{myadvertisements[zone_1]}
الصحوة الإسلامية! صحوة أم صحوة "موت"؟!
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
الصحوة الإسلامية! صحوة أم صحوة "موت"؟!


في أوساط الإسلاميين، تستعمر العقول "فوبيا" من النوع الأخطر، لا تستثني قائداً ولا مقاداً، تحمل عنواناً مبرقشاً: الصحوة الإسلامية! ولأن هذا المصطلح متداول في تلك الأوساط أكثر من تداول القمع، لا حاجة بنا لتقديم مقاربات تفسيرية له. مع ذلك، فاعتقادنا الراسخ الذي لا سبيل إلى دحضه بحجة دامغة (يمكن دحضه بسهولة عبر سلاح المصادرة الإسلامي الأشهر) هو أنّ هذه الصحوة هي صحوة "موت"! فهذا المريض المبتلى بمجمل ضروب الآفات المزمنة المهلكة، والذي صحا فجأة (!!!) مع ضخّ نفط ودولارات وإرهاب في عروقه، لا يمكن للزمن إلا أن يقضي عليه: الصحوة الزائفة لا تستطيع الصمود في وجه أي اختبار صحّي حقيقي. لا شك أنّ الورثة يستنزفون طاقاتهم وأوقاتهم من أجل بثّ نَفس الحياة في أنف مريضهم المحتضر عبر محاولة خلق جوّ عقيم ـ أي: المصادرة والإرهاب ـ حوله. إلا أنّ جراثيم الحريّة ستتسلل لا محالة إلى غرفة احتضاره، وسنشهد قريباً ربّما طقوساً جنائزيّة غير محزنة تضع هذا المريض أخيراً في مكانه الحقيقي!
لكن هل نرغب فعلاً برؤية هذا المحتضر المزعج وقد غادر سرير احتضاره إلى تابوت من النوعية الأرخص؟ الأمر لا يعنينا! إنّه يعني الطبيعة؟ الطبيعة هي التي حكمت على هذا المحتضر بالموت عاجلاً أم آجلاً!.
أنّ الإنسان الذي يغلق باب عقله بمفتاح زماني ـ مكاني معين،
لا سبيل إلى رميه أو استبداله، سوف ينقرض كما انقرضت حيوانات أخرى كثيرة قبله لم تفهم غرائزياً منطق الصيرورة، وأن العقل غير قابل للسجن في قالب معين، أياً كان صانعه.

مشكلة المسلمين انحباسهم في زنزانات نصوصهم المقدّسة: فهم لا يستطيعون حملها والدخول بها إلى عالم الحضارة، ولا يستطيعون رميها خوفاً على ذواتهم من التعرية التراثية. والحقيقة أننا لن نحزن كثيراً إذا انقرضوا، لأنهم صاروا بالفعل، عبر هذا الإنسجان الذاتي. عبئاً على الحضارة ـ دونهم يمكن للحضارة أن تصبح أكثر جمالاً وتحرراً وفراشية: من لا يصدّق ذلك، ما عليه إلا أن يفتح خارطة العالم ويتفحص هوية أماكن الاضطراب والإرهاب والحروب المعيقة لتقدّم البشرية وتحضّرها.

هل هي صحوة؟
1- التاريخ:
بثقة حاخامية مريعة، يجلس الإسلامي "الباحث" في محطة نفطية أنتيكية، ليبث أساطير غبية على مسامع شعب يضع أقدامه في القرن الحادي والعشرين ورأسه في القرن السابع، تحمل عناوين براقة زائفة من نمط: "تاريخنا المجيد"، "حضارتنا العظيمة"، "خلفاؤنا الفاتحون"، "قادتنا الرحيمون"، "شيوخنا الأجلاء"، "أجدادنا الأتقياء"...! وحتى لا يتبرع أحدهم للاصطياد في الماء "الأعكر"؛ نقول: نحن كسوريين نؤمن بأننا "كنا" (وكان فعل مضى حتى الموت) نمتلك ماضياً حضارياً عظيماً، لكن الغزو العربي ـ الإسلامي "تحديداً"، حطّم ذلك كلّه حتى السحق بحيث يبدو من المستحيل بناء أي شكل جديد للحضارة.
مثال:
إذا قارنا، كسوريين، بين شكلي حكم عرفتهما سوريا، واحد قبل الإسلام، هو الإمبراطورية الزنوبية، وأخر بعده، هو الخلافة الأموية، لوصلنا إلى النتائج التالية:
كانت زنوبيا "حاكمة" وطنية، حضارية بالمعنى الكامل للكلمة: أشادت عاصمة أسطورية عجزت عن إزالتها كلّ عوامل البغي والتصحر؛ كوّنت جيشاً كاد أن يسحق روما بعظمتها وسطوتها: حاربت أعداءها القوميين ببسالة لا تضاهى، واختارت الموت واقفة على الاستسلام؛ والأهم من هذا وذاك أن زنوبيا هذه كانت مفكّرة قومية من طراز رفيع: فقد جاءت ببولس السميساطي، بطريرك إنطاكية آنذاك، إلى بلاطها، كي يخلق لها مسيحية سوريّة؛ واستدعت الفيلسوف لونجينوس الحمصي، كي يضع لها الأسس لفلسفة سوريّة. ـ وانتهى الاثنان بانتهاء الملكة الأعظم: فماذا خلّف لنا بنو أمية؟.
كانت سوريّا، قبل الغزو العربي الإسلامي، أغنى دول العالم ربما بالحركية الفكرية. وكان أفضل تعبير عن تلك الحركية الدينية هو ذاك التنافس الفاعل بين المذاهب (التيارات الفكرية) الدينية. وإذا ما استشهدنا بالمسيحيين فقط لاكتشفنا ببساطة حقيقية أن غالبية تياراتهم المتنافسة آنذاك كانت سورية الأصل أو الأيديولوجيين. فالتيار المونوفيزيتي ترسّخ عملياً بفعل جهود راهب سوري اسمه يعقوب البرادعي؛ التيار المونوتيلتي أسّسه الموارنة السوريون؛ النسطورية جاءت من نسطوريوس السوري؛ آريوس كان تلميذ لوقيانوس الأنطاكي السوري الشهيد؛ ولا حاجة بنا لذكر التيار الخلقيدوني السوري، لأن مفكريه كانوا أكثر من أن يعدّوا: هل تكفي الإشارة إلى ثيودورس القورشي؟ (لا يمكن نسيان تيارات مسيحية منقرضة أسسها سوريون، ما تزال محفوظة في ذاكرة أسفار تاريخ العقائد المسيحية)! هذا كلّه، كلّه، انتهى بضربة واحدة من الغزو العربي ـ الإسلامي، وأضحت الحضارة السورية محصورة في بضع أديرة وبلدات، معزولة، متعبة.
لقد حاربت زنوبيا من أجل استقلال الوطن عن روما: فما هي المعارك المفصلية التي خاض الأمويون غمارها؟ الحرّة التي قتل فيها، في المدينة "المنورة"، خيرة الصحابة والتابعين، وتحوّلت بعدها عاصمة النبي من منبع للفقه إلى سوق نخاسة يصدّر القيان والسذّج إلى دمشق، عاصمة الأمويين! كربلاء التي قتل فيها أولاد عليّ بن أبي طالب، وسيقت نساء بني هاشم وحُملت رؤوس رجالهم من العراق إلى دمشق حيث أمير مؤمني عصره! مكة التي قُتل فيها عبد الله بن الزبير وصُلب ميتاً حتى كاد أن يُبلى... الخ!
ماتت زنوبيا دفاعاً عن وطنها كأرزة واقفة: فكيف مات أمراء المؤمنين، خلفاء بني أمية؟ باستثناء معاوية الداهية الذي أوصله حرصه وخوفه من ميتة كميتة علي بن أبي طالب إلى الموت على فراشه كما يموت البعير، فقد مات خلفاء بني أمية عموماً بطريقة تذكّرنا بموت أبطال روايات كافكا (غريغور سامسا بطل الـ Vrewandlung مثلاً) أو مسرح اللامعقول! فإحدى روايات موت أمير المؤمنين يزيد بن معاوية تقول إنّه مات بعد أن عضّه قرد سكران في زلعومه، وكان القرد آنذاك سمير أمير المؤمنين في جلسات أنسه؛ معاوية بن يزيد سمّه أولاد عمه بعد أن تخلى عن الخلافة المغتصبة بإرادته؛ مروان بن الحكم خنقته زوجته ـ أرملة يزيد ـ وجواريها بعد أن شتم ابنها من يزيد علناً، بقوله: يا ابن رطبة الإست(!!!!)؛ عمر بن عبد العزيز سمّه أولاد عمومته؛ هشام بن عبد الملك مات قرب إحدى القيان التي ماتت قبله، وكانا يسكران معاً، فأخرج الجثّة من القبر بعد دفنها وظلّ بجانبها حتى فارق الحياة؛ الوليد بن يزيد قتله أخوته وأولاد عمومته؛ مروان بن محمد قتله العباسيون وقطعوا رأسه، فأكل منه سنور شيئاً... الخ!!!
بقي أن نذكر أنّ أشهر ما ينسب للأمويين من الأوابد الحضارية في دمشق، الجامع الأموي، ليس من صنعهم. كان كنيسة مسيحية (قبل ذلك كان معبداً وثنياً) تحمل اسم يوحنا المعمدان، فسرقوها وحولوها جامعاً لهم.
ملاحظة: العباسيون،الذين لا يقلّون تحضّراً عن أخوتهم من بني أمية، حولوا ذلك الجامع، حين دخلوا دمشق، إلى إسطبل لحيواناتهم!

هل هي صحوة؟
2- الشرع:
يحمل الإسلاميون سيف شريعتهم الدموي حيثما يحلون، يريدون أن يهووا به على كلّ رأس يفكر بغير طريقتهم المحنطة. لماذا؟ لأنهم يعتقدون أنّ هذه الشريعة ذات مصدر إلهي: ومن ذا البشري الذي يستطيع معارضة الإلهي؟! لكن هل يكفي الاعتقاد بحقيقة شيء حتى يصبح هذا الشيء حقيقياً؟ لا! الاعتقاد بأن شيئاً حقيقي وكون شيء حقيقياً بالفعل مسألتان غير متطابقتين على الدوام! من هنا، فنحن نعتقد أنه لا مانع أن يطبّق المرء على ذاته شريعة يعتقد أن مصدرها إلهي، لكننا سنمانع بشدّة سعيه لتطبيقها على غيره، خاصة إذا كان يفتقد الأدلة الحسية على صحة اعتقاده!
بالمقابل، فنحن نمتلك أدلة كثيرة ليست في صالح ما يُزعم بشأن إلهية مصدر تلك الشريعة. وإذا ابتدأنا بالدليل الداخلي، نقول: لقد أظهر العمل الإثنا عشري الشيعي الهام، النص والاجتهاد، دون لبس، أن رموز الإسلام الأوّلي، كعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعائشة بنت أبي بكر، خالفت الشريعة على نحو فاضح! ونحن "نعتقد" أنهم لو كانوا "يعتقدون" بألوهية مصدرها لما خالفوها! أمّا دليلنا الخارجي، فيقول: إن الجانب التشريعي في الدين المقارن يظهر لكل ذي عقل أن الشريعة الإسلامية مأخوذة بالكامل تقريباً عن أختها الكبرى، الهالاخاه اليهودية.

هل هي صحوة؟
3- العقيدة:
ما يصحّ على الشريعة يصحّ أيضاً على العقيدة. وكان أبراهام غايغر من أوائل الذين أشاروا إلى الأصل اليهودي للعقائد الإسلامية في كتابه الطليعي، ماذا أخذ محمد عن اليهودية؟؛ وجاء بعده شباير الذي فصّل ذلك بدقة في عمله الهام، الحكايا الكتابية في القرآن، فأقام دنيا المسلمين ولم يقعدها؛ وصودر في كل الدول العربية عدا لبنان! علمياً، يكفي البرهان على زيف جانب بسيط من العقيدة حتى يتسلل الشك إليها كلها. وفي القصص الديني بدا واضحاً للغاية أنّ تفاصيل خلق العالم والعائلة البشرية الأولى مأخوذة عموماً عن الهاغاداه اليهودية. ولا نعتقد أن هنالك مسلماً عاقلاً واحداً يمكنه أن يقرّ بالمصدر الإلهي للهاغاداه. لكن هذا الوضوح يصل إلى قمته في حكاية النبي ابراهيم الإسلامية المأخوذة بتفاصيلها المملة عن سفر معاسه أبراهام الهاغادي. مع ذلك، ثمة سؤال "علمي" يطرح ذاته بإلحاح مزعج هنا: كيف يمكن للإله، الذي أوجد البشرية منذ ملايين السنين، ان يسمّي كائناته البشرية الأولى بلغة (العبرية!!!) لا يتجاوز عمرها ألوف السنين؟ ولماذا "تحديداً" لغة هذا الشعب المفضّل على العالمين، دون غيرها من لغات الشعوب الحضارية؟ هنا يقفز إلى صدر الصورة سؤال أكثر إزعاجاً وإبغاضاً: كيف لم يأت إلى هذا الوجود يوماً رجل دين مسلم استطاع تحرير عقله والتساؤل عن الحقيقة التاريخية الكامنة خلف قصّة خلق العالم والعائلة الأولى العقائدية، التي لا يخفى طابعها الأسطوري؟ يبدو أن سيف التكفير الإسلامي الأشهر يهدّد العنق مانعاً الرأس عن أية حركية فكرية!

------------
04-24-2005, 03:49 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الصحوة الإسلامية! صحوة أم صحوة "موت"؟! - بواسطة arfan - 04-24-2005, 03:49 AM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سنة إقامة الدولة الإسلامية رضا البطاوى 0 346 04-22-2014, 08:52 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  تنظيم القواعد العسكرية فى الدولة الإسلامية رضا البطاوى 0 379 04-05-2014, 08:47 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  القسم فى قضايا المحاكم الإسلامية رضا البطاوى 0 392 01-23-2014, 09:27 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  أمة الخير فى الدولة الإسلامية رضا البطاوى 0 410 01-06-2014, 07:42 PM
آخر رد: رضا البطاوى
  نماذج عنصرية الشريعة الإسلامية ضد من لا يؤمنون بها فلسطيني كنعاني 8 1,320 10-20-2013, 10:13 AM
آخر رد: على نور الله

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS