{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب)
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #1
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب)
[QUOTE]* لم يبق من أجراس الثورة سوى الصدى
ولا من جواد الشعر سوى اللجام
ولا من طريق الحرية سوى الحواجز
نعم لقد دخلنا القرن الحادي و العشرين
ولكن كما تدخل الذبابة غرفة الملك .
محمد الماغوط – شاعر سوري[/QUOTE]
عــــــــام .
هناك قضية تستحوذ على اهتمام المصريين حاليا هي قضية العلاقة بين الممثل الشاب أحمد الفيشاوي و مهندسة الديكور هند الحناوي و التي أثمرت طفلة ينكرها الأب و تصر الأم على إثبات بنوتها له (و أفيض لمن لا يعرف الفيشاوي أنه أيضا داعية إسلامي و مريد مخلص لأمير الدعاة عمرو خالد) . بعد طول إنكار وعندما أوشك اختبار D N Aعلى إثبات تلك البنوة بشكل قاطع طالعنا أحمد الفيشاوي في التلفزيون و أعلن بكل فخر أن علاقته بهند لم تكن زواجا أبدا -لا سمح الله - و لكنها مجرد علاقة جنسية بريئة غير شرعية ( زنى ) !.في مجتمع تسمى الأشياء بأسمائها ، سوف يكون الفيشاوي وغدا فاسقا و جبانا يتهرب من مسؤولياته و سوف يرفض الشعب ما يدعيه بأن ما يربطه بأم ابنته هو مجرد زنى برئ و ليس زواجا آثما ،ويرى في ذلك جريمة مزدوجة تقضي على الفيشاوي معنويا إلى الأبد !،و لكن في مصر ما زال أحمد الفيشاوي نجما و داعية إسلامي مرموقا ، و يرى مريدوه -المتوضئون دوما- أن ما فعله هو مجرد غلطة عادية يفعلها الشباب ،و الأمر كله هو نوع من الشقاوة المسلية . إن ما يبدوا مسرحية عبثية لاأخلاقية لغير المصري ليست كذلك للمصري المعاصر ، حيث أصبح الكذب و الخداع ثقافة سائدة لا تثير أي استهجان بل ربما تثير الإعجاب .
هذه الواقعة تعكس إلى أقصى حد طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية التي ينكرها المصريون ،و يدعون أن الطفل الذي يراه الجميع هو فقط من علاقة جنسية حرة و بريئة و ليس من زواج كما يروج المغرضون لا سمح الله ، فالمصريون لا يتزوجون أمريكا أبدا رغم كثرة الأبناء !.
اقتباس:هناك تعبير لرئيس مكسيكي قديم يشكو أن بلاده قريبة جدا من الولايات المتحدة و بعيدة جدا عن الله .. أخشى أننا أصبحنا جميعا كذلك !!.
التناقض السلوكي .
عرفت مصر كل أنواع التدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية منذ سقوط الدولة المصرية القديمة في العام 525 ق م ، و بلا انقطاع إلى اليوم . و حتى في أفضل مراحل الاستقلال الوطني الذي أتاحته الحرب الباردة دخلت مصر ( جراح ) الاتحاد السوفيتي نتيجة هزيمة 1967 كما عبر بدقة وزير الخارجية الأسبق إسماعيل فهمي . هذه هي الحقيقة العارية و ببساطة، إن الإدعاء بأن مصر و غيرها من الدول العربية امتلكت يوما إرادة مطلقة على مقدراتها هو نوع من الكذب الفاضح لا يصدقه حتى الأبله ،و لكن هناك فقط ما يمكن أن نطلق عليه الاستقلال النسبي للقرار ، هذا الاستقلال يتسع بمقدار مشاركة الشعب في حكم نفسه و يضيق بخضوع الشعب للطغاة !.
إن التدخلات الأجنبية في عالم اليوم أصبحت ظاهرة دولية نتيجة متطلبات الاندماج في النظام العالمي الجديد أو في النظم الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبي ، وجاءت حوادث 11 سبتمبر و تداعياتها لتضيف عاملا ضاغطا أدى لزيادة التدخلات الغربية في منطقة الشرق الأوسط ، حيث أصبح من المسلم به عالميا أنه لا يمكن ترك شعوب المنطقة وشأنها لأنها أصبحت معملا لتفريخ الإرهاب و مصدرا لتهديد السلام العالمي ،و النتيجة أن المجتمع الدولي يجمع حاليا على ضرورة إجراء تغيرات عميقة و واسعة على المنطقة العربية و مصر تحديدا. وهذه التدخلات في منطقة الشرق الأوسط لم تعد أمريكية فقط بل هي أيضا أوروبية و حتى أسيوية و أسترالية و كندية.
أما بالنسبة لمصر فهذه التدخلات تأتي من دول تشكل أكثر من 90% من علاقاتها الاقتصادية و تعتمد عليها في كل شيء تقريبا من الغذاء حتى السلاح و الدواء و التعليم . و لهذا فليس أمامنا من سبيل سوى التضحية بمصالحنا الحيوية أو التجاوب مع متطلبات التغيير المطلوبة من الغرب و هذا يعني القبول بنوع من التدخلات الأجنبية ، و بالقطع يمكننا أن نرفض كل صور التدخل و نعلن بكل كرامة أن شؤوننا الداخلية لن تكون يوما سوى بين الأيدي الأمينة لضباط مباحث أمن الدولة وقوات الأمن المركزي و بلطجية الحزب الوطني ، و علينا يومئذ أن نقبل بالنتائج و أن نختار بين مصائر السودان و الصومال و طالبان وصدام حسين . أما البديل الآخر هو أن نقبل بنوع من التدخلات الغربية ، و لكن يبقى السؤال الأهم و الجوهري هو إلى أي مدى ؟.
العلاقات المصرية الأمريكية .
إن المتابع لسياسات النظام في مصر سيجد أنه خلال أكثر من ثلاثين عام استثمر كل رصيده من العلاقات الدولية في توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة تحديدا ، كي نوضح بشكل محدد طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية ووفقا للفايننشيال تايمز . و صلت المساعدات الأمريكية المباشرة لمصر إلى ملياري دولار سنويا منذ عام 1978 و لمدة 26 سنة إجمالي 52 مليار دولار ، بالإضافة إلى إسقاط 20 مليار دولار من الديون المستحقة لأمريكا بإجمالي 75 مليار دولار خلال 25 عام تقريبا بالإضافة إلى مليار دولار سنويا من تحويلات المصريين العاملين في الولايات المتحدة .، كذلك هناك مليار دولار مخصصة للإصلاح المالي في مصر تم تسيل 200 مليون دولار ، بالإضافة على 80 مليون دولار للإصلاح الديمقراطي . كما يجب ألا نغفل ما قدمت أمريكا لمصر في مجال نقل التكنولوجيا و تطوير القدرات القتالية و الدعم السياسي الذي أدى إلى إسقاط الديون العربية و الغربية بعد حرب الخليج مباشرة . و لو ترجمنا كل ذلك إلى أرقام فسنصل إلى رقم 200 مليار دولار التي أعلنها هيكل منذ أشهر في قناة الجزيرة .
و لكن هذا النظام في نفس الوقت يرفض تبعات تلك العلاقة و نتائجها إذا مست سلطاته المطلقة أو أدت إلى إصلاحات ديمقراطية حقيقية ، فهو أكثر الأنظمة العربية رفضا لتنفيذ الإصلاحات التي تطلبها الولايات المتحدة و أوروبا متقدما في ذلك خطوات على سوريا المنبوذة من الغرب و السعودية معقل السلفية الإسلامية !.حتى أن صحيفة مثل الإيكونومست البريطانية كتبت في 12 مارس 2005 تقول :" مبارك مشكلة بوش الكبرى في الشرق الأوسط !"بينما تقول لوس انجلوس تايمز :"مبارك يحصل على 2 مليار دولار سنويا ولا يريد أن يتغير !".
شيزوفرانيا ثقافية .
اقتباس:· " ......حتى لا يكون ذلك لصالح أمريكا و عداءا لوطنه .. وطنه الذي يحول حياته لجحيم " آرثر ميللر واصفا الموسيقار الروسي شوستاكوفيتش .
· " الأمريكيون لا يكترثون بنا على الإطلاق ، و لكي يناموا بعمق .. سوف يصدقون أي شيء ". من مذكرات الموسيقار الروسي شوستاكوفيتش.

إن موقف النظام المتناقض مع نفسه و المصاب بشيزوفرانيا حادة أصبح القدوة لرعياه المخلصين ،وهكذا انتقلت الشيزوفرانيا إلى المثقفين خاصة دوائر المعارضة التي أصابها المرض نفسه فهي تنادي بما تطالب به الولايات المتحدة من إصلاحات ديمقراطية دون أن تغفل عن التنديد بالولايات المتحدة ذاتها في كل بياناتها ومؤتمراتها ،و لعل أوضح مثال لذلك هو الحركة المصرية من أجل التغيير التي تتبنى حرفيا كل مطالب الإصلاح الغربي في مصر ،و لكنها دائما تذيل بياناتها بلعن الغرب و جورج بوش ومعاونيه !.إن هذا الخطاب الملتبس انتقل أيضا إلى الإخوان المسلمين الذين يتخلون تدريجيا عن شعاراتهم السابقة من نوعية ( الإسلام هو الحل ) و يطالبون بالديمقراطية الناجزة على النمط الغربي الليبرالي ، ومن يستمع لأحد أقطاب التيار الإخواني الجديد مثل الدكتور عصام العريان – دون أن يراه - سوف يعتقد أنه يستمع لأحد أقطاب الليبرالية الغربية .(1)
إن أكثر ما أخشاه الآن هو ما يمكن أن أطلق عليه المنظار الأمريكي ، فالمصري ( و بعض العرب ) ينفرد عن شعوب العالم لأنه يتوهم أن ما عليه سوى أن يقلب الصورة التي تعرضها أمريكا ليرى كل شيء على حقيقته !، ذلك دون حتى أن يجهد نفسه و ينظر للعالم بعينيه هو و يرى ما يجب عليه رؤيته ولا يخاف أن يختلف ما يراه مع المنظور الأمريكي و الأهم ألا يخاف أن يتفق ما يراه مع ذلك المنظور !. كان برنارد شو يردد :"أن ذلك الذي يقتل الملك ،و ذلك الذي يموت من أجله ،كلاهما عابد أصنام" ، وهو محق فكلاهما يعيش في دائرة ذلك الملك عبدا له سواء في ذلك أن يضيع عمره من أجل القضاء على الملك أو يبدد عمره من أجل حمايته ، هذا الدرس البسيط فشلنا في فهمه ، فأمريكا ليست الله ولا الشيطان ،و لكنها قوة كونية عظمى ولن تختفي بمجرد أن نغمض أعيننا .
كان هناك دائما في مصر من لم يتوقف عن المطالبة بالحقوق الليبرالية حتى في أيام عبد الناصر ، و لهذا فعندما تتبنى الولايات المتحدة نفس مطالبنا ( في الواقع هي دون مطالبنا ) هل من المنطقي أن نعارضها حتى لا يتهمنا أحد بأننا عملاء ؟!.أليست تلك هي الحماقة بعينها . هذا المنطق الديماجوجي رغم تفاهته أصبح يضع علي المثقف المصري عبئا هائلا بلا جدوى ولا ضرورة ، فهو واقع بين مطرقة الخطاب الحكومي التخويني وسندان نفس الخطاب التخويني الذي يستنسخه بعض الجهلة و المدعين من ضحايا الحكومة !. لا يوجد أمل إذا سوى أن ينظر كل منا إلى العالم بعيونه هو لا بعيون الآخرين و أن يعبر بشجاعة ووضوح عما يراه هو دون أن يجتر ما يقوله الآخرون . الآن سوف يعدد البعض من الملتهبين حماسا أخطاء بل خطايا السياسة الأمريكية ثم سيسألني متهما :" ماذا تريد منا أن نفعل ، هل سنبتلع ألسنتنا من أجل أمريكا؟ ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، بل تجوع الحرة ولا تأكل بثديها" . و غير ذلك من الكلام الإنشائي المضحك . لهؤلاء سأقارن موقفنا نحن و سلوكنا العشوائي المتخبط بالصين ليعرفوا أن الحكمة من معدن مختلف .
1- تبنت الصين في الماضي خطابا إقصائيا متطرفا للغاية ، ووضعت نفسها في مواجهة العالم الغربي و الاتحاد السوفيتي معا ( و هي عكسنا قادرة على ذلك ) ، و رأت أن أمريكا مجرد نمر من ورق حتى لو امتلكت أنيابا نووية . و لكن ذلك كان لسنوات محدودة جدا .
2- لم تغير الصين أيديولوجيتها الشيوعية ،و لكنها عرفت و سريعا كيف تنسحب من الماضي و صراعاته العبثية و تكون جزءا من حاضر هذا العالم و مستقبله ، و أن تقوم بالدور الطبيعي لأي نظام معاصر ، التنمية و السعادة للشعب ، بلا تبجح و بلا مزايدات رخيصة .
3- كانت الصين قادرة أن تحصل على هونج كونج منذ عام 1948 ،ولو نفخ كل صيني لغرقت القوات البريطانية في الجزيرة ، بل لغرقت بريطانيا ذاتها . و لكن الصين لم تكن في حاجة لتغيير نظامها الشيوعي حتى يكون لها عقل و أن تدير الصراع بالحكمة الهادفة و ليس بالعبث الأحمق .لقد تركت البريطانيين يعدون لها الكعكة التي التهمتها بالهناء و الشفاء بالمفاوضات الطويلة و في التوقيت المحدد في الاتفاقية ( الجائرة مع المحتل الغاصب ) !.
4- تتعاون الصين شعبا قبل الحكومة بحماس مع الشعوب ( الإمبريالية السابقة ) و على رأسها الشعب الأمريكي ( نمر الورق السابق ) ،و يحظى الأمريكيون الإمبرياليون بإعجاب و محبة الشعب الصيني ، أما رأي الصينيين في العرب فمشهور يعرفه المهتمون بالشؤون الصينية !.
ألا ترون إذا أن كل عدوات العالم تحل و تصبح سابقة ، و نحن نتمسك بكل عدواتنا منذ 1500 سنة ، بل و نضيف إليها المزيد كل يوم . ثم ندعي أننا بمثل هذا التفكير المعادي للبشرية سنفوز بمعركة القرن ال21 و غيره من القرون اللاحقة ، رغم أنه لا توجد معركة سوى في خيالنا نحن و رغم أن مرضى الشيزوفرانيا لا يكسبون شيئا !.
يمكن لمن يريد أن يستبدل بلده بمصر ولن يجد فارقا كبيرا !:what: .



06-12-2005, 10:47 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة بهجت - 06-12-2005, 10:47 AM
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة فضل - 06-12-2005, 03:12 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة thunder75 - 06-12-2005, 04:20 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة zyadzayed - 06-12-2005, 04:38 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة فضل - 06-12-2005, 08:07 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة thunder75 - 06-12-2005, 09:04 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة بهجت - 06-15-2005, 03:42 AM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة فضل - 06-15-2005, 04:46 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة بهجت - 06-16-2005, 04:41 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة فضل - 06-16-2005, 08:31 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة بهجت - 06-18-2005, 10:23 AM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة فضل - 06-18-2005, 03:21 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة AlMufakker - 06-19-2005, 09:40 AM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة بهجت - 06-20-2005, 02:17 PM,
شيزوفرانيا : (أمريكا و العرب) - بواسطة بهجت - 06-21-2005, 11:50 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  ليست غيمة عابرة..11 سبتمبر 2001 هز أمريكا و 11 فبراير 2011 سيهز العالم العربي بسام الخوري 0 1,179 02-21-2011, 02:15 PM
آخر رد: بسام الخوري
  أميركا تعيد تمثيل لحظات انكماشها...ما هو رأي نيوترال وبقية المقيمين في أمريكا بسام الخوري 0 911 11-14-2010, 01:16 PM
آخر رد: بسام الخوري
  أمريكا تعود الى الله والى عنصريتها الحقيقية .... نسمه عطرة 1 1,066 08-30-2010, 04:43 AM
آخر رد: فلسطيني كنعاني
  هل أمريكا و الغرب يفعلان ما يفعله الله بنا..!! حسام راغب 5 2,143 08-24-2009, 02:25 AM
آخر رد: حسام راغب
  حبس مسلمة في أمريكا لارتدائها الحجاب في المحكمة الحر 20 5,201 12-22-2008, 07:44 PM
آخر رد: كمبيوترجي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS