السيد Kamal المحترم ،

ان نظرة الاحتقار و الكراهية موجودة منذ رفض اليهود طروحات أحد صناع الاديان ، أي أحد الأنبياء ، وعندما تمكن منهم سحقهم ، و قضى على الكبير و الصغير منهم ، اما من بقي حيا ، ففر من شبه الجزيرة بالكامل ، أو دخل في دين ذلك النبي كما دخل من قبله أبو سفيان ، مرغما . وكان ان انتشرت الايديولوجية الدينية الحاقدة ، ضد تلك الجماعة .

فنظرة الاحتقار والكراهية التي يكنها العرب والفلسطينيون لليهود هي أقدم بكثير جدا من تاريخ الاحتلال الحديث للارض العربية الفلسطينية .

أما العبقري المتصهين ، فهو يعرف ماذا حدث منذ خمسين سنة عندما قال : ( ولقد حدثت حالات من السجال السياسي و العنف المتبادل بين العرب ( وكان الفلسطينيون طليعة المناوئين ) من جهة ، و الشعب الاسرائيلي من جهة ثانية ، و انتهت تلك الحالات الى الوضع الذي نشاهده اليوم (. لكن ما لا تعرفه أنت لكونك مشبع بما ذكرناه عن الايديولوجية الدينية التي تم نشرها منذ عهد محمد بن عبد الله القرشي و ما تلاه من الخلفاء حتى اليوم ، هي التي طبعت في الذاكرة الاعلامية للعربي المسلم ، بان اليهودي كان ولا يزال معزز ، مكرم ، لا ينقصه شيء من الحقوق و الحاجات ، ولكنه نجس بطبعه ولا خير فيه . وما رافق ذلك من معاناة يومية و دائمة لليهودي على يد العرب على مر التاريــخ ،

وهـــل هناك من سبب يفسر ذلك الحقد الاعمى الئي يحمله اليهود الشرقيون على العرب ، والذي يتجاوز اليهود الغربيين بأضعاف ، سوى تلك الذاكرة المفعمة بالالــم ، بسبب تلك المعاناة التي عاناها اليهودي الشرقي على يد أجدادنا العرب ؟ أنت تقنع نفسك ، أم تقنع ملايين اليهود بانهم عوملوا برقة ولطف و احترام منذ قرون و قرون على يد العربي الكريم ؟؟؟؟

أما بشأن تزوير التاريخ ، فيبدو بانك لا تعرف منه سوى الكتب المدرسية التي علموك اياها ، وهي جزء لا يتجزء من الايديولوجية التاريخية اللذيذة عن لطف العرب و رقتهم مع من وقعــوا تحت حكمهم .


عزيزي لــؤي ،

لو عدنا للتاريخ ، وهو لا يخجل من أحد ، وسألناه عن نظرية الحق ، لقال لنا : الحق دوما مع القوي . وعندما كان العرب أقوياء كانوا يحملون حقا الهيا باحتلال الكرة الارضية و جعل الناس اما عبيدا لهم ، أو يدفعون الجزية ، او يهربون ، أو يقضى عليهم بحد السيف .

وعندما تهاونوا و تخلفوا عن ركب الحضارة فقدوا ذلك الحق المقدس و اصبح لزاما عليهم البحث عن حق جديد يؤمن لهم البقاء بين الاحياء . و يتحدثون الآن عن حقوق الضعفاء .

و أنصحك ألا تقرف حتى ولو كان الحوار مقرفا ، فأحيانا يقرف المرء من افكار يحملها ولا يجد لها تفسيرا ، فيرفض أي نقد يوجه لها .


د. جمال ،

قبل كل شيء لا يسعني الا الثناء على تحليك بالهدوء في النقاش ، و السعي نحو الموضوعية في الحوار ، و أنت اهلا لذلك بحق . أما بشأن استغرابك أعلاه ، أقول :


لا تستغرب ما تعرفه جيدا . فأنت تعرف بان الحق يؤخذ ولا يعطى ، و اسرائيل حصلت على ذلك الحق و دعمته بقرار التقسيم الدولي عام 1947 ، ورفضته العرب ، ونصح بورقيبة الهرب يومها بقبوله ، وقام الخطابيون و الحماسيون و الخياليون و الحالمون و المتسلقون ، كلهم قاموا باتهامه بالصهينة و الخيانة والعمالة ....الخ . و بعد 55 سنة نجد اغلبية العرب تمد يديها استعطاءا لمن هب و دب من مراكز القوى العالمية ، علها تساعدها في اقناع اسرائيل بالعودة الى حدود 1967 . والباقي تعرفه ، ولست بحاجة لمن يذكرك بآخر طبعة صدرت وردود الفعل المؤيدة لها بالتقسيط و هي التصريح السعودي بشأن التطبيع .

أما مقولة شعب اللله المختار فتحملها كل الشعوب دون استثناء ، و الدين الاسلامي هو اول المتحدثين بذلك ، واسال مشايخنا الكرام الذين يحلو للبعض تسميتهم بعلماء الدين عن رايهم بهذا الموضوع : ألسنا خير امة .......... الخ .


عزيزي Jerry ،

قد توقعت منك ان تسمو فوق تلك الزعوقات ، التي تحب النعوت الفضفاضة ، من تصهين و غيره . اما بشان قولك باني اتجنى على الأخوة الفلسطينيين ، فثق بأنني اتابع الماساة الفلسطينية يوما بيوم ، و اتابع معها كل ما يبتكره الجزار شارون من تدمير و قتل و اغتيالات و كذب رخيص ، في كل صحيفة و كتاب . ويسبب ذلك لي الالم العظيم ، لكن هناك فرق يا عزيزي ، بين ان نتكلم عن اسرائيل كشعب قائم عبر ثلاثة اجيال ، ثبت نفسه دوليا و اقليميا في هذه المنطقة من ناحية ، و ان نتكلم عن السياسة الارهابية التي يتبعها حكامه ، ودورنا المطلوب تجاه تلك السياسة .

الأخ الكريم العروبة ( و ربما انت اخت ، المعذرة ) ،

ليس بامكان احد في الدنيا أن يرغم كل من حمل جنسية دولة على العودة الى دولته الاصلية ، الا الدولة التي أعطته الجنسية الجديدة . و كل دول العالم تقريبا فيها اناس يحملون جنسيات حديثة ، حتى ولو لم يكونوا حاملين للدين نفسه الذي تنتمي اليه قيادة تلك الدولة !!! أما بشأن حقه في بناء بيت يعود لغيره ، فمسؤلية ذلك تقع على قيادة ذلك البلد ، وليس على ذلك الفرد الذي منح ذلك البيت .

ثم نحن لا ندافع عن حق ذلك الشعب بقتل احد !!! ولا ندافع عن مقولاته الظالمة ، مثل : فلسطين ارض بلا شعب تعطى لشعب بلا ارض .

ثم انني لم اتحدث عن خطأ في كره الصهيونية من قبل العرب ، لانني احمل للصهيونية الشعور نفسه . ولا ادافع عن خرافاتهم ، ولا عن خرافات العرب حتى ، فانا أكره كل الفكر الغيبي الخرافي مهما كان مصدره .

أنت تقول : تتكلم عن الكره لليهود لتدع كلمة اليهود ونقول الكره للصهاينة . نهم يجب ان يوجه كرهنا للصهاينة ، لكن ما يحدث هو غير ذلك ، لان الكره المعلن في السر و العلن هو كره اليهودي . ولو حدثت أي أخ من الفلسطينيين حول أي عمل اجرامي ترتكبه القيادة الاسرائيلية بحق الفلسطينيين ، تجده يقول لك : اليهود فعلوا كذا .... ! اذا فالخطاب العربي السائد هو خطاب زائف يجعل اليهودي خصما ، بينما نحن نعرف بان في اسرائيل يهودا وقفوا ، ولا زالوا يقفون ضد شارون و بيغن و دايان و مائيير و كل تلك القيادات التي نعرف ماذا سببت من دمار للعالم العربي، وهي التي توقع اليهودي العادي في سوء فهم لكل ما يجري من حوله ، و تعبئه بالخرافات و الاوهام و التقارير الزائفة و المغلوطة و تحقنه بكره الفلسطيني اينما كان . ان اليهودي المضلل هو تماما كالعربي المضلل . ترى هل هم اعدائنا لمجرد أنهم يهـــود ؟ هل على العراقي ان يكره الكويتي لان القيادة العراقية تعبئه لذلك ، أم هل على الكويتي ان يكره العراقي لان القيادة الكويتية تعبئه لذلك ؟ قارن ، فتجد بان الحق ليس على الشعب الكويتي او على الشعب العراقي ، فكلاهما مضلل و يتم التلاعب بمشاعره القومية او الوطنية ، و هكذا اليهود في العالم ، فالصهيونية تتلاعب بهم لتحقيق اهدافها الخاصة ، و التي تتطابق مع الاهداف العالمية للدول التي لها مصالح في الشرق الاوسط .

أما بشأن سؤالك عن حق الفلسطينيين في فلسطين ، فهذا ما لا يجرؤ احد على طرحه ، لانه فوق كل الشكوك ، وهو بعيد جدا عن موضوع حوارنا هذا .!!

مع تقديري و احترامي لكل من أبدى رايه بالموضوع أعلاه ، بغض النظر عن أسلوبه في التعبير . فالعربي لا يكرم بما ليس لديه !