ديانة ميثهرا الفارسية والمسيحية
ان العقل البشري ومن خلال الخطوات الارتقائية في تفكيره وهو يرى التغييرات والتقلبات التي تحصل خلال فصول السنة وما يتبعه من تاثيرات على الارض من خصب وجدب ، ومن مواسم كثيرة الزرع والحيوانات واخرى جدباء ،و الكوارث الطبيعية التي تحل به والتي تقضي على زرعه وحيواناته بل وحتى اهله ، استساغ ان يفسر بان اصل الوجود هو النور والظلام .
فاعطى اصل الوجود الى اله الخير او النور ثم أنشأ له منازع قوي مماثل له هو اله الظلام او الشر .

تقول عقيدة كيرموث الفارسية التي من اوجدت هذا النظام ان اول الموجودات كان اله النور والخير ( هرمز ) –الاسم لا يزال يطلق على الخليج العربي _ فكانت الدنيا كلها ضياء ونور وخيرات ، حتى ظهر الظلام نتيجة مجئ اله الشر ( اهرمان ) ، فقام اله الخير هرمز بخلق كل الملائكة والبشر ليساعدوه في حربه ضد عدوه ( اهرمان ) ، ولكن اله الشر اهرمان قام بخلق كل الكائنات الشريرة والضارة ، واخذ يؤثر مع اعوانه على البشر لينظموا اليه ،

وهكذا بدأ صراع الخير واعوانه مع اله الشر واعوانه .

وقد اعتقد الفرس القدماء والهنود كذلك ان اصل اله النور كان ( ميثهرا ) اله الضياء والشمس ، اله الخصب ، ويحتفل بعيد ميلاده في 25 كانون الاول من كل عام اي بالضبط عندما تبدأ الشمس دورتها الجديدة ، فهو اله الضياء والشمس .
واعتقد هؤلاء بانه يدخل معركة سنوية مع الهة الظلام والموت ن وانه يتعرض في المعركة للاسر ثم الاستشهاد ، فيصيب الارض الجفاف ويتوقف النسل ، ولكنه يقوم من الموت في الحادي والعشرين من اذار ، عند المقلب الربيعي فتعود بقيامته المجيدة الحياة للارض خيرا .

ان طقوس ديانة (ميثهرا ) ،نجد فيها شبه كبير بما في المسيحية

نلاحظ ان احتفال المسيحية بعيد ميلاد الهها الشهيد ( يسوع المسيح ) في 25 كانون الاول وهو نفس موعد ميلاد ( ميثهرا ).
وان احتفالها بعيد قيامته المجيد يوم 20 اذار ، هو نفسه موعد قيامة ميثهرا المجيدة.( عيد نوروز )

وقد اقتبست المسيحية بعض ما في المثروية من طقوس ، و من ذلك مفتاح دار النعيم ومفتاح الجحيم ، وتيجان الاساقفة واحذيتهم الحمراء ، ولقب بابا كان يلقب به كبير كهنة ميثهرا.

لقد اتهم اتباع ( ميثهرا ) المسيحين الاوائل باقتفاء اثرهم والاقتباس منهم عقائدهم وطقوسهم ،

الا ان الاطرف من ذلك هو ان الاباء المسيحين الاوائل عللوا المسألة بان الشيطان بدأ محاربة الايمان المسيحي من قديم الزمان (قبل ولادة المسيح نفسه ) ، فجعل ديانة ميثهرا تسبق المسيحية في الظهور وتتصف في طقوسها والاحداث التي جرت لشهيدها المعبود.