{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
وطن هذا أم غابة حيوانات متوحشة؟
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
وطن هذا أم غابة حيوانات متوحشة؟
وطن هذا أم غابة حيوانات متوحشة؟
GMT 5:45:00 2005 الأربعاء 8 يونيو
أحمد أبو مطر








من يتخيل الوضع الذي آ لت إليه غالبية الأقطار في الوطن الموصوف ب (العربي) ؟. في لبنان تغتال المخابرات البعثية السورية علنا وفي وضح النهار رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري... وفي أعقاب الثورة الجماهيرية اللبنانية، ينسحب جيش الإحتلال البعثي من لبنان بعد إحتلال وتخريب وفساد وقمع إمتد ستة وثلاثون عاما.. وبعد الإنسحاب المخزي، لجأت دولة المخابرات البعثية إلى خلاياها وعملائها، فعاثوا تفجيرا وتخريبا في العديد من الأماكن والمواقع اللبنانية، وأخيرا توجوا جرائمهم بقتل الكاتب والصحفي اللبناني سمير قصير... وفي سورية يحتجز نظام البعث المخابراتي المجرم الآلآف من نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السوريين، وقبل ايام إرتكب نفس النظام جريمة خطف وتعذيب وقتل الشيخ الدكتور محمد معشوق الخزنوي، رجل الدين الكردي، عبر سيناريو هزيل يدين النظام نفسه وبشكل واضح، وأعقب ذلك إنتشار قوات الأمن والمخابرات الإجرامية في مدينة قامشلو الكردية والقرى المجاورة، نتج عنها مقتل أكثر من مواطن كردي،... وإنعقد مؤتمر البعث الفاشي ليسمعنا نفس خطاباته الفارغة من المضمون والأخلاق التي يفرضها بالقتل على الشعب السوري منذ أربعة عقود... إقرأوا بعض فقرات خطاب الرئيس بشار الأسد في إفتتاح المؤتمر المسخرة... قال سيادته لا أطال الله عمره في الحكم: (إن أفكار الحزب وتعاليمه كما نرى ونعتقد ما تزال راهنة ومعاصرة تلبي مصالح الشعب والأمة) وقال أيضا سيادته: (بما يمثله البعث من قوة سياسية وإجتماعية لها مكانتها ودورها التاريخي في حياة الوطن)... وعلى نفس الشاكلة سارت تصريحات الناطقة بإسم المؤتمر السيدة (بثينة شعبان) أو(بثينه الصحاف)، كما يسمونها في الشارع السوري، ورغم كل خطاباته وقراراته، فقد أبقى على نفس بنية النظام الأمنية الفاسدة، التي تضع منذ أربعة عقود سورية بكاملها في يد عدد من عائلة الأسد وأقاربهم وأصهارهم ومساعديهم، لتصبح سورية وطنا وشعبا في حالة خطف كامل لحساب هذه العصابة ومصالحها، ويكفي التساؤل من أين لأفراد هذه العصابة هذه الملايين من الدولارات وفي بعض الحالات المليارات، كما في حالة المجرم رفعت الأسد الذي يعيش في ماربيا بأسبانيا منذ حربه الضروس مع شقيقه حافظ الأسد.. وهي الحرب التي وصفها واحد من العصابة البعثية (مصطفى طلاس) في كتابه (مرآة حياتي)، مما يشكل إدانة إجرامية للشقيقين حافظ ورفعت، وهذا الرفعت البعيد عن كل معاني الرفعة، يقدم نفسه اليوم بديلا لإبن شقيقه بشار، وكأن الشعب السوري من السهل أن ينسى جرائمه التي طالت البشر والحجر، عندما كان مسؤولا عن عصاباته المسماة سرايا الدفاع.... أما عبد الحليم خدام الذي تحدث أمام المؤتمر ساعة وربع عن خدماته العظيمة للقطر العربي السوري، فلم يتطرق للفساد الذي كان غارقا فيه هو وإبنه (جمال) خاصة في لبنان، الذي كان ملفه من عدة جوانب تحت يده طوال سنوات الإحتلال البعثي الثلاثين، والمبكي أن خدام تباكى على الديمقراطية في خطابه متناسيا أنه كان الغطاء السياسي لأجهزة القمع والقتل البعثية طوال أربعين عاما، وكان من المدافعين الأشاوس عن ديمقراطية النظام الإجرامية التي أحالت القطر السوري إلى سجن كبير، ومقابر جماعية عندما يحين موعد الكشف عنها، لن تختلف عن مقابر البعث الصدامي إلا في العدد. وتحدث في المؤتمر البعثي سعادة الدكتور علي عقلة عرسان، الرئيس الأبدي والدائم (حتى الموت)، لما يسمى الإتحاد العام للكتاب العرب، وقد إستعرض رؤاه وأسئلته حول دور الإعلام وآفاقه، وكأنه في حلقة بحث أكاديمية عن دور الإعلام، لأنه لايملك سجلا مشرفا في مجال الدفاع عن الكتاب والأدباء السوريين ونشطاء حقوق الإنسان الذين أمضى عشرات منهم سنوات عديدة في السجون، وهو الشيطان الأخرس الساكت عن قول كلمة حق إزاء هذا القمع والمصادرة التي كانت تطال زملاء المهنة والضمير، لأن ضميره كان مرهونا للمتسلطين في الحزب الذين يدعمونه ليظل إلى الأبد رئيسا لإتحاد الكتاب العرب، الذي لا تشرف رئاسته صاحب ضمير، لأنه في الغالب صوت الأنظمة الإستبدادية !!!. فلم يحدث أن إتحادا من هذه الإتحادات في كافة الأقطار العربية، كان يوما في مواجهة الأنظمة المستبدة، وقد إستعملت العديد من هذه الإتحادات قضية فلسطين وموضوع التطبيع مع إسرائيل، للعديد من البيانات الخطابية التي تدغدغ عواطف البسطاء، أما الدفاع عن حقوق الكتاب الإنسانية فلم يكن ضمن أجندة هذه الإتحادات، كي لا تواجه أنظمة بلادها، حتى قضية فلسطين تم الدوس عليها عندما تزعم علي عقلة عرسان نفسه الأصوات التي قامت بشطب عضوية إتحاد كتاب فلسطين، ضمن الصراع الذي كان مشتعلا بين النظام البعثي السوري والنظام العرفاتي الفلسطيني.

****************
وفي قطرتتم إنتهاكات حقوق إنسان لم تمارسها إسرائيل نفسها، فإسرائيل لم تقدم على حرمان أي فلسطيني من الجنسية الإسرائيلية، وهم ممثلين في الكنيست، ويقف هؤلاء في الكنيست ليصفوا شارون بالمجرم دون المساس بمواطنيتهم، أما في قطر فيتم نزع الجنسية من حوالي عشرة آلاف مواكن قطري من قبيلة بني مرة، ويتم طردهم وتشريدهم في الدول المجاورة..... قطر نفسها التي تستعين علنا بشقيقتها الكبرى إسرائيل لدعم عضويتها في مجلس الأمن !!. قطر التي أشار مصدر قطري كما نشرت إيلاف والعديد من وسائل الإعلام أنها تدفع لتنظيم القاعدة الإرهابي كي يستثنيها من عملياته الإرهابية... قطر التي إنقلب فيها الإبن على أبيه عام 1995 وطرده خارج البلاد، والشيخ يوسف القرضاوي ساكت متناسيا قول الله تعالى عن برّ الوالدين (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي إرحمهما كما ربياني صغيرا)، وأين موقع الشيخ القرضاوي في هذه الحالة وغيرها، من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (أفضل الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر) و (الساكت عن الحق شيطان أخرس) !!!.
*****************************
وفي مصر، وصلت تجاوزات رجال أمن حسني مبارك حدا لا يحتمل، وهو نفسه يصر على البقاء في السلطة رغم ربع قرن من التسلط والقمع، وكأن مصر بلد السبعين مليونا لم تنجب إلا هذا العبقري، الذي يصر على البقاء في الكرسي، رغم تظاهرا ت الشعب المصري العارمة منذ شهور، تصرخ في وجهه كفاية... كفاية !!. وقد بلغ حد السفالة أن يتحرش رجال أمن حزب حسني مبارك بصحفية مصرية تحرشا جنسيا علنا وأمام كاميرات الصحافة !!. ومنذ شهور إختفى الصحفي المصري (رضا هلال) وحتى اليوم !!.
**************************
وفي ليبيا، آسف في الجماهيرية العربية الإشتراكية الديمقراطية الشعبية العظمى، يستمر فريد العصر والزمان سيادة العقيد القذافي، عميد الحكام القمعيين والمستبدين العرب في الكرسي، منذ ثمانية وثلاثين عاما، عبر إبتكارات سخيفة يسميها أحيانا (اللجان الشعبية) وأحيانا (المؤتمرات الشعبية)، ومن خلال هذه العصابات، يعيش الشعب الليبي حياة من الفقر والحاجة، لا تختلف عن حياة سكان المخيمات واللاجئين، فالمليارات ينفقها العقيد منذ سنوات على عمليات إرهابية، ثم على تعويضات عن هذه العمليات، كالمليارات التي دفعها تعويضات لضحايا طائرة لوكربي، والطائرة الفرنسية، وما زالت العديد من عملياته الإرهابية في إنتظار المليارات من التعويضات... وبعد إغتيال الإمام موسى الصدر وإختطاف المعارض الدكتور منصور الكخيا من القاهرة وقتله، يعلن قبل أيام قليلة عن إخفاء الكاتب والصحفي الليبي فضل الغزال، ثم قتله على يد اللجان الثورية القذافية، بعد أن تعرض لتعذيب وحشي حسب تقارير الطب الشرعي.. وقبل ذلك مجازر في العديد من السجون الليبية أشهرها مجزرة سجن أبو سليم....
******************************
وفي مناطق السلطة الفلسطينية، حيث مشروع ونواة الدولة الفلسطينية الموعودة، أصبح الفلتان الأمني هو سمة الشارع، فالصحفيون والكتاب والسياسييون، يغتالون في الشارع وفي عزّ النهار، فلم يكن خليل الزبن الذي أغتيل قبل عام ونصف أولهم، ولن يكون سمير الرنتيسي الذي أغتيل قبل أيام قليلة آخرهم، هذا الإغتيال العلني الذي حاول أن يطال عضو المجلس التشريعي والوزير السابق نبيل عمرو، وطال قبل شهور قليلة الفتاة يسرى العزامي علنا وهي محجبة ومع خطيبها، لتعلن كوادر من حماس علنا مسؤوليتها عن الإغتيال البشع، مبشرين الشعب الفلسطيني بصعود (طالبان) جديدة، و(جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، ولكن بدلا من الهراوات في السعودية، ففي غزة المسدسات والكلاشينكوفات. وليس هذا وحسب، ولكن الشارع الفلسطيني مشغول بالمظاهرات المؤيدة لموسى عرفات حينا وللحاج إسماعيل حينا، وضد نصر يوسف حينا.. وهكذا فبدلا من التظاهر ضد الجدار العنصري، يقوم مجموعة من الضباط والمسؤولين الفاسدين المرتشين بإشغال الشارع الفلسطيني عبر تسيير مساعديهم ومرافقيهم بأسلحتهم علنا للتظاهر دعما لفسادهم ورائحتهم الكريهة، وهم كلهم منذ زمن جمهورية الفاكهاني اللاديمقراطية، لا شهرة لهم إلا في الفساد واللصوصية، وإلا فمن أين هبطت عليهم هذه الملايين ؟؟... والمعيب والمخجل أن السلطة الفلسطينية، فعلا (شاهد ما شافش حاجة)... لماذا كان للشرطي الفلسطيني حتى عام 1997 هيبته وإحترامه في الشارع، يفرض الأمن والنظام، واليوم لا يجرؤ على القول أنه شرطي.... طالما تعتمد السلطة الفلسطينية سياسة تبويس اللحى السائدة، والخوف من أشخاص ومنظمات، سينهار الوضع أكثر فأكثر... وإلا لماذا يقولون في كافة الشوارع والحارات الفلسطينية (سقاالله على أيام الإحتلال)... نعم ستجعلون المواطن الفلسطيني، بهذا الفلتان الأمني الذي يصل حد الجرائم العلنية، وهذا الفساد الذي يضع كل مقدرات الشعب والمساعدات التي تأتيه في يد حفنة من اللصوص والفاسدين، سيصرخ الشعب: فعلا الإحتلال أرحم منكم رغم كل جرائمه البشعة، لأن الإحتلال عدو، لا ينتظر منه الشعب سوى الجرائم، أما أنتم يا ضباطه وقياداته، فلماذا كل هذا الفساد والجرائم واللصوصية ؟؟؟.

************************
وفي البحرين تجاوزات وإنتهاكات بشعة لحقوق الإنسان، تكشفت من خلال المحاكمة الجارية للسيدة (غادة جمشير) النشطة في مجال حقوق المرأة في وجه القوى الظلامية، رغم كل مسوح الإصلاحات الشكلية التي يتحدث عنها النظام... وفي دولة.. وفي جمهورية.. وفي مملكة..... فالقائمة تطال الجميع، حيث فعلا يصبح التساؤل منطقيا: وطن هذا أم غابة حيوانات متوحشة ؟؟؟. حتى في هذه الغابات نمط من الأخلاق بين حيواناتها، فلماذا في غابة الوطن العربي تنعدم الأخلاق، ويسود القمع والقتل والفساد والرشوة والمحسوبية ؟؟؟.
[SIZE=6]أقولها بصراحة: نحن شعوب نستحق أكثر من ذلك !!! لأننا نسكت على الظلم ونصفق للظالمين والفاسدين والقتلة، وسوف نستمر في هذا الموت والظلام، ما لم نتحرك كبقية الشعوب، نعلن رفضنا لهذا الموت.. فمم نخاف.. هل هذه حياة تستحق الحرص عليها... الخلاص في تحرك الشعوب ونزولها للشارع في الليل والنهار، لتقول لهؤلاء القتلة والمجرمين: كفاية... نريد حريتنا.. نريد أن نعيش بقية حياتنا وأولادنا من بعدنا، في أوطان حرة كريمة وليس في غابات حيوانات متوحشة !!.

كاتب المقال، أكاديمي فلسطيني مقيم في أوسلو
ahmad64@hotmail.com

06-08-2005, 03:27 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
وطن هذا أم غابة حيوانات متوحشة؟ - بواسطة بسام الخوري - 06-08-2005, 03:27 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS