط عنقه صوب عبد الحي الذي تابع متسائلا...
- هل أنت مختون....؟!!
فتح عبد المسيح فمة وضم ساقية ثم عقد يدية بمحاذاة....
- لا....لست مختونا...ليس للأمر أهمية عندنا..
قهقة عيد الحي و قهقه معة الجميع و تحول الأمر الى نكته أزداد حرج الشاب و شد ساقية بأقصى ما يستطيع الى بعضهما البعض...توقف الشيخ الوقور عن الضحك...ووجه حديثة الى الشاب:
-أذا كنت جادا فيما تقول...تعال غدا صباحا...و سنقوم باللازم...لا تخف عملية سهلة..لا تكلفك أكثر من ليس الجلابيه لمدة أسبوع واحد....
ثم تابع قهقهة مدوية شاركه فيها الجميع ألا عبد المسيح طبعا...الذي بدأ يحس بألم في...نعم هناك...و شعر بحاجة الى الذهاب الى الحمام سريعا ضغط على أعضائه, و شد يدية على أسفل بطنه و تجمع على نفسه في زاويته و التصق الى الحائط باشد ما يكون.بدأ يرتجف بشدة وقد ترأئى له من يمسك ب....و يشده بعنف ثم يستل سكينا حادا و ينهال عليه بلا رحمة...طرد هذا الوسواس من رأسه و هز رأسه بعنف محاولا أحضار وجه فاطمة الجميل و لكن الوجه لم يكن ليصمد أكثر من ثوان ليحل محلة قهقهة عبد الحي المجلجلة.ووجهة المكسو بشر أبيض..مهددا بقطع ما لديه.


سمع كثيرا عن هذه العملية و سمع أنها بسيطة و لا تؤذي و لكن جميع من خضع لها كانوا أطفالا لا يحملون أي ذكرى عنها فقد تكون شديدة الألم و ربما كان من يقوم بها غير مدرب فيجتث رجولته من أرومتها و عندها حتى فاطمة لن تلقي أليه بالا.تلمس نفسة كمن يطمئن على أعضاءة.هالة الأنكماش الذي حصل له بحث بأصابعة يمينا و شمالا لم يجد شيئا ,دس يده في جيبه بسرعة و ترك لأصبعة العنان لتجوس بين ساقيه باحثة عما يعتقد انه سر الوجود أصطدم الأصبع التائه بشيءلم يبدو له انه الشي الذي كان يداعبة أحيانا و يحلم بفاطمة ناظرة أليه أو قابضة عليه برغبة و شوق,دس اليد الثانية في الجيب الثاني و تحرك في مجلسة غير عابىء بمن حوله,جاست أصبع اليد الأخرى و تلاقت الأصبعان عند تقاطع هزيل.أخرج يديه بسرعة وقد هالة المصير الذي قد يؤول أليه. وقف بهدوء و تقدم من الباب فتحة ببطىء ثم.... خرج و لم يعد.