أحب أن أعرفكم بكائن جميل و لطيف. عمر الآنسة كريسماس كوكي حسب شهادة ميلادها الرسمية يبلغ أربع سنوات و نصف. تعيش كريسماس في جو هادئ مفعم بالموسيقى الكلاسيكية يوميا، و هي محاطة دائما بالألعاب الصغيرة التي تحب أن تلهو بها.

ذهبت أنا و كريسماس بالأمس إلى المستشفى الخاص لإجراء الفحوص الروتينية التي تُجرى مرة كل ستة أشهر، و لحسن الحظ المسألة لا تكلفني شيئا، فلدى كريسماس تأمين صحي فاخر يغطي فحوصات القلب، فحوصات مخبرية للبول و البراز، صور أشعة للعظام، إلى جانب خدمات فحص النظر و السمع لرفاهية كريسماس و سعادتها. و قد أكد لي الطبيب الخاص أن كل نتائج الفحوص ايجابية، و أعطاني و زوجتي لائحة خاصة بالتعليمات الخاصة بالعناية بها.

حين سافرنا الى خارج البلاد في شهر العسل، كنا قد تركنا كريسماس في فندق خاص للعناية الخاصة لفترة سفرنا، حيث حصلت على عناية مستمرة و غرفة خاصة.

تحب كريسماس أن ترتدي دائما ربطة شعر على رأسها بألوان زاهية، الزهري و الأزرق و الأبيض. و تستغرق في النوم على الكنبة كالملاك البريء حين تمل من مشاهدة التلفاز الذي لا تفهم منه شيئا، إلا أنها تحب الأصوات و الألوان التي تصدر عنه. و تتمتع دوما بالحلوى التي نوفرها لها، و كذلك بالألعاب التي تملؤ سريرها و التي تصدر موسيقى حلوة كلما ضغطت عليها.

و مع أن لكريسماس سريرها الخاص، إلا أنها تنام كل ليلة بيني و بين زوجتي على سريرنا، فتفرد أرجلها و أيديها عرضا و طولا. أحيانا تبدأ بالحركة أثناء النوم و اصدار اصوات طفولية، فنعرف أنها تحلم.

وفي كل صباح، أستيقظ بعد أن أحس بلمسات يد كريسماس المدغدغة على خدي، فأفتح عيني و اذا عيون كريسماس الصغيرة تبحلق بي بسكون، منتظرة يوما جديدا تسرح فيه و تمرح. يا ترى هل تعلم كريسماس أن كثيرا من البشر على هذه الأرض لا يحلمون بعُشر ما تتمتع به من رفاهية؟ دنيا غريبة.

صورة مرفقة لكريسماس.