السلام للجميع :


اكاد اصدق مقولة زميل لى هنا وصف التراجع السورى بانه تحد لامريكا بعد ان اضعفتها هجمات(((( المقاومة العراقية ))))
و تبين للنظام السورى عجز الولايات المتحدة عن التحرك ضد اى دولة اخرى وبغض ما يحمل تعقيب الزميل من طرافة الا انه فعلا قد تكون العقلية السورية بهذا المستوى من السطحية فى التفكير (مع الاعتذار لزميلى المتحمس ) .. خاصة وان حزب البعث السورى يتشابه فى الكثير من اساليبه مع زميله حزب البعث العراقى المنحل .

فجأة شرب النظام السورى حليب السباع فقرر فى خطوة واحدة قطع التعاون المخابراتى من الادارة الامريكية كرد فعل على تصريحات كونداليزا رايس ..وايضا الانقلاب على مجموعات المعارضة البيضاء فى الداخل والانقلاب ايضا على الصحف البيضاء .... فمن اعتقلات الفجر الى ايقاف صحف وسحب اخرى من السوق وغرامات توقع على هذا وعلى ذاك .. وفجأة تحول الاصلاح من خطوات ثقيلة الى الامام الى قفزات كبيرة الى الوراء ولست ادرى هل للفكر البعثى علاقة بالموضوع ام لا ولست ادرى اذا كانت ادبيات البعث تحمل فى جعبتها هذا القدر من التحولات الحادة من زواية الى اخرى دون اى حسابات واقعية ..

واذا ما تابعنا تحليلات الاخوة الافاضل ((من بتوع السياسة ))وتفسيراتهم حول اسباب التحول داخل سوريا لوصلنا الى نتيجة واحدة وذلك طبعا بعد مطالعة كل تحليلاتهم ا وتنبؤاتهم السابقة خاصة فيما يتعلق بحرب العراق الانتخابات الامريكية والبريطانية والموقف الروسى اتجاه احداث الشرق الاوسط لوجدنا ان النتيجة هى صفرا على الشمال فما قالوه فى السابق يعودن اليوم ليأكلوه حرفا حرفا بعد ان ثبت ان كل تفسيراتهم انما تصدر عن مواقف مسبقة تتسم بالتطرف وسوء الفهم .

ونعود الى سوريا ولنترك فعلا اكثر التفاسير منطقية اتجاه الحدث ولنبحث ان اكثرها مأساوية واكثر شطحا واغراقا فى الخيال ..نجد ان احداها قد يكون فعلا اعتقاد سوريا ان امريكا اليوم عاجزة عن دفع الذباب عن انفها فكيف بها تهديد سوريا وبالتالى فانه بالامكان ان يستغل النظام الوضع الراهن لتصفية حساباته العديد واعلان الاصلاح الحقيقى من وجهة نظر النظام وهو الاصلاح الذى يضمن بقائه وديموته على قمة السلطة .. (اذا بشار وهو على فكرة دكتور وذكى كما اشار بذلك العديد من الزملاء هنا ولست ادرى ما علاقة الدكترة بالذكاء ) ان بشار هذا وبذكائه المتوقد قرر ان الفرصة سانحة اليوم للانقضاض على اعدائه واعادة الموازين الى نصابها السابق ..
واذا افترضنا كارثية هذه الفكرة فهل يتناسى النظام السورى انه اليوم لايواجه النظام الامريكى وحسب بل هناك تركيا وهناك فرنسا التى لا تزال تنظر الى النظام السورى نظرة اتهام خاصة عقب اغتيال الحريري .. وانها سوريا تعيش حاليا موقفا صعبا نظرا لشبهة ان يكون للنظام السورى يد فى اغتيال الحريرى ..

انها اذا ذات التصورات الخاطئة والتى اعتمدها الرفيق صدام حسين فى حساباته وادت به فى النهاية الى تصويره شبه عارى بكلسونه الابيض (وهو ابيض شىء لديه ) معتقلا داخل زنزانته .

اذا فتيمة الاصلاح قد انتهت ويبدو ان مفعولها لم يعد ذى جدوى خاصة وان النظام السورى وصل الى مرحلة الاستحقاق حيث عليه الانتقال من مرحلة الكلام الى مرحلة الفعل وتلك خطوة يحاول بقدر الامكان تجنبها متفاديا ذات المأزق الذى وقع فيه مبارك حينما رمى دمية تعديل الدستور فانقلبت الى وحش كاد ان ياكل مبارك والنظام بمجمله لولا لطف الله و توسلات النظيف الى الادارة الامريكية بان تخفف الضغط على النظام المصري ..

وبدا ان الامر فى سوريا بدا يتجه الى التصاعد وان الاحداث الى تسارع قد يصل بها الى نقطة لا يستطاع ان يفعل عندها شىء سوى الاستسلام .. وبدا ايضا ان الوقت مناسب لاعادة الامور الى نصابها والعودة الى القهقرى وبسرعة خاصة وان التطورات الاصلاحية التى اعتمدها النظام باسلوب(( السلحفاة الميتة) ) هى خطوات من السهل التراجع عنها وما جمعته النملة فى سنة ياكله الجمل فى لقمة .. وهذا ما حدث .. اذا لنبتعد عن اكاذيب الشعبى وعن شاعرية النعسان و نكت وزير الاعلام و بيانات وليد المعلك ولنقف اتجاه حقيقة مفادها ان النظام السورى بسيط التفكير , احادي الخلية لا علاقة له بأى فطنة او ذكاء او تكتيك انها مجرد تراجعات انفعالية فجة قد يندم عليه النظام فى وقت لاحق واخوف ما اخافه ان يكون الوقت اللاحق وقت لن يلحق ان يلبس فيه بشار اى كلسون ..

تحياتى


والى لقاء قريب....