فارس آخر العصور
عضو متقدم
المشاركات: 307
الانضمام: Dec 2003
|
ألوهية المسيح بين الرفض والقبول، وحقيقة مسؤولية بولس عن العقائد الزائفة
يسوع المسيح (هو) ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مسا و للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء، الذي من أجلنا نحن البشر و من أجل خلاصنا، نزل من السماء و تجسَّد من الروح القدس و من مريم العذراء و تأنَّس و صُلِب عنَّا على عهد بيلاطس البنطي و تألم و قبر و قام في اليوم الثالث "[1] .
تلك هي عبارة دستور إيمان النصارى بالمسيح بحروفـها، و هي المصدر الذي يدلل على العقيدة التي يسير على نهجها مسيحيو اليوم، أنه "إله حق غير مخلوق ـ أي أزلي بلا بداية ـ و أنه مساو للآب في جوهريته: أي في ألوهيته".
يعتقد الجمهور الأعظم من النصارى أن الله تعالى واحد ذو أقانيم ثلاث، و الأقنوم لفظة يونانية تعني الشخص Person، و هذه الأقانيم أو الأشخاص الثلاث هي: شخص الآب، و هو الخـالق لكل شيء و المالك و الضابط للكل، و شخص ابنه، المولود منه أزلا المساوي لأبيه في الألوهية و الربوبية لأنه منه، و شخص الروح القدس. و هذه الأقانيم الثلاثة متحدة في الجوهر و الإرادة و المشيئة، إلا أن هذا لا يعني أنها شخص واحد بل هم أشخاص ثلاثة، كل واحد منهم إله كامل في ذاته غير الآخر، فالآب إله كامل، و الابن إله كامل غير الآب، و روح القدس أيضا إله كامل غير الآب و الابن، و لكن مجموع الثلاثة لا يشكل ثلاث آلهة ـ كما هو مقتضى الحساب! ـ بل يشكل إلـها واحدا، و يعترفون أن هذا لا سبيل لفهمه و إدراكه بالعقل و يسمونه "سرّ التثليث".
**
كنت قد تناقشت مع أحد الزملاء النصارى حول بولس وما قرأته حوله من اتهامات بأنه هو من أسس لألوهية المسيح ومبتدع عقيدة التجسد.. وربما فعل.. ولكن لم لا يكون المسيحيون أنفسهم هم الذين فهموا خطأ ما ورد في رسائله الأربعة عشرة، خاصة وأن هذه العقيدة تراوحت ولقرون بين الرفض والقبول وإعادة التقييم عدة مرات. نعم ربما يكون بولس قد بالغ في رفع مرتبة عيسى عليه السلام، بأن أعطاه صفة الأبن والوسيط بين الله والخليقة، إلا أن هذه النظرة انحرفت عن أساس الرسالة التوحيدية التي نادت بها كل الأديان التي سبقت عيسى عليه السلام ولحقت به..فإن من الطبيعي استنتاج أن رسالة المسيحية لم تشذ عن القاعدة الأساس.. ولكن أتباعها هم الذي فهموا نصوصها حسب ما اقتضته الأساطير والتراث الذي ورثه أتباعها من الديانات الوثنية التي جاورتهم أو تغلغلت في محيطهم السياسي والاجتماعي.*
أريد أن أصل مع زملائي النصارى إلى نقطة التقاء في هذه المناقشة.. فهل يعتقدون أن ما فسره كهنتهم وقديسيهم هو ما أراد بولس قوله فعلا.. مع كونه "ثورة" في التعاليم التي جاء بها عيسى عليه السلام.. وتحولا جذريا في عقيدة المسيحي الأول... أم أن التأويل جاء على أساس مغلوط.. وآليات غير دقيقة في القياس والاجتهاد؟؟؟ وإذا كان الاحتمال الثاني.. فما هي البدائل المتاحة أمام مسيحيي اليوم؟؟
--------------------
[1] كتاب سوسنة سليمان في أصول العقائد و الأديان، لمؤلفه النصراني: نوفل أفندي نوفل، طبع المطبعة الأمريكية في بيروت عام 1922، ص 137.
*للاستزادة اليكم النص الكامل الذي يدلل من الكتاب المقدس والعهدين القديم والجديد على نفي ألوهية المسيح في رسائل القديسين بولس ويوحنا: http://www.ebnmaryam.com/alanajeel/three.htm
**اقتباس، المصدر:
http://www.ebnmaryam.com/alanajeel/tmheed.htm
|
|
06-25-2005, 05:44 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}