المناضل الكبير والزعيم السوري القدير والذي يأبى القلب والقلم إلا أن يُجبر على تحيته ووداعه بعد أن ترك منصب الأمين العام للحزب الشيوعي

السوري-المكتب السياسي إثر رحلة طويلة في النضال والعمل السياسي، وليس لذلك فقط نحييه ونحترمه، ولكن أيضاً لمواقفه السياسية الشجاعة وصبره وصموده الطويل في وجه الطغيان والتسلط في وقت قل فيه من يقف، وقل فيه من يقول "لا".

مانديلا سورية وربما العرب، وعلى الرغم من الإختلاف الإيديولوجي والفكري معه، إلا أننا وعملاً بالعدل الذي أمرنا به مع الجميع لا نملك إلا أن نوجه له تحايا كثيرة على مواقفه البارزة والتي أشعرتنا أنه مازال هناك نفساً في جسد المعارضة السورية والتي مازلنا نرفض عاطفةً أنها جسد ميت ، بل إن رياض الترك أعطانا الأمل بأن هذا الجسد سينتفض يوماً بين الأحياء والأموات ليزيل الطغيان والديكتاتورية والظلم ويُعيد الحرية والعدل والأمان إلى سورية الإباء والعزة.

تحايا كثيرة نوجهها إلى رياض الترك ولا نملك أن نحصرها كلها هنا لكننا نقول انها تحية أولى على نضاله الكبير وصبره الطويل في سجون الطغاة والتي على الرغم منها لم يبدل ولم يلن بل خرج أكثر عزيمة ومضاء في مواجهة الظلم والطغيان ، وتحية ثانية على جرأته وشجاعته في قوله كلمة الحق والثبات عليها حتى وهو بين أحراش الغاب في وقت تهافت فيه آخرون وجبنوا واستسلموا سياسة ومسؤولية كما يدعون، وتحية ثالثة على إعلانه عدم الدفاع عن النظام في حالة أنه حورب في وقت صرح البعض بصعوبة الفصل بين النظام والشعب بدعوى الوطنية، وهل أبقى النظام من الشعب شيئا!! وتحية رابعة على ضراوته في مهاجمة النظام وكشف عوراته وبلاياه في وقت أن الذين تضرروا من النظام أكثر من الترك بقوا متذبذبين في الخطاب محافظين على الدبلوماسية وخط الرجعة! وتحية خامسة على عقده مؤتمر الحزب داخل سورية-على رغم كل الظروف-وتغيير اسم الحزب وسلخ جلده وهو تصرف ذكي من حزب أدرك طبيعة المتغيرات المحلية والإقليمية وماستحمله الأيام القادمة والقريبة جداً لسورية من أوضاع تفرض على الجميع التغيير، فيما الذين هم خارج القطر عجزوا أن يعقدوا مؤتمرا لأبنائهم يوحدوا به الكلمة ويجمعوا به الصف. وفي الوقت الذي مازلنا ننتظر من بقية أطياف المعارضة أن تسلخ جلدها وتغير لونها وتتماشى مع الواقع الجديد.

وتحية سادسة على تركه لمنصب الأمين العام للحزب في أجواء ديموقراطية اختير فيها خلف له.. في وقت مازال فيه الكثير من القادة المعارضين متمسكين بمناصبهم وبإلغائهم للعملية الديموقراطية داخل كياناتهم وأحزابهم.

وتحايا أخرى نمسكها لبقية المعارضة السورية بإنتظار أن تفعل مافعله المناضل رياض الترك وحزبه لعل البديل ينضج ويصبح مؤهلاً لقيادة البلاد والعباد.


كاتب سوري في الخارج

10/5/2005

"الرأي / خاص"