{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
هل يحطم طشت الغسيل الآلهة؟
عدنان غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 498
الانضمام: Jun 2002
مشاركة: #1
هل يحطم طشت الغسيل الآلهة؟
هل يحطم طشت الغسيل الآلهة؟ - سامي البحيري

[28-05-2005]
لا بدأن أكتب مرة أخرى عن الصور التى نشرتها جريدة (الصن) اللندنية ، لأن الصدمة العربية من نشر تلك الصور (حتى من الناس الذين يكرهون صدام حسين) كانت مفاجأة كبيرة لى وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك : "أن القط ما يحبش إلا خنَاقه" ، لم أصدق عينى عندما قرأت بعض الأقلام وهى تكتب عن إهدار حقوق الإنسان ، "يانهار أسود" إهدار حقوق إنسان إيه ؟ ، حارس البوابة الشرقية ، بعد ما خرب البوابة الشرقية والجنوبية والشمالية ، لم يجد ما يفعله سوى أن يجلس أمام "طشت الغسيل" يغسل ملابسه ، وإلى المتباكين عن حقوق الإنسان ، أين كنتم عندما أهدر صدام وزبانيته مئات الألوف من الأرواح ، ولكن إهدار حقوق الإنسان بالنسبة لصدام كانت تعتبر كلمة دلع ومياصة ، ولم تكن موجودة فى قاموس صدام ومثله من الطغاة ، لأن الحل الأمثل لديهم هو "إهدار أرواح الإنسان" بدلا من حقوق الإنسان !!
وماذا حدث لحقوق الإنسان عندما يقتل عشرات العراقيين من كل أطياف الشعب العراقى سنة ، شيعة ، أكراد ، مسيحيين وكله يقتل تحت أسم مقاومة الإحتلال ، هل يمكن أن يكون لهؤلاء أى حقوق إنسان أو حتى حقوق الحيوان ويمكن أن نبكى عليهم أكثر من بكائنا على منظر صدام حسين أمام "طشت الغسيل" ونقول (ياعينى) (ياحرام) صدام بيغسل غسيله!! .

وفى الحقيقة أن منظر صدام حسين وهو جالس أمام "طشت الغسيل" هو منظر كوميدى ، من نوع الكوميديا السوداء ، ولم أستطع أن أقاوم الضحك عندما رأيت الصورة ، ولم أستطع أن أخبى شماتتى من المنظر ، لقد ذكرنى منظره بمنظر كنت أشاهده وأنا طفل ، وهو منظر أم إبراهيم (الغسالة) والتى كانت تحضر لمساعدة أمى فى الغسيل (قبل أن ندخل القرن العشرين) ويصبح لدينا غسالة بالكهرباء ، كانت تجلس تماما مثل جلسة (صدام) ، الفرق الوحيد هو شنب (صدام) ، يعنى لو كانت أم إبراهيم أطلقت شنبها كان زمانها الخالق الناطق (صدام حسين) !!

......

والحديث عن "طشت الغسيل" يقودنا إلى مناقشة موضوع عبادة الفرد (وخاصة الفرد المستبد) فى العقلية العربية ، ودعونى أضرب لكم بعض الأمثلة ، فقد كنا فى منزل أحد الأصدقاء بالقرب من واشنطن العاصمة ، وكان ضيف الشرف فى الجلسة هو أحد رموز المعارضة فى مصر حاليا ، وكان كل الحضور من المصريين ، بإستثناء سيدتين أمريكيتين ، ووجدت أن ضيف الشرف (وهو شخص أكن له كل إحترام) بدون أى قصد منه أصبح زعيم الجلسة ، وأصبح يطلب منا الكلام ويطلب منا أن نسكت أحيانا إذا (زودناها) ، والمفاجأة أن الحضور وهم من علية القوم من المهاجرين :أطباء ومهندسين وحملة دكتوراه ويعيشون كأمريكان أحرار ، ولكنى وجدت أنه فجأة قد نزل عليهم سهم العبودية ، وفجأة تحول الضيف بدون أن يقصد أو أن يسعى إلى إله صغير وأصبح كل كلامه درر ، وكل إشاراته أوامر ، وأصبح كل من لا يتفق معه عديم الذوق أو حتى قليل الأدب ويهب فيه الحضور يطلبون منه السكوت والإستماع للزعيم ، ولم ينقص الحضور إلا السجود للإله الجديد . وأنا لا الوم الحضور أو ألوم رمز المعارضة المصرى على هذا ، ولكنى ألوم ثقافة العبودية والتى نشأنا جميعا عليها .
وأنا واثق أن كثيرا من القراء قد مروا بنفس التجربة حينما يجتمعون بشخصية مرموقة أو مشهورة سواء نجم سينمائى أو نجم كورة أو رجل من أغنياء القوم ، فجأة يتحول هذا الشخص إلى نجم الجلسة ولا بد أن تتمحور حوله كل الأشياء ويجب أن يكون له رأى فى كل شئ :إبتداء من غزو الفضاء وإنتهاء بالأدب الصينى فى حقبة (اليانج مونج)!! **

ومثال آخر حدث لى شخصيا (بشكل أقل) عندما دعيت فى العام الماضى فى سويسرا للتحدث فى المؤتمر الأول لأقباط مصر ، فجأة وجدت الناس يستمعون إلى بإهتمام أكبر وكأنى أقول الشعر ، ووجدت بعض الحضور يحرص على أن يأخذ صورة معى ، وقد يكون هذا من فرط الحب والتقدير ، ولكن الطريقة التى عوملت بها جعلتنى أشعر وكأننى "فرعون صغير" وأخذت أقول : " الله يكون فى عون صدام حسين وغيره من الدكتاتورين والطغاة " وتذكرت المثل المصرى الذى يقول: "عندما سألوا فرعون : إيه اللى فرعنك ، قال ما لقتش حد يصدنى " .
....

لذلك فإن رؤية صدام حسين أمام "طشت الغسيل" بالنسبة للعربان فيه إهانة لآلهتنا جميعا وليس مجرد إهانة لصدام ، ونحن لا نريد التحرر من عبودية الفرد ، لذلك فإن صورة الإله يغسل ملابسه هى صورة مرفوضة تماما فى الضمير العربى ، لأنه ما يصحش ياجماعة ، ده مهما كان رئيس ، "وأرحموا عزيز قوم ذل" ، وردا عليهم أقول قولة (نجيب الريحانى) المشهورة :"ده مش عزيز قوم : ده نصاب قوم ، مهزوم قوم ، سفاح قوم ، إلخ) .

الوسيلة الوحيدة للتخلص من شعورالعبودية ومن الآلهة التى صنعناها بأنفسنا ، هو تبادل السلطة، عندما يأتى اليوم الذى أستطيع أن أجلس فية مع الرئيس (السابق) لكى نلعب عشرة طاولة على القهوة ، ساعتها سينزل كل الآلهة من أبراجهم ويتحولوا إلى بشر عاديين مثلنا يأكلون ويشربون ويلعبون الطاولة ولا يفهمون فى كل شئ ، وسوف نكن لهم الأحترام الواجب كرؤساء سابقين وليس كآلهه لا يقدر عليها سوى عزرائيل .

وكلمة أخيرة إلى كل زعمائنا والذين نحبهم ونقدرهم ونحترمهم ، ساعدونا حتى لا تؤخذ لكم صورة أمام "طشت الغسيل" ، وما فيش داعى للبهدلة ، أحكمونا فترة :"على عينا وعلى راسنا" وبعد كده تعالوا نتمشى معا على شاطئ البحر ناكل درة مشوية ونمص قصب ، والله الدنيا فانية والعمر بيمر فى لمح البصر .
ولا داعى لأن يكون "طشت الغسيل" هو الوسيلة الوحيدة لتحطيم الآلهة والأصنام ، وربنا يجعل كلامنا خفيف عليكم !!
.........

** للقراء الذين يفهمون فى الثقافة الصينية ، موضوع حقبة"اليانج مونج" من تأليفى !!


05-29-2005, 07:59 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
هل يحطم طشت الغسيل الآلهة؟ - بواسطة عدنان - 05-29-2005, 07:59 AM
هل يحطم طشت الغسيل الآلهة؟ - بواسطة Truth - 05-29-2005, 04:54 PM,
هل يحطم طشت الغسيل الآلهة؟ - بواسطة زمان - 05-29-2005, 11:57 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  رسالة السلام (محاربة الآلهة والتقديس والولاء). قناع الهيثم 29 6,153 11-09-2010, 01:12 PM
آخر رد: 7A M M U R A B I
  بدأ نشر الغسيل الوسخ هملكار 12 2,092 01-19-2006, 06:00 AM
آخر رد: ياريموثا
  الغسيل اللبناني الوسخ سينشر في محاكم أمريكا ... نسمه عطرة 1 587 12-18-2005, 02:01 AM
آخر رد: نسمه عطرة
  الآلهة لا تستقيل---بل arfan 3 619 07-12-2005, 02:37 PM
آخر رد: arfan

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS