أكاد أشك أننا ( بالجمله ) نعيش حياتنا في المجتمع السعودي مثل بقية خلق الله سواء في المجتمعات الغنية او الفقيرة ..المتدينة والمحافظه أو المنفتحة واللامتدينه .. وسواءًا تحت ادارة حكومات دكتاتورية او ديموقراطيه ... فـ ( الدين والمال والانسان ) وهي عناصر بناء وحركة الحياة في كل شبر على هذه البسيطه .. هذه العناصر نملكها .. ونملكها بقوة وجدارة .. ومتوفرة بكثرة .. فلدينا الاسلام ( القرآن وصحيح السنه ) ومهابط الوحي .. ولدينا الخامات الفائضة عن الحاجة .. وكنوز الارض السوداء والصفراء .. ولدينا الانسان الذي لاينقصه ( خَلقاً ) عن غيره من بني الانسان .. ومع ذلك تتسم حياتنا بالنمطية والتكرار . نحن ( بالجمله ) لانعيش حياتنا .. ربما الحياة تعتاش منا .. أي أننا مجرد وقود للايام والسنين ..

في كل بلاد ومجتمعات العالم الارضي .. تجد نفسك .. تحس بكيانك .. تستطيع أن تغير نمط حياتك .. ويمر هذا التغير بأيسر الطرق . أما عندنا فالتغير ولادة قيصريه .. مشوبة بالخوف .. بل لاتستطيع أن تغير حياتك ألا أن تمر على ابواب كثيرة لابد ان تكابد لفتحها والمرور من خلالها .. بوابات مغلقة دائماً ( المجتمع , الدوله , الاسرة , الدين , العادات والتقاليد , الثقافة ) لابد أن تكابد هذه الموانع .. حتى تعبر لجهة أنت اخترتها بمل ارادتك .. وهو اختيار ليس بالضد تماماً او معاكساً للتيار .. لا بل هو ربما اختلاف في الدرجة وليس في النوع .. ومع ذلك .. نفشل ( بالجمله ) فنعود ادراجنا .

تملآ عيوننا صباحا ومساء .. بكل الوسائل الاعلامية .. مالو وضعته أو أردت تمريره على البقر .. لرفضت ورفسته وعافته .. فحتى السذج والمعاقين فكرياً .. سئموا مما يكرر ويردد في مجتمعنا من مقولات وشعارات وتنظيرات ووعود واماني .. في السياسة والاخلاق والتعليم وغيرها ..

التفاصيل في هذه الحياة .. الكل يعيشها يومياً .. ويكابدها .. ويغلي دماغه من سؤها .. والكل كتب عنها .. والكل قراء عنها .. وهي يوميات انسان ( يعيش ) افتراضياً .. والا فهي ليس حياة كريمة لأنسان كريم ...

مايكتب في النت في كل المواقع السعودية .. هو ترجمة حقيقية وصورة طبق الاصل ( للمسموح )قوله والتعبير عنه .. عن حياتنا في هذا المجتمع .. والا فما في العقول والقلوب .. لو أتيح التعبير عنه لوصف حياتنا .. لوجدت كيف يصف الناس حياتهم هنا .. حياة ليست حياة .. أننا مجرد مسمار في ترس يدور بنا .. حيث يشاء ..

نعم في الهند والصين وكوريا واليابان .. حيث الكثرة العددية وارتال من الناس .. تحس انك مجرد رقم في خانة الملايين .. وفي افريقيا حيث الجوع والفقر والمرض .. وفي الانظمة البوليسية حيث القهر والكبت .. ومع ذلك فالناس هناك .. يعيشون على أية صورة .. لكنهم يعرفون أن هذا خطأ وانهم مغلبون على أمرهم .. لكننا مع كل او شبه التماثل لتلك المجتمعات في كثير من طبقات المجتمع وسواد الطبقة الوسطى .. لازلنا نزعم اننا ( بالجمله ) نعيش حياتنا .. أي حياة .. هذه التي لاتستطيع أن ( تنظم خيطاً بأبرة ) الا بعد أذن وموافقة ( الدوله او المفتي او المجتمع ) .


قد يقول قائل :

كل من لاقيت يشكو دهره ... - ليت شعري - هذه الدنيا لمن؟

وربما قال آخر :

أيها الشاكي ومابك داء .. كن جميلاً ترى الوجود جميلا .

وقد يقول آخر ايضا :

الحياة مجرد لوحة يومية يرسمها الناس .. فإذا كان الناس ( رسامون ويجيدون فن رسم الحياة ) بالالوان الجميله .. فهي ستغدو جميله ..

لكننا محرمون من ارادة رسم الحياة .. فلا الفرشاة ملكنا .. ولا الالوان متاحة لنا .. فلسنا مشاركون في صناعة الحياة .. نحن ( بالجمله ) نستهلك حياة يرسمها غيرنا .. نتفرج على لوحة الحياة .. ونحن جزء منها .. ومع ذلك لانستطيع التغير في الوان وطبيعة واجزاء اللوحه / الحياة ..

أشك أن البهائم بمافيها البقر .. أكثر تعاسة منا .. على الاقل ليس مطلوب منها ( أن تفكر ) لتغير حياتها للافضل .. نحن ( بالجمله ) نعيش في برزح بين المطلوب والممنوع .. مطلوب منا ( طلب فطري ) أن يعيش الانسان حياته سوياً متمتعاً بجمال الحياة .. وممنوع ( في مجتمعنا بالذات ) أن يحاول هذا .. ممنوع دينياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً ..

فهل نحن بقر أم بشر .. نحن ( بالجمله ) في برنامج يومي نأكل نشرب نتكاثر نتكلم .. وهذا برنامج بقري .. أما برنامج نفكر, ننتج , نضيف للحياة جديداً , نحس بوجودنا .. فهذا برنامج انساني .. ولااظن اننا ( بالجمله ) نعيشه .