إن صحت التوقعات شكرا لدولة قطر!: نورا دندشي
Monday, July 04
من يتوقع أن الأبواب الامريكية مغلقة بوجه النظام السوري لا شك وأنه مخطئ فالمصادر التي توقعت بأن زيارة بشار الأسد الاخيرة الى دولة قطر حسب ما نشرته جريدة السياسة الغراء مؤخرا للوساطة مع الامريكان ايضا مجرد أوهام فالنظام البعثي في سوريا لا يحتاج الى اي وساطه مع الأمريكان " اللهم الا اذا كان الامر
متعلقا بعملية السلام مع اسرائيل فهذا أمر جائز " لأن كل ما هو مطلوب من النظام البعثني في سوريا لكسب رضاء الاميركان إجراء بعض الديكورات الخارجية وليس الداخلية ، وهذا امر بسيط مقدور عليه يتمثل بثلاث محاور اولها اغلاق الحدود مع العراق كما كانت عليه في السابق حيث كان حتى الذباب الازرق لا يمكنه عبور الحدود ، ثانيهما تطبيق القرار 1995 لنزع سلاح حزب الله ، وثالثهما إغلاق مكاتب الفصائل الفلسطينية ومنع اي نشاط لها سواء على الساحة السورية أو اللبنانية ، هذا باختصار المطلوب من النظام ومن السهل جدا تنفيذه حسب راي المتواضع اما فيما يتعلق بقضايا الشعب السوري وتحريره من هذا النظام الديكتاتوري فهذا أمر لا يعني للأميركان شيئا لا من قريب ولا من بعيد وهذا أمر طبيعي لأن الشعوب هي المسؤولة عن حركاتها التحررية وليس الدول الأخرى ، وعندنا المثال اللبناني بعد ثلاثون عاما من الخضوع والخنوع للنظام السوري هب الشعب هبة رجل واحد وقال كلمة (لا) للتواجد السوري على أراضينا وخرج الجيش السوري مذعورا ومدحورا أيضا ولا أعتقد أن الاميركان كانوا وراء خروج اللبنانيين الى الشارع ولم نسمع هدير الطائرات الاميركية لحماية تلك المظاهرات والاعتصامات .
ولهذا نناشد الدول العربية ان تحذو حذو دولة قطر وقبلها المملكة العربية السعودية ومصر عندما تخلوا عن هذا النظام الحاكم في سوريا برفض تقديم اي دعم له وعلى رأس القائمة المملكة العربية السعودية حيث كانت تقدم الدعم الاكبر حتى آخر لحظة سبقت عملية اغتيال الشهيد رفيق الحريري بدليل أنها منحت الجنسية السعودية لابناء عبد الحليم خدام ومنذ سنوات طويلة ، عدا على الصداقة الحميمية التي تربط ولي العهد السعودي الامير عبد الله برفعت الأسد الذي دون غيره من السوريين ابواب المملكة مفتوحة له على مصراعيها .
لكن بحال صدقت تلك المصادر وصحت توقعاتها حول النتائج الطيبة لهذه الزيارة والمبادرة القطرية فان الشعب السوري يتوجه بالشكر والامتنان لدولة قطر وحكامها آملين ان تحذو حذوهم باقي الدول العربية لعزل النظام البعثي سياسيا عن الساحة العربية لانه اصبح حملا ثقيلا ليس على الشعب السوري فحسب انما على الحكومات العربية وشعوبها أيضا .
ولأجيب على تساؤلات القارئ الذي قد يتساءل ويقول في نفسه ان الأنظمة العربية الأخرى ليست احسن حالا من النظام في سوريا لكن أود التذكير هنا ان لكل شيء رأس وإذا استوى هذا الراس يستوي معه الجسد ، فسوريا وعلى مر التاريخ تعتبر راس جسد المنطقة العربية فهي منارة التاريخ ومنبع الأديان والحضارات ، وهي زنوبيا ومملكة تدمر ، وهي قلعة صلاح الدين المنيعة ، ودولة الأمويين بعظمتها ،وهي قلب العروبة النابض ، وهي ملك للشعب السوري وارضها الطاهرة التي تحتضن شهداء ثورة العشرين،ونكسة حزيران ، وفكشة تشرين ، [SIZE=6]
وهي ليس كما صورها " حسن نصرالله سوريا الأسد" وكأنها عزبة الذين خلفوه وبدوره ورثها لبيت الأسد وأعطاهم سندات تمليك بأسمائهم، فسوريا بهذه الصفات تعتبر الثقل السياسي لتوازن القوى العربية وعندما يصلح حال هذا الراس سنجد ان جسد الوطن العربي سيكون في احسن حاله .
مواطنة سورية
"الرأي / خاص
http://www.arraee.com/modules.php?name=New...rticle&sid=4744