{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ثمانون عاماً على مآثر عبد الكريم الخطّابي
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
ثمانون عاماً على مآثر عبد الكريم الخطّابي
ثمانون عاماً على مآثر عبد الكريم الخطّابي

المستقبل - الاربعاء 15 حزيران 2005 - العدد 1948 - رأي و فكر - صفحة 21




جورج الراسي

..وفي الليلة الظلماء يُفتقد العظماء الذين سطروا تاريخ هذه الأمة بملاحم من نور على امتداد تاريخها، وبشكل خاص منذ فجر نهضتها الحديثة أوائل القرن الماضي.
ومن أبرز هؤلاء عبد الكريم الخطابي الذي سجل تاريخ 27 أيار 1926 نهاية كفاحه المسلح لتحرير المغرب العربي وتوحيده، بعد حرب ضروس خاضها ضد الاستعمارين الاسباني والفرنسي، وبعد اقامة "جمهورية الريف المستقلة" شمال المغرب، من أيلول 1921 الى أيار 1926. وكانت تلك "الجمهورية" الفريدة في نوعها، نقطة انطلاق لتحرير المغرب كله، وشكلت نموذجاً استوحى منه كل القادة الثوريين في القرن العشرين.
عبد الكريم "الخطابي" ـ الكنية التي حملها لا نسبة الى قبائل آت خطاب التي ينتمي اليها وحسب لكن كذلك نسبة الى ثاني الخلفاء عمر بن الخطاب من صحابة الرسول، موحد القبائل ومنظم الدولة ـ هو مولود في العام 1882 في قرية "عجدير".
على بعد نحو عشرة كيلومترات من مدينة الحسيمة شمال المغرب). ينحدر من عائلة "بني أورياغل" البربرية القوية "السطوة"، والشكيمة درس في تطوان ثم في جامعة القرويين في فاس قبل ان يستقر في مدينة ملليلة ويعمل صحافياً في جريدة ناطقة بالاسبانية (تلغراما دل ريف)، ويُصبح قاضياً، وينخرط في الإدارة الاسبانية لبضع سنوات.
عندما عاد عام 1919 الى مَسقَط رأسه قرر تحرير منطقة الريف الجبلية شمال المغرب من النير الاسباني إذ كانت بقية مناطق البلاد خاضعة للحماية الفرنسية فبدأ يوحد القبائل البريرية. وأنشأ جيشاً قوامه 75 ألف مقاتل، وحمل السلاح ابتداء من العام 1920 وتعتبر حرب الريف أول انتفاضة معادية للاستعمار في القرن العشرين. فقد استطاع الثوار دحر الاسبان حتى شواطئ المتوسط، وألحقوا بهم هزيمة تاريخية في تموز من عام 1921، كبدت الجيش الاسباني نحو 20 الف قتيل. كانت تلك معركة "انوال" التي لا تزال حية في نفوس المغاربة، وتعتبر اللبنة الأولى في تأسيس الوطن المغربي الحديث.
وفي أيلول 1921 أعلن عبد الكريم قيام جمهورية الريف المستقلة التي اشاد بها ثوريون معاصرون امثال ماوتسي تونغ، وهوشي منه... وبدأ بعد ذلك يخطط لمد الثورة الى كافة أرجاء البلاد. فاستشعر الجنرال ليوتي قائد القوات الفرنسية في مناطق الجنوب بالخطر المحدق، فتحالف مع الاسبان تحت القيادة العليا للمارشال بيتان. وتم إرسال نصف مليون جندي لقمع ثورة الريف. فقامت الطائرات والمدفعية بمسح قرى كاملة عن بكرة ابيها، ولم يكن في استطاعة القوات الثائرة ان تصمد أمام هذا السيل العارم من الجيوش التي تفوقها عدداً وعدة وعتاداً بأضعاف مضاعفة. فألقى الأمير سلاحه في 27 أيار 1926 وانتهى الكفاح المسلح، لكن الاسطورة لم تمت.
ثم بعد ذلك نفي الأمير مع عائلته الى جزيرة "الريونيون" حيث أمضى 21 عاماً. وفي أيار من عام 1947 قرّرت الإدارة الاستعمارية نقله الى فرنسا. وعندما رست الباخرة التي تقله في ميناء بورسعيد، تمكن من الفِرار بمؤازرة بعض المناضلين، وأعطي حق اللجوء الى مصر، وتحول منزله في "القبة غاردن" الى محجة لكل الثوار العرب. وفي ذلك البيت أسست "لجنة تحرير المغرب العربي" التي كان من أعضائها الأوائل الزعيمان الوطنيان المغربيان علال الفاسي (مؤسس حزب "الاستقلال" فيما بعد) وعبد الخالق توريس، والحبيب بورقيبة زعيم حزب الدستور الجديد في تونس، اضافة الى ممثلين عن الثورة الجزائرية في مرحلة لاحقة وكان بن بلّة من الذين يكنّون اعجاباً شديداً بتجربة الأمير، كذلك فعل شي غيفارا.
وبعد استقلال المغرب عام 1956 رفض عبد الكريم العودة الى بلاده قبل خروج آخر جندي اجنبي، وقبل حصول الجزائر على استقلالها، إذ كان يؤمن بضرورة وحدة الكفاح على مستوى المغرب العربي بأسره، من أجل تحريره وتوحيده. وانطفأ عام 1963 (غداة انتصار الثورة الجزائرية) في القاهرة، عن عمر يناهز الثمانين. فأقام له جمال عبد الناصر مأتماً وطنياً، في حين تجاهلت وفاته الصحافة المغربية.
وبعد اعتلائه العرش عام 1999، قام الملك محمد السادس بأول زيارة من نوعها يقوم بها عاهل مغربي الى منطقة الريف، حيث التقى سعيد الخطابي ابن الأمير وتجري اليوم الاستعدادات لنقل رفات الأمير الى موطنه الاصلي، قبل نهاية هذا العام. كما سيشاد ضريح يليق بمقامه.
لعل أقرب صورة لمأثرة الأمير عبد الكريم الخطابي، هي مأثرة الأمير عبد القادر الجزائري. كلاهما كان أول من خاض الكفاح المسلح ضد الاستعمار في القرنين الماضيين. كلاهما الحقا بقوات الاحتلال هزائم مدوية. كلاهما اقاما جمهوريات شعبية كانت في أساس البناءالوطني اللاحق. كلاهما ذاقا الأسر والنفي. كلاهما عاشا نصف حياتهما تقريباً في المغرب العربي، والنصف الآخر في المشرق. كلاهما توفيا عن عمر يناهز الثمانين... كلاهما أخيراً لم يكونا يُميزّان بين عربي وبربري.. بل يؤمنان بالأمة الواحدة من المحيط.. الى الخليج".
06-15-2005, 02:33 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
ثمانون عاماً على مآثر عبد الكريم الخطّابي - بواسطة بسام الخوري - 06-15-2005, 02:33 PM

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS