{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سوريا في دائرة الضغط الأمريكي المنظم
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
سوريا في دائرة الضغط الأمريكي المنظم
حافظ: سوريا في دائرة الضغط الأمريكي المنظم

عُمان العُمانية GMT 22:30:00 2005 الثلائاء 10 مايو
صلاح الدين حافظ:


زالت مشاهد الصيف الساخن اللاهب الذي يهب على المنطقة، تتوالى أمامنا، بل تتصاعد بقوة، تحت الضغط الامريكي المنظم والمتصاعد، متنقلة من دولة عربية إلى أخرى، لتكمل دائرة النار التي نصبتها السياسة الامريكية حولنا.
تحدثنا من قبل عن حملات التسخين الامريكية في مصر والسودان، الآن جاء دور سوريا التي أصبحت بين عشية وضحاها في قلب دائرة النار هذه لأسباب عديدة، وفي ظل ابتزاز متتال، لا يريد أقل من الانصياع الكامل للأجندة الامريكية الهاجمة.
يلفت النظر بالطبع، أنه بينما كان الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي، في طريقه الى دمشق، بعد أن أتم مباحثاته مع الرئيس الامريكي بوش بأيام، حاملا رسالة ما، تعمد الرئيس الامريكي تصعيد خطابه التهديدي لسوريا، مؤكدا اتهاماته المتكررة لها، بأنها ما زالت تدعم الارهاب، وتثير الاضطراب في العراق، وتهدد الأمن القومي والاقتصاد والسياسة الخارجية الامريكية، ولذلك كله فإنه جدد فرض العقوبات على دمشق!
ولقد فهم الكثيرون أن التصعيد والتسخين الامريكي مقصود بالضرورة، وهادف إلى ابلاغ القيادة السورية، إن قرارها بالانسحاب سريعا من لبنان تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 1559، ليس كافيا، فثمة استحقاقات أخرى مطلوبة، لكي ترضى عنها واشنطن، أو على الأقل لكي تخفف عنها حملة الضغوط المتتابعة.


وبالتالي اختلفت التكهنات وتعددت التحليلات، حول مضمون الرسالة المهمة، التي حملها ولي العهد السعودي من بوش، بعد لقائهما الحميم في مزرعة الأخير بكراوفورد في ولاية تكساس، فثمة من يرى أن الطرفين اتفقا على تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا في العراق الملتهب بالقتال، لاتاحة الفرصة أمام التقدم العملي في التسوية السياسية للمعضلة الفلسطينية والصراع العربي اليهودي، وهو ما يتطلب تعاونا سوريا رئيسيا، فضلا عن الجهود المصرية.
وثمة من يعتقد أن ولي العهد السعودي فهم مدى قوة وتصميم الرئيس الأمريكي على فرض سياسته وأجندته كاملة حتى بالقوة المطلقة والضغط الخشن، ولذلك فقد كانت رسالته تحذيرية إلى سوريا، أكثر منها تطمينية، مما يستدعي اتخاذ خطوات تعاونية أكثر، واثبات جديتها في دعم الأجندة الأمريكية قبل أن تلتهمها دائرة النار في الصيف الملتهب!!
الشيء الثابت الوحيد أن لقاء عبدالله ــ بوش في كراوفورد، أعاد تأكيد التحالف السعودي الأمريكي، وتدعيم التعاون المشترك، امتدادا من ضمانات تدفق النفط، وانتهاء بمحاربة الارهاب، وكلاهما قد يخفف الضغوط الامريكية، لاجراء اصلاحات ديمقراطية عاجلة.
وفيما عدا ذلك، فما زالت الأسرار كامنة والتفاهمات غير معلنة، لكن الواضح أن اللقاءات الحميمة الأخيرة، قد أتاحت للطرفين التعبير عن آرائهما حول مجمل الأوضاع الملتهبة الدائرة في المنطقة، والتي ستدور فيها خلال الفترة القادمة، وهنا تدخل سوريا إلى بؤرة الالتهاب، باعتبارها المستهدفة الأولى من جانب التحالف الامريكي الإسرائيلي الآن قبل الغد.
حتى تستطيع سوريا أن تتدبر أمورها، وحتى تبدو إدارة الرئيس بوش وكأنها فعلت كل ما تستطيع من جهود دبلوماسية، وضغط هادئ لاقناع سوريا بما تريده منها، طبقا لمقولة بوش المتكررة (دمشق تعرف جيدا ماعليها أن تفعله).
لكن الحقيقة غير ذلك، في مجرى العلاقات السورية الامريكية، التي تقافزت ما بين التهدئة والتسخين، وصولا لحالة الالتهاب الحالية، التي تنذر بصيف ساخن فعلا.. إذ رغم كل ما قدمته سوريا من تعاون مع امريكا، سواء كان علنيا أو ضمنيا، في ظل إدارة الرئيس بشار الأسد، وبدرجة أكثر فاعلية وتعاونا، مما كان عليه الحال في ظل إدارة والده، إلا أن الاستجابة الامريكية جاءت صادمة رافضة، تطلب المزيد والمزيد.
ولقد فشلت الادارة الامريكية بقيادة الرئيس بوش، وفي ظل التأثير الغلاب للمحافظين الجدد وثيقي الصلة بإسرائيل واللوبي الصهيوني، في احتواء سوريا، كما فعلت مع غيرها، رغم التغيير الملحوظ الذي جرى في عهد بشار الأسد، وبدلا من الاحتواء لجأت إلى تصعيد الضغط المنظم، تهديدا بالتدخل المسلح الامريكي المباشر، أو الإسرائيلي العميل والبديل!
وينبع هذا الفشل الامريكي في رأينا من أسباب عديدة، في مقدمتها بالطبع تشدد للمحافظين الجدد في تنفيذ الهدف الإسرائيلي بقمع الدور السوري الممانع والمساند للمقاومة في لبنان وفلسطين، ولم يكن اجبار سوريا على الانسحاب العاجل من لبنان، وفقا لقرار مجلس الأمن 1559، إلا خطوة أولية، تتلوها خطوات هدفها فرض الانصياع الكامل، واسلوبها ممارسة الضغط المنظم المتصاعد مرحلة بعد مرحلة، وصولا لرأس النظام في دمشق بعد أن بترت أطرافه في لبنان، ولغمت علاقاته مع عديد من العواصم العربية الشقيقة، وألهبت حدوده مع العراق، ووضعته دوما في دائرة الاشتباه والاتهام بمساندة الارهاب المسلح، وحيازة أسلحة الدمار الشامل!!


وعلى هذه الأوتار، عزفت السياسة الامريكية، ألحانا عدة، تشدو باتهامات مركبة ثابتة، تحاصر سوريا من كل اتجاه، باعتبارها الحليف العربي الاستراتيجي الوحيد لايران، الدولة المارقة الأخري الموضوعة على قائمة الارهاب، وباعتبارها الحليف الاستراتيجي الرئيسي لحزب الله، رمز المقاومة المسلحة في لبنان، وللفصائل الفلسطينية رمز المقاومة الأخرى في فلسطين، وباعتبارها المتعاطفة، علنا أو سرا مع المقاومة العراقية، والمتهمة بفتح الحدود لتهريب الأسلحة وتسلل المقاومين الى الداخل العراقي.
ولم يشفع لدمشق أبدا، أنها انسحبت بسرعة لافتة من لبنان، وأنها حدت من نشاط المنظمات الفلسطينية فوق الأرض السورية، وأنها أعلنت استعدادها للتفاوض المباشر مع إسرائيل، وأنها اكدت مراقبتها المشددة لحدودها مع العراق، وأنها قدمت معلومات استخبارية مهمة لواشنطن حول التنظيمات الارهابية، وفق تصريحات سبق نشرها على لسان الرئيس السوري نفسه، وأنها رحبت مؤخرا بقيام حكومة عراقية منتخبة، وأنها بدأت في اقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع بغداد اعترافا بالأوضاع الجديدة، بل وأنها اعترفت بارتكاب أخطاء في لبنان على مدى السنوات السابقة!!
وبدلا من تقدير السياسة الامريكية، لهذه التحولات السورية الملحوظة، بشكل ايجابي يدفع لبناء جسور التفاهم، لجأت واشنطن وفق اجندة المحافظين الجدد إلى اساءة استخدام هذه التحولات، لتدفع بها إلى دائرة المطالبة بمزيد من التنازلات، وصولا للانصياع الكامل وإلا.. والظاهر الآن، أن الأصوات العاقلة داخل الادارة الامريكية قد تراجعت، لصالح علو أصوات المتشددين، الذين وضعوا على رأس أجندتهم العاجلة، اقتحام سوريا من الداخل، بإسقاط النظام مباشرة، باعتباره مماثلا لنظام صدام حسين في العراق، ونظام طالبان في افغانستان، بل باعتباره، نظاما ميتا يمشي على قدمين مرتجفتين كما ادعى أحدهم! هكذا وضعوا سوريا في دائرة النار الجهنمية، واستفردوا بها، بينما تراجعت كل الأدوار الأخرى التي كان يمكن أن توقف التصعيد وتهدئ التسخين اللاهب، فالدور الأوروبي يلتقي مع الدور الامريكي في الهدف وان اختلف في الوسيلة، والدور العربي أصلا أصيب بالسكتة الدماغية، بعد أن غرق كل نظام عربي في مأساته لا يقوى على مساعدة نفسه، فما باله بمساعدة غيره، في حين يبقى الدور الإسرائيلي متصاعدا بالتحريض والاستفزاز والابتزاز والتهديد الدائم بالحرب!! لكن.. يبقى الدور السوري نفسه، ومدى قدرته على احتمال واستيعاب كل هذه الضغوط المتصاعدة في الصيف الساخن اللاهب.. لقد فقدت سوريا ورقة الضغط اللبنانية، وتخلصت من عبئها وعبء أوراق أخرى، وأظهرت حسن نوايا عديدة، ومارست سياسات أموية تقليدية، لا تقطع أبدا شعرة معاوية، فاوضت وتعاونت وعارضت وناورت، لكن المحصلة أن الضغوط الامريكية عليها قد تزايدت طلبا للمزيد! وسواء قررت تقديم المزيد، أو قررت التصعيد، [U][SIZE=5]فإنها لن تستطيع إلا بإعادة بناء الدور السوري من الداخل، بالمصالحة الوطنية الواسعة، واحتواء المعارضة والرفض، واجراء اصلاحات ديمقراطية حقيقية، تطلق الحريات وتصون حقوق الانسان،
:nocomment:

وتستبق حصان طروادة الامريكي المتسلل اليها عبر كل الأجواء، بينما هي تبدو وحيدة تحت الحصار.. سوريا ليست وحيدة تماما في هذا الخصوص، فمثلها عديد من الدول العربية، لكن كلا ينتظر دوره وفق صيفه اللاهب!!
[SIZE=6]** خير الكلام: قال معاوية من لم يرض بمالي رضي بسيفي.

and george busch say now the same after 1400 years
05-11-2005, 12:25 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
سوريا في دائرة الضغط الأمريكي المنظم - بواسطة بسام الخوري - 05-11-2005, 12:25 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  سوريا والاستهداف الأمريكي / لاتخشوا على سوريا إلا من معارضي الخارج عادل نايف البعيني 30 6,360 06-08-2012, 04:43 PM
آخر رد: إسم مستعار
  تركيا بين وهم الضغط وتجارب الولاءات الفاشلة في لبنان فارس اللواء 6 1,903 08-09-2011, 09:35 AM
آخر رد: Kairos
  الاحتياطي الفدرالي الأمريكي كمبيوترجي 12 4,595 06-24-2011, 09:04 AM
آخر رد: كمبيوترجي
  التساهل الأمريكي والعالمي مع النظام السوري Enkidu61 0 840 05-06-2011, 10:20 PM
آخر رد: Enkidu61
  النهج الأمريكي الجديد زيادة العملاء والتجسس والافساد نسمه عطرة 0 829 05-28-2010, 08:31 AM
آخر رد: نسمه عطرة

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS