في عام 1977 ظهر الجزء الرابع من ملحمة "حرب النجوم" Star Warsالشهيرة، و التي اخذت عقول اجيال من المشاهدين في الولايات المتحدة، تبعها الجزء الخامس و السادس في الثمانينات، موجدة زوبعة حضارية كانت سببا في ظهور الكثير من الكتب و القصص الطويلة و حتى الالعاب التي تخص هذه القصة، و كانت نجاحا ماليا مبهرا.

في اواخر التسعينات، قرر كاتب الملحمة اصدار الجزء الاول، و من بعده الثاني. و اخيرا في عام 2005 صدر الجزء الثالث و الاخير من الاجزاء الستة، و قد بدأت دور العرض بعرض الفيلم في الساعة الثانية عشرة (منتصف الليل) بالامس، و بيعت جميع التذاكر و ألغيت جميع الافلام الاخرى، و وقف عشاق الملحمة بالطوابير، و ذكر لي صديقي الذي شاهده في الليل انه وقف في طابور طال الانتظار فيه ما يقارب الساعة و النصف!

شاهدت الفيلم مساء هذا اليوم، و فعلا أُعجبت جدا بالقصة التي تكمل ما شاهدته في الاجزاء الخمسة الاخرى، اضافة الى التأثيرات البصرية المبهرة و المدن و السفن الفضائية الخلابة.

لمن لا يعرف عن هذه الملحمة، أنصح بمشاهدة جميع الاجزاء الستة بالترتيب (من واحد الى ستة) و ليس بحسب تاريخ عرضها (اي بترتيب 4, 5, 6, 1, 2, 3).

قصة هذه الملحمة تدور في مجرة بعيدة جدا، في قديم الزمان، حيث كانت "الجمهورية" الديمقراطية تحكم اجزاء المجرة الفسيحة، و كان ال Jedi هم حراس هذه الجمهورية، و حاميها من المخاطر المحدقة بها. في احد الكواكب الصغيرة، وُلد بطل الملحمة "أناكين سكايووكر" Anakin Skywalker، و كبر و بفعل العديد من الظرويف، تبع حرس الجداي و انخرط في صفوفهم للدفاع عن العدالة و الحق. في هذه الملحمة، يؤمن الناس بدين يقول ان هناك طاقة حياتية في سائر ارجاء الكون، يستمد منها الجداي قوتهم و حكمتهم في خدمة العدالة. و هذه الطاقة ليست خيّرة و ليست شريرة، بل لها وجهان احدهما خيّر و الاخر شرير و يمكن استغلالها بكلا الوجهين the dark side and the light side of the Force.

طبعا القصة طويلة، و لكن باختصار، يتزوج اناكين من اميرة احد الكواكب، و تحدث امور معقدة جدا في المجرة، و تقع حرب اهلية بين قوات الجمهورية و بين الانفصاليين، و في محاولة الجداي الدفاع عن الجمهورية، يقعون في فخ لعبة سياسية خبيثة، يتمكن من خلالها رئيس برلمان الجمهورية من تصفية الجداي، و جذب أناكين لجانبه. و في احدى المناوشات، يتعرض أناكين لإصابة كادت ان تقتله، و لكنه يصبح مشوها.

زوجة اناكين الاميرة، تنجب منه توأمين (صبي و فتاة) قبل أن تموت، و يقوم من تبقى من ابطال الجداي باخفاء التوأمين عن ابيهما الذي تحول الى طريق الشر، و بعد ان ساعد أناكين الرئيس في تصفية الانفصاليين و حرس الجداي، يقوم الرئيس بحل البرلمان و اعلان قيام الامبراطورية، و تنصيب نفسه امبراطورا.

تمر سنين طويلة، و يكبر الصبي (و اسمه لوك أي لوقا) و بسبب ظروف معينة لن اذكرها هنا، يلتحق لوك بالثوار الذين يعملون في السر للانقلاب على الامبراطورية و اعادة احياء الجمهورية القديمة. يتمكن لوك بعدها من التعرف على الجداي الذين يعملون في الخفية، و يتعرف على الثوار و ينضم لصفوفهم، و يصبح جنرالا في صفوف الثوار، و بطلا من ابطال الجداي. في نهاية الملحمة، ينصدم لوك عندما يتقابل وجها لوجه مع قائد جيوش الامبراطورية و يخبره الاخير بأنه أباه، و في النهاية، يقوم أبوه بقتل الامبراطور الشرير قبل ان يموت، و هكذا يحرر لوك المجرة و يعيد احياء الجمهورية القديمة، معطيا الحرية و الديمقراطية للناس في كل مكان.

طبعا هذه القصة تروق لعشاق الخيال العلمي، و على المشاهد ان يعلم ان الاجزاء الثلاثة الاخيرة تم انتاجها في السبعينات و الثمانينات، و لذلك فهي ليست على مستوى عال من التقنية مقارنة بالاجزاء الثلاثة الاولى.

أنا شخصيا تمتعت مليا بالسلسلة كلها، و خصوصا الجزء الثالث الذي شاهدته في السينما، و موسيقاه و مشاهده الرائعة.

قد يتسائل البعض لماذا تم صنع الجزء الرابع اولا، و السبب ان كاتب القصة عندما قرر ان يحولها الى فيلم، لم يخطر بباله انها ستلقى كل هذا الاعجاب، فكان عليه ان يختار جزءا منها لتحويلها الى فيلم، و اختار الجزء الرابع لأنه كان بنظره افضل الاجزاء لتقديم القصة للجمهور، و لكن بعد النجاح المبهر، قام بانتاج الجزء الخامس و السادس، و بعد الطلب الكبير على الافلام، قرر في اواخر التسعينات تحويل الاجزاء الاولى الثلاثة الى افلام و عرضها ايضا. و هكذا اصبحت القصة كلها متوفرة في فيلم من ستة اجزاء.