لماذا نقاوم ؟





يضرب لنا انهيار دولة الازتك مثالا فريدا لمصير المستسلمين
فحين هبط علي أراضيها 3 آلاف من الجنود الأسبان ، لم تكن - كما هي الصورة التي صنعتها أفلام الكاوبوي في الأذهان عن الهنود الحمر كافة كقبائل بدائية – بل كانت لهم دولة عريقة موحدة يزيد تعدادها عن الثلاثين مليونا من البشر لها حضارتها الخاصة وتراثها المعرفي من علوم الفلك والتطبيب والفخار وسبك المعادن – عدا الحديد الذي تصنع منه السيوف القوية - ، فكان لها جيشها ونظامها القوي الذي يحكمها و عاصمة يربو سكانها عن المليونين ذات بيوت وطرقات مرصوفة وتربط إليها أطراف البلاد بشبكة من الدروب .
كانت لمئات السنين وانتهت خلال ثلاثة سنوات فقط ، فما الذي جرى؟
لقد صادف نزول الأسبان وجود حاكم ضعيف جبان و مخنث يحكم البلاد ، وبدلا من ان يواجه الغزاة ، دخل الي غرفته داخل قصره وهو يرتعد واخذ يبكي ، ماذا يفعل والنبوءة التي تحكي عن آلهة شقر يمتطون الموج يأتون بالنار والدمار من جهة الشرق قد تحققت ؟ فقرر الاستسلام .
حاول أن يسترضيهم فأرسل إليهم الهدايا من وفير الذهب الذي ضاعف من نهمهم ، فضيقوا عليه الخناق !
قدم الأضاحي البشرية للآلهة حسب المعتقدات الازتيكية كي تساعده ، فدخل الأسبان إلي قصره وحكموا عليه بالموت !

استسلم الازتك طوعا واختيارا وطمعا في السلام ، واعتقادا منهم أن تلك الآلهة لا سبيل إلي مقاومتها ، لكن القتل وتقطيع الأوصال لم يتوقف لحظة واحدة حتى لم يتبقى مما زاد عن الـ 30 مليون ازتكي غير ثلاثمائة ألف في اقل من ثلاثة أعوام ، وحتى أن الجنود كان يصيبها السعار من كثرة القتل ، فكانوا يطعمون الكلاب أطفال الهنود الرضع لتزداد ضراوة قبل أن يطلقونها علي البشر ، الذي أنكر عليهم بابا روما وقتها كونهم بشرا بالأساس !
اما البلاد فلقد شملها الدمار ، ولم يبقى فيها حجر علي حجر، وأصبح الازتك أثرا بعد عين ، وحتى ذلك الأثر محق محقا حتى ينسى أن هناك شعبا كان يسكن المكسيك وعلي حدود ولايات الجنوب الأمريكي اسمه شعب الازتك!

نعم
لقد تغير الزمن فهل تغيرت النفوس بفعل التحضر ؟ - اقصد سيكولوجية الفاتح المنتقم - ؟

لا اعتقد بذلك ، وشاهدي ما جرى للعراق من نهب وتدمير لتراثها علي ايدي رعاة البقر الجهلة منذ اليوم الاول ، ومن إذلال لشعبها حملته صور أبو غريب ، واستهانة بآدمية البشر وهم يقصفون المدن الأسيرة بالطائرات الثقيلة من ارتفاعات عالية لا تفرق بين طفل ومقاوم
- وكلنا نعرف سخافة أكاذيب أسلحة الدمار الشامل ونكته العلاقة بالقاعدة وكافة الحجج الباطلة التى صنعتها الإدارة الأمريكية لتبرير غزوها وتخطي قرار المجتمع الدولي ، وهي حجج باطله بطلان ما يدعونه الان من الصاق تهمة الارهاب بالمقاومة بدليل اعتراف وزيرهم لاحقا بسعيه للتفاوض معها ، فهي بكل حال ليست الزرقاوي كما يدعون!

لقد استسلم العراق قبل أن تدخل الدبابات الأمريكية إلي شوارع بغداد ، حين حطم صدام حسين بيديه صواريخه وأسلحته ، وسمح لمفتشيهم بولوج غرفة نومه ، فما منعهم ذلك من غزوة وتحطيم العراق، فهل نستكثر الآن صحوة المقاومة من رماد الهزيمة؟
فليس هناك من مصير للمستسلم غير الموت أو العبودية ، و من يعترض علي المقاومة ضد الغزاة ومسانديهم ، عليه أن يقبل الذبح كما ذبح أسلافنا من الهنود الحمر !
ومن يظن أن إسكات المقاومة سوف يخمد النيران قي المنطقة ، فهو خاطئ ، فلو انتهت المقاومة اليوم ، لتم غزو سوريا غدا ، وان انتهوا من سوريا ، فسيلتهمون مصر من بعدها والمنطقة بأسرها .


تحياتي