{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
بين الطرافة والتطرف
arfan غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,378
الانضمام: Nov 2004
مشاركة: #1
بين الطرافة والتطرف



بحثت عن العلاقة اللغوية بين كلمتي الطرافة والتطرف كي أرى المشترك في المعنى بينهما، إعمالا لمبدأ في علم المعاني مفاده أن التشابه في الشكل يعكس تشابها في المعنى، وقد توقفت متسائلا: هل يمكن أن تكون هناك علاقة بين الطرافة والتطرف؟ وكيف يمكن أن يكون المرء متطرفا وطريفا في نفس الوقت؟ فالمتطرف متجهم لا يبتسم ولا يثير الابتسام، بل إن واحدا من ألد أعدائه هو الفرح والابتسامة والطرافة. والطريف في اللغة يعني الحديث النادر المستحسن، وطرائف الحديث هي المختار منه والحسن، والطرفة هي الملحة وهي أقرب ما تكون إلى النكتة، وإن كانت النكتة تسبب الضحك، فالطرفة تحدث المتعة بالاستماع إليها كحديث جميل.

وكما ورد في المنجد أن من معاني الكلمات التي تتخذ كلمة "طرف" مصدرا لها، فإن التطرف يعني صار طرفا، وجاوز حد الاعتدال، وتطرف في آرائه فهو متطرف أي حاد لا يقبل الوسطية. وبالمناسبة تتكرر كلمة الوسطية في أدبياتنا هذه الأيام متبوعة دوما بكلمة الاعتدال، فهناك فريق عرف عنه التطرف والغلو ديدنه هذه الأيام "الوسطية والاعتدال"، تلقى عليه التحية فيرد بالوسطية والاعتدال. تسأله عن أحواله فيقول لك "الوسطية والاعتدال". تقول له بأن هناك فكرا متطرفا يحيط بنا من كل جانب فيقول لك "الوسطية والاعتدال"، ولعلنا نبحث في معاني هاتين الكلمتين في مقال آخر... لأنها "كلها طريفة".

ولكن بالعودة للطرافة والتطرف، نجد أن من معاني "طرف" أيضا أنها تعني العين، وجمعها الطوارف، وكم ردد الغناء الشعبي العراقي: "سلم علي بطرف عينه وحاجبه، رد التحية الزين يعرف واجبه". كما يقال "لا تراه الطوارف" أي العيون. كما أنها تعني لطم. فطرف العين تعني أصابها فدمعت، وطرف العين يعني استمرار الحياة، فالعين التي تطرف وتتحرك مؤشر على الحياة في صاحبها، فقيل: "ما بقيت منهم عين تطرف" أي أنهم ماتوا جميعا.

لكن يبقى السؤال قائما: ما هي العلاقة بين التطرف والطرافة؟

تنتشر هذه الأيام في فضائياتنا كالبثور، وجوه تدعو إلى "الوسطية والاعتدال"، أحدهم –وهو كبيرهم الذي علمهم السحر- له صوت جهوري، لعلع مناديا على الجهاد في أفغانستان، وحدث عن العجب العجاب حول "كرامات" المجاهدين هناك، وكيف أن الله سبحانه وتعالى خصهم بكرامات لا يمكن تصويرها حتى بالخيال العلمي، على فكرة: تلاشت الكرامات حين أصبحت الحملة على أفغانستان أميركية وليست سوفييتية شيوعية كافرة، ولم نسمع منه هذه المرة قصصا عن كرامات "للمجاهدين" في الفلوجة.

من قصص الكرامات التي ساقها هذا الجهبذ، قصة مجاهد كان يصلي صلاة الخوف، فجاءه شيوعي كافر وأطلق عليه الرصاص فاخترق الرصاص قميصه ولكنه لم يخترق جسده فأكمل صلاته. ومنها أن طيورا بيضاء تعترض طريق طائرات الميج الروسية فتلقي عليها حجارة فتسقطها. هذا المجاهد الصوتي حرض وشجع ونادى الشباب على الجهاد في أفغانستان والشيشان والبوسنة وفلسطين والفلوجة، لكنه لم يتطوع للجهاد بنفسه يوما واحدا، فهو يلم الملايين، ويسوق السيارات الفارهة ويطل علينا عبر الشاشات ليردد على مسامعنا: "الوسطية والاعتدال".

وآخر محكوم في محاكم كويتية بتسع قضايا "تشهير وتكفير وتخوين وتشويه سمعة"، كان أحد من شكلتهم الحكومة الكويتية في لجنة "لمكافحة التطرف ونشر فكر الوسطية والاعتدال"... وللموضوعية فإن الحكومة الكويتية أعادت النظر في تشكيل اللجنة بعد اكتشافها الفضيحة عبر الصحافة الكويتية الصريحة.
كلها طريفه، أليس كذلك؟


05-08-2005, 08:52 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
بين الطرافة والتطرف - بواسطة arfan - 05-08-2005, 08:52 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS