البشير يطلق الترابي في الذكرى الـ16 للإنقاذ
GMT 9:30:00 2005 الخميس 30 يونيو
نبيل شرف الدين



--------------------------------------------------------------------------------


نبيل شـرف الدين من القاهرة: في تطور لافت، وبالتزامن مع احتفالات الخرطوم بالذكرى السادسة عشرة للانقلاب العسكري المعروف بـ "ثورة الإنقاذ"، قرر اليوم الخميس الرئيس السوداني عمر حسن البشير إطلاق سراح شريكه السابق في الانقلاب والسلطة، والمعارض الإسلامي البارز د. حسن الترابي أمين عام حزب المؤتمر الشعبي المعارض، والذي سبق وضعه رهن الاعتقال التحفظي بتهمة التآمر للإطاحة بنظام الحكم, وصدر قرار باعتقاله من البشير شخصياً بموجب قانون الطوارئ، تم تمديده لمدة عام آخر في 15 آب (أغسطس) عام 2002 ثم أطلق سراحه، قبل إعادة اعتقاله مجدداً في شهر آذار (مارس) من العام 2004، عقب إعلان السلطات عن إحباط محاولة انقلاب دبرها الإسلاميون، وذلك بعد ستة شهور فقط من رفع الإقامة الجبرية التي فرضت عليه .

وكان الترابي يعد في مرحلة سابقة هو الرجل الثاني في السودان في ظل حكومة الفريق عمر حسن البشير التي وصلت إلى السلطة في حزيران (يونيو) من العام 1989 في انقلاب تحت مسمى ثورة الإنقاذ الوطني، ويعتبر الترابي هو المفكر الأيديولوجي للثورة وصاحب الاتجاه الإسلامي المتشدد بها .

وسبق أن تولى الترابي منصب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني، بالإضافة إلي توليه رئاسة البرلمان السوداني، إلا أن الرئيس البشير انقلب علي الترابي مع بداية الألفية الجديدة وقام بحل البرلمان وفرض حالة الطوارئ وتجريد الترابي من منصبه الحزبي متهما إياه بمحاولة تقويض وتهديد سلطاته كرئيس للدولة، فقام الترابي ومعه بعض أنصاره بتكوين حزب المؤتمر الشعبي، وإن كان ذلك الحزب يفتقد إلى القوة التي تمكنه من منافسه حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، وهو متزوج من السيدة وصال المهدي شقيقه الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وزعيم طائفة الأنصار .
وتعود جذور الخلاف بين الرئيس السوداني والترابي إلى كانون الأول (ديسمبر) من العام 1999 حينما سعى الترابي لتقويض سلطات رئيس الدولة بمحاولة تقديم مشروع قانون للمجلس الوطني يعطي حق سحب الثقة من الرئيس لثلثي أعضاء المجلس,

كما كان الترابي يصر على أن يمسك بيديه بعض أمور الدولة بما يسحب بعض اختصاصات الرئيس ومنها تيين ولاة الولايات , ويؤدي الى ازدواجية السلطة.

واضطر البشير ردا على ذلك إلي أن يقيل الترابي من رئاسة المجلس الوطني , ويفرض حالة الطوارئ , وصرح وقتها بأن سفينة بربانيين سرعان ما تؤول للغرق, غير أن الترابي الذي ظل أمينا عاما للحزب الحاكم استمر في عدائه بشكل علني وسافر للبشير وذهب الى ابعد من ذلك فطالب بإلغاء قانون الطوارئ والتخلص من حكم البشير، على حد تعبيره .