عيون واذان (بلوغز / بلوغرز 5)
جهاد الخازن الحياة - 21/06/05//

(بلوغز / بلوغرز 5)

لا دليل افضل على قوة البلوغز والبلوغرز من اطاحة شخصيات عامة. وربما كان ترنت لوت، زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، اول الضحايا الكبار، فهو اتهم سنة 2002 بالادلاء بتصريحات عنصرية خلال الاحتفال بعيد الميلاد المئة للسناتور ستروم ثيرموند. [SIZE=5]ووجد البلوغرز تصريحات مماثلة في ماضي لوت، واضطر الى الاستقالة من رئاسة الغالبية.

وثارت ضجة مماثلة حول ما عرف باسم “راذرغيت” اشارة الى دان راذر، مقدم نشرة اخبار المساء في محطة سي بي إس. فهو في الثامن من ايلول (سبتمبر) الماضي قدم ضمن برنامج “60 دقيقة” شريطاً يزعم ان جورج بوش عومل معاملة خاصة خلال خدمته في الحرس الوطني في تكساس. وتحدث الشريط عن انتقاد الكولونيل جيري كيليان، قائد بوش سنتي 1972 و1973 أي خلال حرب فيتنام، اداء بوش داخل الحرس.

وكان بيل بيركت، وهو ضابط سابق في الحرس الوطني في تكساس، اعطى معلومات الى ماري مايبس، مخرجة البرنامج، تزعم ان جورج بوش تهرب من فحص طبي، وان كيليان منعه من قيادة الطائرات، وان كيليان تعرض الى ضغوط عليا لتحسين علامات تقدير بوش.

[SIZE=6]وثارت عاصفة بلوغز هائلة بعد بث البرنامج، وشكك بلوغرز كثيرون في صحة الوثائق التي بقيت “سي بي إس” تصر على مدى اسبوعين على انها صحيحة، وقد درسها خبراء من الخارج. وفي النهاية اضطرت المحطة الى تشكيل لجنة تحقيق داخلية لدرس ما حدث وما يجب اتخاذه من اجراءات.

وشن البلوغرز حرب “مؤامرات” على بعضهم بعضاً، فكان هناك من قال ان الشريط مؤامرة من دان راذر للتأثير في سير حملة انتخابات الرئاسة، ورد غيرهم ان المؤامرة كانت من انصار بوش الذين سربوا شريطاً مزوراً الى سي بي إس ليفتضح في النهاية ويسيء الى منافسي الرئيس.

واعلن راذر في تشرين الثاني (نوفمبر) انه سيترك العمل في 9 آذار (مارس)، ولا بد من ان يعتبر خروجه نصراً لليمين الذي شكا دائماً من ان تغطيته اخبار الرئيس سلبية، وانه اتخذ مثل هذا الموقف من الجمهوريين منذ ايام ريتشارد نيكسون.

غير ان الواقع خارج نطاق المؤامرات كلها هو ان التقرير الذي بثه البرنامج كان ضعيفاً ومليئاً بأخطاء واضحة.

وكانت “راذرغيت” لا تزال تتفاعل عندما قامت فضيحة “ايسون غيت”، اشارة الى ايسون جوردان، رئيس الاخبار في محطة سي ان ان على مدى 23 سنة، أي منذ قيامها تقريباً.

كان جوردان تكلم في جلسة خلال مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، في 28 كانون الثاني (يناير) الماضي، عقدت على اساس قاعدة “تشاتام هاوس”، التي تنص على ان الحاضرين يستطيعون استخدام المادة من دون ذكر اسم صاحبها او عمله.

وكنت حضرت تلك الجلسة ومقعدي في مواجهة جوردان مباشرة، ولم اعتقد انه قال شيئاً مثيراً، [SIZE=5]غير ان روبي ابوفيتز، وهو اداري تكنولوجيا من ميامي، قال ان جوردان زعم ان القوات الاميركية قتلت عمداً 12 صحافياً في العراق. وعندما ناقش ابوفيتز ومستمع آخر هو عضو الكونغرس بارني فرانك جوردان في الموضوع قال جوردان انه قصد ان بعض الميديا يعتقد ان الاميركيين قتلوا الصحافيين عمداً.

ونشر ابوفيتز التفاصيل على البلوغ الذي يديره، الا انه زعم بعد ذلك ان صحافياً اسمه بريت ستيفنز كتب ما حدث في نشرة لجريدة “وول ستريت جورنال”.

الواقع ان ابوفيتز يميني وموقعه يكشف انتماءه، وبعد نشره كلام جوردان فتحت بلوغز كثيرة تطالب “سي ان ان” بتحقيق، وتتصل بالمعلنين للضغط على المحطة.

والتقطت الصحافة الموضوع، ومضى اسبوعان، واستقال جوردان في 14 شباط (فبراير) قائلاً انه يريد ان يجنب “سي ان ان” مزيداً من الاحراج، واصدر بياناً يقول: “انه لم يقل ولا يعتقد اطلاقاً ان القوات الاميركية قتلت عمداً ناساً تعرف انهم صحافيون”.

واترك الكلمة لاتحاد الصحافيين الدولي الذي احتج في 18 شباط على ارغام جوردان على ترك عمله، وحث الادارة الاميركية على الاقلاع عن “ثقافة الانكار” في موضوع قتل القوات الاميركية 12 صحافياً في العراق. واتهم ايدان وايت، سكرتير اتحاد الصحافيين الدولي، اليمين الاميركي بشن حملة عنيفة لارغام جوردان على الاستقالة.

اذا كان اليمين الاميركي استطاع اطاحة دان راذر وايسون جوردان، فهو ايضاً دفع ثمن فضائح تابعها البلوغرز بحماسة.

وتبقى “غانون غيت” اشهر الاسئلة على فضائح اليمين، خصوصاً انها كشفت فضائح اخرى واسراراً كان يفضل انصار جورج بوش ان تبقى مكتومة.

الأمر بدأ عندما سأل “الصحافي” جيف غانون الرئيس بوش خلال مؤتمر في البيت الابيض في 26 كانون الثاني (يناير) الماضي: الى متى ستظل تعمل مع ناس فصلوا انفسهم عن الحقيقة؟ في اشارة الى الزعماء الديموقراطيين والخلاف على برنامج بوش لاصلاح الضمان الاجتماعي.

وكان السؤال “سهلاً” الى درجة ان أثار شكوك الصحافيين الحاضرين في حقيقة عمل غانون، وتبين بسرعة ان اسمه الحقيقي جيمس غوكرت، وانه يعمل لموقع الكتروني يملكه روجر ايبرل، وهذا نشط في الدعاية للحزب الجمهوري في تكساس.

البلوغرز الليبراليون ارغموا غانون غوكرت على الاستقالة بعد ان تبين انه يكتب باسم مزور لموقع دعاية للجمهوريين، وانه ليس صحافياً اصلاً، وقد نشر صوراً عارية له على الانترنت سعياً وراء جنس للشاذين.

ونشر موقع اميركان بروسبكت في الرابع من آذار (مارس) الماضي عرضاً لفضائح من نوع ما سبق، وبينها فضيحة انتهت باستقالة جوزف ستيفن من عمله مساعداً للحاكم الجمهوري روبرت ايرلك بعد ان تبين انه كان وراء رسائل مجهولة المصدر على الانترنت عن احتمال زواج مارتن اومالي، رئيس بلدية بالتيمور، الذي قد ينافس ايرلك على منصب الحاكم في سنة 2006.
وربطت غارانس فرانك – روتا التي كتبت مقال “اميركان بروسبكت” بين فضائح عدة، ووصلت ببعضها الى مواقع يمينية معروفة قامت لمهاجمة الانحياز الليبرالي للصحافة التقليدية، وهي وجدت ان بعض البلوغرز اليمينيين برعاية نشطين يمينيين معروفين سجلت اسماءهم وادوارهم في تدبير “حيل قذرة” ضد خصوم اليمين. وأكمل غداً.