زهور و أشواك ترجمية!!!)
كنت دائمآ أتمنى ان أتقن كل لغات العالم, لكي أرى الشعر عاريآ في معجزة ولادته الأولى.. وأتذوق كلمات النصوص بكل طعمها ورائحتها قبل ان تفقدها الترجمة شيئآ من علاقتها العضوية بالمعنى وتتوه الذائقة قليلآ
, و بما ان هذا مستحيل-إتقان كل لغات العالم- رغم أني خبطت راسي عدة مرات بالحائط عندما سمعت عن دهان هولندي سقط على راسه من سلم , وعندما استعاد وعيه اكتشف فجأة أنه أصبح يعرف 7 لغات لم يكن ربما يعلم بوجودها اصلآ-:D
كان علينا الاتكال على أولئك الجنود المجهولون, المترجمين....نعتمد بعد امانتهم ,على ذائقتهم في تطييب الطبخة الترجمية, فإما أن تخرج بدون نكهتهأ الأصلية ,وحتى بدون طعم , فاقدة لكثير من جماليتها
على الطرف الآخر قد يجتمع التفاني مع إبداع شخصي عند المؤلف , وتكون التتيجة رائعة..
يقال أن جائزة نوبل لم تكن ستعرف طريقها إلى طاغور( وليس العكس.. فقيمة الجوائز هي التي تكتسب قيمتها من المبدعين) لو لم يتيسر من يقوم بترجمة مذهلة مبدعة لأشعاره وبعضهم من شعراء الأنكليز العظام في مطلع القرن الماضي.. تذكرت هدا القول وانا اقرا شذرات من قصائد معربة عن الفارسية للشيرازي العظيم , نقلها بروحها, او اعاد إبداعها - لا أعرف ما التعبير المناسب- الشاعر محمد علي شمس الدين,
قلبي بعيد وها إني أرى جسدي
ينأى كريشة عصفور على الأبد
والثالث الروحُ في أعماق غربته
يرنو ليبصر وجه الواحد الأحدِ
إني قتيل هوىً مالي بسطوته
إلا بقيةُ ما يعطي من المدد
"بوسعي رؤية قلبك
داخل صدرك الشفاف
مثل زمردة في الماء
لا يرجع السهم نحو القوس ثانية فالسهم منطلق في مهمه الريح
فكل يوم مضى رهن بسابقه كالحرب تبدل مجروحا بمجروح
وافى الجميل الى دير المجوس ضحى نشوان تعبق منه خمرة الروح
خبت شموعي في الاء طلعته ولم تضىء وجه من اهوى مصابيحي
يمشي على الموت تياها كأن به من الالوهة سر ليس يخفيه
يمشي الهوينا وقتلاه تمجده كأنما كل ما يرديه يحييه
يعلو على الغيم احيانا واونة يدنو فيصبح ادنى من معانيه
"يا شيخ كنعان حدثني بما سمعت اذناك من نبأ يا شيخ كنعان
عن الفراق وهل اهوال ساعته الا القيامة في شرعي وحسباني
وافى بريد الصبا لكنما حملت منه الرسالة من اودت بعنواني
لا تأمن الريح حتى لو مشت خببا على السماء بامر من سليمان
وادفع همومك في خمر معتقة مخبوءة في زوايا ظلمة الحان
اسدل حجابك حتى لا ترى ابدا واجعل ملاءته من سنبل الطيب
وغطّ وجهك ثم اعبث بما ملكت في الارض كفك من بعض الاعاجيب
وخرّب العالم المشقوق مشفره كالعبد يخدمه رهط الاعاريب
فما عليك اذا اصبحت معتكفا بعد الصلاة على حمر الجلابيب
او كان اكثر من ماتوا بحسرتهم عشاق وجهك مكشوف محجوب"
"يمشي على الموت تياها كأن به من الالوهة سر ليس يخفيه
يمشي الهوينا وقتلاه تمجده كأنما كل ما يرديه يحييه
يعلو على الغيم احيانا واونة يدنو فيصبح ادنى من معانيه
اعطيته كل ما اوتيت من نعم وماندمت فالقاني على التيه"
"لا يرجع السهم نحو القوس ثانية فالسهم منطلق في مهمه الريح
فكل يوم مضى رهن بسابقه كالحرب تبدل مجروحا بمجروح
وافى الجميل الى دير المجوس ضحى نشوان تعبق منه خمرة الروح
خبت شموعي في الاء طلعته ولم تضىء وجه من اهوى مصابيحي"
والشيرازي يعرفه الألمان لإعجاب غوته به..
اأدكر ايضآ أن حمى الأدبين السوفييتي و الأمريكي اللاتيني التي سرت كالنار في الهشيم في فترة عايشتها حيث كنا كالجراد , نلتهم الأخضر واليابس من هدين الصنفين , سهلت لها كثيرآ أقلام رائعة.. لا انسى لحظات موت غولساري, وغرقي الشخصي مع الصبي الدي يحتضن حقيبته والتيار يحمله إلى إينيساي في أدب إيتماتوف...ترجمة يفغيني اونيغين شعريآ.. ابله ديستويفسكي, و عوالم تولستوي .. جدة غوركي.. كولونيلات ماركيز وعشاقه وروائح عالمه والوانها, آمادو ولوركا وبورخيس و الليندي.
عن جد أنا ممتنة جدآ لمترجمين كبار في عالمنا العربي(f)
حاولت مند فترة قراءة عمليين كنت قراتهما مترجمين مند زمن طويل نسبيآ
الأول الخيميائي لكويلو... لم استطع إكمالها.. لا أعرف ربما لأنني لم أنساها رغم الزمن بما يكفي حتى اعيد قراءته؟؟ا, ولكني أشعر ان الترجمة العربية قاربت عالم الواقعية السحرية في ادب أمريكا اللاتينية أكثر من هده الأنكليزية,, او ربما الترجمة الأنكليزية هده لم تكن الأكثر توفيقآ ( رغم ان من قدمها لي دارس في أداب أمريكا اللاتينية..) وإلا كيفأحدثت اعمال هؤلاء نفس المد التأثيري في اغلب البلدان( لا اعرف بالواقع عن صداها في الصين واليابان مثلآ!!)
المهم. الخلاصة يا شباب الطبعة العربي احلى بكتييييييييييرو في شي مختلف.. طعم تانيز, احسه اقرب للجو الاصلي بما أننا اقرب لطبيعة الأمريكيين اللاتيننين الحارة من الأوربييين
الخيبة الثانية-لست متأكدة أنها خيبة تمامآ- عندما أردت بعدها مباشرة قراءة مدكرات هنري ميللر.. لأكتشف أن الطبعة العربية التي كانت عندي هي مجرد الدعايات الفلسفية التي تقاطع السيد ميللر وهو يحاول ان يقص بالتفصيل الممل مغامراته العاطفية( التعبير المهدب) لم استطع ايضآ إكمالها.. بعد اول اثنتين اصبحت اتوقع الثالثة!! ايضآ الأسلوب فاجنئي... لا يرقى إلى ما كونته من قراءات تقدية ومقابلات قراتها لميللر متحدثآ إلى صحف فرنسية... ربما اصبح عقلنا تحليليآ باردآ و ولكن قيمتها الأدبية والنفسية هزيلة لم تشجعني على المضي بعد اول مغامرتين دون جوانيتين وبعد انتهاء تاملاته الفلسفية الصافية في أول الكتاب( كل ما وصلني بالعربي!!)
ربما من المرات النادرة جدآ التي أشكر مقص الرقيب :duh:
ملاحظة : للأمانة الأدبية,عنوان الموضوع نصه ملطوش لزميل هنا (f).. لكن شو .. الدنيا موت وحياة:saint:,
|