أرسل لي الزميل عوليس هذه الرسالة :

// غير معقول أنت يا زميل...


لنفترض أنك تختلف مع بعض الشيعة في مواقفك السياسية، هل يجيز لك ضميرك أن تنسف تاريخ واحدة من الفرق الإسلامية لها بصماتها وإسهامتها في العالم الإسلامي بجرة قلم

معقول يا سيدي الكريم أن مهنتك الإنسانية لم تمنعك من التجني على قادة الثورة ضد الظلم وضد الإستبداد فقط لأنك لم ترضى عن مواقف علماء الشيعة في العراق لتصفهم بأنهم مرتزقة!!

طيب يا سيدي

إذا كانوا مرتزقة فأين تذهب أموال الإرتزاق؟

وإن كانوا يبحثون عن مصالح شخصية، فما هي المصالح الشخصية التي حصلوا عليها من دعوتهم للعامة بالثورة على الظلم!!!

ترى هل الإرتزاق رهن على الشيعة أم يشمل بقية الأحرار في العالم ومنهم نيلسون مانديللا؟

ثم هل كنت جادا حين قلتَ بأن الخميني كان يجند الأطفال، وأن شهداء حرب الخليج الأولى كانوا ضحايا لخميني، وليس لصدام ولأذناب أميركا والإمبريالية في المنطقة؟

ومن هؤلاء الذين قتلوا الحسين فعبدوا قبر؟

وهل حقا ان التشيع عندك تختزِلُه في اللطم والنحيب على الحسين؟

هذه كارثة أن يصدر مثل هذا الكلام عنك

لا بأس

إسدِ لي خدمة،
فأنا أصنف نفسي كشيعي ليبرالي
وأعرف التشيع عن قرب

فما هي قراءتك التي قادتك للأعتقاد بأن التشيع يذل صاحبه...؟

ألا تعتقد أنه من حقي أن تثبت لي هذا الكلام، فهو ليس رأيا شخصياً، بل مجموعة تهم خطيرة، إن لم تكن تستند على أدلة دامغة، فلا تعني شيئاً سوى أن من ألقى بها ينطلق من منطلقات .. أنت تنأى بها عن نفسك


......


لا تتعجل بالرد

خذ وقتك، وجاوبني كزميل يحترمك ويتابعك

لا تجعل عواطفك تتطرف بك للتعصب ضد إخوة لك في الإنسانية لاجل بعض أشباه الرجال الذين لم تعرفهم

غيري بأكثر هذا الناس ينخدع
إن قاتلوا جبنوا أو احدثوا شجعوا //

ردا على ما كنت كتبته هنا :

عزيزي الحكيم الرائي ، روق واهدا وخذ نفس وتعامل مع الأمور بروية :
ثورتك هذه لأجل السنة ، طائفي مثلي – بنظر هؤلاء - يقدرها عاليا ، إنما لست أراها موجبة .. هذا – وربي – مع كل احترامي لموقفك ..
أتفهم تماما خوفك على السنة في العراق وليس لأسباب مذهبية طائفية وهذه أنا تمام الثقة منها ، بل لأسباب إنسانية هي ذاتها التي وضعتك يوما تحت عصي الشرطة في مظاهرات الأكراد .. وأتفهم وأقدر تماما جرأتك غير آبه بالإرهاب الفكري وحشرك في خنادق ليست لك من قبل البعض .. هذا الإرهاب الذي لا أعتقد أن أحدا تعرض له على الشبكة أكثر مني في منتديات السوريين ، وفي منتديات العرب .. ذلك لأنني – مثلك أعتقد – لا أتردد أبدا في القول للأعور أعور في عينه ، لذا فأنا تارة إسلامي بالنسبة لليبراليين ، وتارة ملحد بالنسبة للإسلاميين حتى بت لا أعرف إلى صف أنتمي فعلا !!.

مقدمة ملهاش لازمة فقط أحببت من خلالها أن (( اشد )) على يدك في هكذا موقف ضد من كانوا بالأمس يصفقون لك .. رغم أني – وبكل احترام – لست أراني متوائما مع نهجك الجديد .
السنة في العراق بألف خير وما هذه إلا مرحلة على الكل تجاوزها على هذا النحو سنة وشيعة وأكراد وقرود السود ، لكنها في النهاية مرحلة عابرة لا أكثر .
سنة العراق ليسوا حرف ساقط ولا حيطة واطيه بل هم القوة (( الحقيقية )) في الشارع العراقي ، والبقية هوامش تعتاش على أحلامها التاريخية بدولة الكرد في الشمال ، وآلهة تعتاش على أحلام البسطاء في الجنوب ..

يعني سوف لن أتردد في قولها رغم كل احترامي لأصدقاء عراقيون شيعة أكن لهم كل التقدير .. لكن هذه " الهوجة " الغوغائية ، ليست سوى هوجة غوغائية ..
الشيعة مجرد (( غوغاء )) رعاع تسطحت عقولهم عبر التاريخ من خلال تغييبها تماما عبر سلسلة هائلة من المخوفات الدينية التي تنتهي بمعظمها لأيادي قذرة من كهنة يحاربون الدنيا كلها لأجل مصالحهم الشخصية ، ولديهم الإستعداد لحرق ثلاثة أرباع أتباعهم من الشيعة في سبيل أن يبقى الكرسي الرسولي قائما..

هذا ليس اتهام ، وسأذكرك بحرب العراق وكيف كان الخميني يجند الأطفال الصغار ويعلق في رقابهم مفاتيح بلاستيكية صناعة تايواني على أنها مفاتيح الجنة ..
سمعت من جنود عراقيون شاركوا في صد سلسلة هجمات كربلاء كلاما كالكذب ذاته ، أحدهم قال لي كانوا يدخلون المعركة على صهوات الخيل وعلى ظهور الدراجات الهوائية وبالسيوف والخناجر .. النتيجة أن مئات الآلاف من الشباب الإيراني مات كالجراد دون أي هدف يعرفه إلا أنه يموت فداءا (( لدم )) الحسين .. وأنه ذاهب إلى الجنة بمفاتيح تايوانية الصنع !!.

ذات الغوغائية كانت سمة ما يسمونها الثورة الشعبانية التي حصدت أرواح مئات الآلاف لأجل لا شئ .. حفنة كهنة مرتزقة يكفرون نظام الحكم في بغداد لأنه لا يحكم بحكم آل البيت ، وهؤلاء زحفوا ليغتصبوا الحق الإلهي اغتصابا لأجل كهنة لا يراعون في رعيتهم ذمة ولا كرامة ..

تلك دعوة الحسين وهو يموت تحت سيوف من عبدوا قبره لاحقا عندما دعا عليهم بالذل والهوان ..

أمر آخر بعيد عن هذا الملف ..
شيعة العراق (( أقلية )) يتوالد منها أقلية ، وليس أقلية عددا .. بل أقلية قرارا ، فالسواد الأعظم من الدهماء تتخاطف ولاءه المرجعيات الدينية والقومية ( عرب وفرس ) على حد سواء .. ولو ترك أمرهم بينهم ، لأفنى بعضهم الآخر ..

هؤلاء الذين يموتون لأجل رجل مات منذ 14 قرنا ..
هؤلاء الذين ينتحرون لأجل إله مات .. صدقني لا خوف منهم ، سيعودون غدا إلى لطمياتهم وإلى مراجع دينية تزني بكرامتهم وستنتهي الحكاية على كده .. هذا إرث تاريخي متواصل ..

قرأت بالتشيع أكثر مما قرأت في التسنن .. ولا أعتقد أن تاريخ البشرية كله أنتج معتقدا يذل معتنقعه وينتهك كرامته وآدميته كالتشيع .. ولا رجال دين يتلذذون بتعذيب رعيتهم ويرموهم إلى التهلكة كمرجعيات الشيعة .. وسيبقى الشعار العراقي قائما إلى أبد الآبدين :
(( الشيعة للطم ، والسنة للحكم )) .. وغير كده هوجة وحتعدي ..
لذلك حط في بطنك بطيخة صيفي ودعها فإنها مأمورة .


ومع أنني طلبت من المشرف حذف تعليقي كي لا أنزلق لقبر لست أراه سوى قبر .. إلا أن الأمانة تقتضي مني أن أرد على تساؤلات الزميل وهذه حقه ..

وأنا رددت عليه الآتي :

يا عزيزي لا أجيب بعواطفي ولا أقحمها في هكذا أمور .. صدق أو لا تصدق ..

طبعا من حقك النقاش والرد على ما تراه تجنٍ وأنا مستعد لذلك ، لكن كما تلاحظ فإنني طلبت الغاء التعليق برمته كي لا أدخل إلى قبور لا أحب أن أدخلها فعلا ..

ما جاء في كلامي ليس اتهامات ولا تجن ولا كلام عاطفي بل نتيجة (( بحث )) لا يعنيني أن يرجمه الآخرون بألقاب طائفية ، ومع ذلك .. ومع أنني فعلا لا أحبذ فتح هكذا موضوع ، وإن كنت مصرا .. فعدني أن تناقش الموضوع بدون (( عواطف )) وتعامل معه (( كليبرالي )) وليس كشيعي متدين ..

مع أنني أشك أن هناك شيعي ليبرالي من الأساس ، فالتلبرل بالنسبة للشيعي يعني (( الكفر )) ، وحتى التعلمن .

تحياتي لك
(f)

وها أنا أفي بوعدي راجيا أن يفي بوعده ، وأن يبتعد السادة اللاطمون أو التكفيريون من سنة وشيعة عن الموضوع رجاءا ..
من حقنا – ولو لمرة واحدة – أن نتحاور (( عقلانيا )) وعلميا وبعيدا عن اللغة الطائفية والاتهامات وقراءة الأمور بالعواطف الدينية والمذهبية ..
طبعا لست أتوقع أن يتصالح الشيعة والسنه بعد هذا الحوار ، لكن من حقي أنا ومن حق عوليس ومن حق كل من يهمه الأمر أن (( يفهم بعقله )) لا برواسبه التاريخية ما يريد أن يفهم .. وإلا فكل من على دينه الله يعينه :