الأصلاح...حسب الطريقة السورية

يقال و هذا على ذمة الرواة أن "الرئيس بشار الأسد" ,"قرر" أن يجعل سورية مناسبة للعوم في البحيرة التي يعوم فيها الجميع أو بعبارة اقل "بلاغة" أنه "قرر" أن يطوي سياسات حقبة ماضية و ذلك بأستبدال "جلودا قديمة بجلود جديدة" علما أن الجلود القديمة عنوان لمرحلة "والده الراحل" و هو نوه مرارا أن المساس بتراث الراحل هو خط أحمر. و ربما يحق لنا أن نعي أن الوجوه القديمة أو ما يسمى بالحرس القديم هم من جملة الأرث و هو الآن "حسب الرواة" أنه يعتبر هذا الآرث كمن ورث دينا ثقيلا قلا هو يسقط بالتقادم و لا يفتأ يذكرك بطلعته البهية في مطلع كل شمس.لذلك اصبح هذا القسم من الآرث عبئا ثقيلا يجب " تصريفه" بطريقة ما.

قبل أن "نغمق" أريد ان اسأل نفسي كيف ولماذا قرر الرئيس بشار ذلك و هؤلاء "ساسوا" البلد مدة ثلث قرن هل هو خائف من أن "الزهايمر" قد أقترب من بعضهم و هو بهذه الطريقة يقطع الطريق على هذا الداء الذي لا برء منه.أم أكتشف أنهم يملكون "لوك" قديم و حرصا على "اللوك" و كرمال عيون هيفا "قرر" أنهم غير مناسبين للمرحلة و لذلك يجب أن ينفذ بهم "مذبحة قلعة" في مؤتمر البعث القادم كما فعل محمد علي الكبير بالمماليك و أصبح بعدها حاكم مصر الأوحد.ولكن بشار غير قادر وحده على قيادة البلد وحده فهو بحاجة الى "مماليك جدد" يشاطرونه السلطه و ينفذون سياساته .و هنا بيت القصيد من هم المماليك الجدد. و أي آليه ستفرزهم؟!!

قبل ايام تم ضم حزب جديد الى الجبهة الوطنية التقدميه و هي الكيان الذي يجمع الأجساد السياسة التي "يفترض أن الشارع السوري يحتويها" و مناط بها "حسب الدستور" رسم السياسات الخارجية و الداخلية للدولة. ضم الحزب الجديد لايمكن أن نقول أنه مكافئة أو نقول أنه عقوبة لأن الجبهة اياها و طوال فترة وجودها "لم تنقض وضوء".ولا نعرف أذا كان ضم حزب جديد أليها سيحرك أجنحتها المهيضة.المهم في الموضوع أن الرئيس بشار أختار أسلوبا "دستوريا" ينتمي الى الحقبة التي يريد الفتك برجالاتها و أستخدم "جسدا" سياسيا ينتمي الى نفس المرحلة ليضيف لونا جديدا الى الطيف المنعكس من "الموشور البعثي".و هذا السلوك يبدو مؤشرا مقصودا الى أن الأنقلاب المنشود هو أنقلاب وجوه الهدف منه سلخ بعض الجلود و تركيب جلودا جديدة ذات مواصفات عصرية و تقوم بنفس المهمات القديمة.

المؤشر الثاني أو الأشارة الثانية التي تدل على أن الرئيس بشار الأسد "تقليدي" لا يريد الخروج عن أي مألوف أختياره مناسبة أنعقاد مؤتمر الحزب "القائد" للقيام بتغييرات "حسب أرهاصات الكثيرين". و هذا يعد من الأساليب المعهوده عند القادة في سورية أستخدم مرارا و أذااستخدم مرة جديدة هنا فهذا لا يعني أن مقدار التغير سيكون أكبر من الصفر.و هو سيختار الوجوه الجديدة "أن لم يكن قد أختارها و الي كان كان" من جملة الحضور و الحضور كما يعرف الجميع هم مجموعة بيروقراطيين و كتبه أقرب الى نفسية الموظف النزق الذي يستحث الوقت لينتهي الدوام من نفسية السياسي .فمعضمهم أمناء فرق و أعضاء قيادات شعب و أفرع حزبية.و كل الأنتخابات الجزئية التي جرت فبركت لصالحهم و هؤلاء موجودون على كراسيهم نفسها منذ عقود و شربوا من ذات المنهل الذي شرب منه من سيغادر يحملون نفس الشعارات و يدخنون نفس التبغ و يركبون "البيجو أو المرسيدس".

و بالعوده الى عملية "التغيير" نفسها هل التغيير هو "مزاج" حزب البعث أم هو "مزاج" بشار الأسد أم هو "مزاج" و السلام.الظاهر أنه مزاج عام الكل يريده و لكن التغيير يتطلب أكثر من مؤتمر للحزب فحجم التغيير المطلوب و أتجاهه يتجاوزان السقف الذي يحصر البعث به نفسة و خاصة اذا عرفنا أن البعث مجرد مظلة فضفاضة يندس تحتها قادة أمنيون "عتاة" و قادة عسكريون "أباة" و هؤلاء بالذات من يجب أن تطالة يد التغيير لأنهم وسموا سورية بوسومهم الأمنية و العسكرية و حولوا وزارت سياسية و أقتصادية الى كيانات أمنية و عسكرية تتخذ فيها القرارات بالطريقة التي تكال بها الأتهامات.و مارس هؤلاء السياسة بمنطق "بعد كري ما ينبت حشيش" أو حسب مقولة "اذا مت ظمآنا فلا نزل القطر".و سياسات هؤلاء و " نظرياتهم" في الحكم تجذرت و ضربت شروشا وصلت الى نواة الكره الأرضية و أشك أن مؤتمرا هزيلا كهذا قادر على قلعها.أما تغيير الأخرون الذين لا يملكون سندا أمنيا و لا عسكريا فهؤلاء "ياحسرتي" تغييرهم لن يحدث أكثر مما يحدثة تغيير الجورب.