منقول من أحدى المنتديات,......

___________________________________________________________________________________

خمسة مليارات دولار ينفقها العرب سنويا على السحر والشعوذة

نصف السيدات العربيات يعتقدن به وهنالك دجال لكل الف عربي

ظاهرة التنجيم والتطلع الى معرفة عالم الغيب، ظاهرة ملازمة للإنسان منذ القدم، وهي غالباً ما تكون مؤشراً على عجز الإنسان عن تفسير بعض القضايا والظواهر التي تواجهه في الحياة.

وقد اتخذت هذه الظاهرة أشكالاً شتى خلال العصور المتعاقبة وتطورت مع تطور المجتمعات دون أن تكون مرتبطة بالضرورة بمستوى تطور أو تخلف هذه المجتمعات.

والزار وهو طقس نسائي لطرد الأسياد التي تتقمص الأشخاص أو استرضائها بتقديم أضاح أو قرابين وأداء رقصات سريعة الإيقاعات على دقات دفوف صاخبة، كل ذلك على خلفية اعتقاد بأن استحضار هذه الأسياد وإفصاحها عن اسمها يفقدها قوتها.

والزار في أصله، طقس وثني للقبائل الإفريقية البدائية، انتقل من الحبشة الى السودان ومصر وباقي الدول العربية، وبعد دخول الزار الى النسق الثقافي العربي عن طريق عبيد الحبشة طرأ عليه تغير في سماته، فهو في المعتقد الشعبي وسيلة للشفاء من الأمراض النفسية والجسدية على حد سواء: الاكتئاب، الصداع،.. وهو بذلك يختلف عن الأصل بكونه لا يستنطق الأسياد عن أمور الغيب.

حجم الظاهرة: عربياً، يشير الباحث الدكتور محمد عبد العظيم من مركز البحوث الجنائية الى أن نصف السيدات العربيات يعتقدن بالسحر والشعوذة، وأن هناك دجال لكل ألف عربي. وسورياً يسود الالتباس الموقف من الأساليب المتعددة والتي يتم اختصارها عادة باسم التنجيم، وهذا الأمر يعود الى الجهل في معرفة المدلولات الدقيقة لهذه الكلمة فمن "معرفة الغيب" الى "تحضير الأرواح" الى "قراءة الكف" و"معرفة أسرار الفلك".. كلها عبارات تستعصي على الكثيرين من رموزها ومعانيها وعوالمها وحقائقها.

وتشير بعض الدراسات الى أن العرب ينفقون سنوياً حوالي خمسة مليارات دولار على السحر والشعوذة، وأن نصف نساء العرب يعتقدن في الخرافات وعالم الغيب ويترددن على المنجمين والمشعوذين سراً وعلانية.

التعاطي من منظور التسلية: هناك أشكال بسيطة من التنجيم كقراءة الكف وقراءة الفنجان والتبصير بالودع، وهذه الأشكال غالباً ما تتخذ طابع التسلية في السهرات العائلية أو جمعة الأصدقاء.. فالتبصير بالودع مثلاً يقوم على رمي عدة أحجار بعدة أشكال على الأرض وكل من هذه الحجارة يرمز الى شيء معين متفق عليه ويكون لمواقع الأحجار دلالات تستخلص من الرموز المحددة، وتتأكد هذه الدلالات بعد رمي الحجارة مرة تلو الأخرى.

وهناك أيضاً فك المربوط بالخيط، حيث يربط الخيط بتلازم مع ترداد أدعية معينة يرددها وراء العاقد للخيط من يريد أن تفك عقدته وهذه العملية تقوم على عقد الخيط بطريقة معينة لا تلبث أن تنحل وحدها عندما تتعرض للضم داخل يد الشخص، وكل هذه الأشكال بسيطة للتسلية ولا علاقة لها بالأشكال الأخرى التي تقترن بالابتزاز المالي وغيره.

ويقول الاختصاصين في علم الاجتماع: يلجأ الإنسان الى التنجيم بسبب خوفه من المجهول وبحثاً عن تفسير لبعض الظواهر التي يتعرض لها وخاصة عندما يكون ضعيفاً تجاهها كمحاولة أخيرة بعد عجز كل الوسائل الأخرى.

وتتابع: المرأة في مجتمعنا تلجأ الى هذه الطريقة أكثر من الرجال بسبب ضعفها بشكل عام تجاه الرجل ومحاولاتها تلبية طلباته وطلبات المجتمع ولو بوسائل غير عقلانية رغم أنها قد تدرك عدم جدوى هذه الأساليب ولكن يبقى عندها الأمل في أعماق نفسها وإن حاولت إنكاره أمام المجتمع خصوصاً إذا كانت متعلمة حتى لا تلام على هذا التفكير.

ولابد من التمييز أولاًَ بين التنجيم والأسطورة، فالأسطورة ترتبط ببدايات التفكير الميثولوجي عند الإنسان وهي جزء من تاريخه وتتطور بشكل مستمر، أما التنجيم فيرتبط بمفهوم الخرافة بما يعنيه ذلك من الإيمان بالماورائيات.

وعلينا أن لا نربط ظاهرة التنجيم بظاهرة التخلف الاجتماعي وحدها حيث أن الشعوب المتقدمة تمارسها، فالشعب الفرنسي على سبيل المثال ينفق على التنجيم عشرة أضعاف ما تنفقه فرنسا على أبحاث الطاقة النووية.

إن ما يدفع الإنسان بهذا الاتجاه هو السعي نحو تحقيق توازن داخلي نفسي تجاه قضايا لا يملك إجابات دقيقة ومحددة عنها.

أيضاً ما يمكن أن نصفه بالخرافة اليوم قد لا يبدو كذلك في مرحلة لاحقة بفعل التطور السريع للعلوم وخاصة علم الباراسيكولوجيا (ما وراء علم النفس) والذي يبحث في علم التخاطر وهي عملية تتم بين دماغين بشريين أو أكثر.. كما أن علم الأعصاب الحديث لم يكشف إلا 5% من وظائف الدماغ البشري الذي تتكون قشرته الدماغية من حوالي 16 مليار خلية حية، كما لم يقدم العلم حتى الآن إجابات شافية عن حركة الكواكب وجاذبيتها على أدمغة البشر، وقد يأتي يوم يفعل ذلك وتتكرر حكايات غاليلو ونيوتن اللذين تحدثا عن أشياء رفضتها مجتمعاتهم في ذلك الحين وحكم البعض بالكفر والزندقة. وفي مطلق الأحوال اليوم هناك علم اسمه علم التنجيم يعتمد على الدراسة العلمية والحاسوب.

يبدو أن النبوءات تشكل التباسات تتباين حولها الآراء ووجهات النظر ويصل الأمر حد وضع علامات الاستفهام حول الأبراج التي تنتشر على نطاق واسع في معظم المطبوعات اليومية والأسبوعية والدورية.. فالحشرية تدفع دائماً باتجاه التوغل في عالم أقرب ما يكون الى السحر والشعوذة أحيانا رجل حفظ قانون يقول:تردد النساء على السحرة والدجالين هدر للأموال دون فائدة، وهناك حالات يتم فيها ضرب السيدات بشدة بدعوى اخراج الجان وقد ادت الى الموت في مرات عديدة، والمذهل ان يتم الأمر بموافقة الأهل احيانا، كما ان المرأة تتعرض للاغتصاب في بعض الحالات على يد بعض المشعوذين والدجالين.

و قد يقول قائل : إن السحر والشعوذة والجان في السياسة والاجتماع غير قاصرة على العرب المحدثين فقط، فالعالم الغربي مليء بهذه الظواهر بل إن بعض زعماء الغرب كالرئيس الأمريكي السابق ريغان وكارتير وغيرهما كانا مسكونين بالسحر والشعوذة والجان وقد كتب إليّ بعض القراء بعد نشر الحلقة الأولى من هذه الدراسة يقول بأن العالم اليهودي والعالم المسيحي مليء بالخرافات والسحر والشعوذة وأفعال الجان، فلماذا نستكثر سيطرة كل هذا على العالم العربي؟ هذا صحيح ولاجدال فيه :

ولكن المهم والفارق بيننا وبين هؤلاء أننا نحكم سياسياً بدون مؤسسات وهم يحكمون بالمؤسسات التي لا تخضع لأعمال الشعوذة، فالحاكم لدينا المتلبس بالسحر والشعوذة والجان هو الذي يحكم ويصدر القرارات السحرية والمشعوذة والجنية، وليست المؤسسات الدستورية ومؤسسات المجتمع المدني، والحاكم بالنسبة لهم لا يعني أكثر من موظف يأتي ليحكم ويدير لفترة محددة ثم يذهب ليأتي غيره وقد قيل إن المجتمعات الغربية عبارة عن طائرة بلا طيار أي أنها في أحيان كثيرة لا تحتاج إلى رئيس أو حاكم لأن المؤسسات الدستورية القانونية هي التي تحكم وليس الرئيس، وتلك حكمة ديمقراطية.