تحية للجميع
سأبدأ أولا بوصف دقيق و موفق لسينما الرعب كنت قد قرأته مرة
"خطاب مازوشي يحرر المتفرج من رغباته الداكنة".

ربما يقدم هذا الوصف تبريرا نفسيا معقولا لسبب إقبال الناس على مشاهدة هذا النوع من الأفلام
فعلم النفس يرى بأنها تساعد على تفريغ النفس البشرية من الرغبات الممنوعةو المكبوتة
مما يسهل على الانسان العودة لحياته العادية المنضبطة من جديد.
و طبعا هناك تفسيرات و تبريرات أخرى أيضاً مقنعة أعجبني منها ما قاله المخرج الكندي الشهير
ديفيد كروننبرغ :بأن سينما الرعب تتيح للمشاهد أن يواجه عالم مخيف و مليء بالتشويق و المغامرة
و الخطر -و الكثير من الأشياء التي يخافها في الواقع- و لكن من مسافة معقولة تضمن له سلامته , أي أن يعيش الخطر دون خطورة.
كما أن الطب فد أثبت التأثير الإيجابي لأفلام الرعب على الصحة فهي تنشط إفراز الهرمونات و الانزيمات و خاصة الأدرينالين.

إن هذا الموضوع شائك و معقد و ذلك لما له من علاقة قوية و أصيلة بمتاهات النفس البشرية
و تعقيداتها و لهذا آثرت أن أقدم مجموعة من الأقوال التي ذكرها بعض المشاهير الذين عملوا في مجال أفلام الرعب:

"ما يرضيني فعلاً هو أن يكون للفيلم تأثير على المشاهد , لا يهمني الموضوع لا يهمني التمثيل..
لكنني أهتم بالمونتاج و التصوير و شريط الصوت و كل مقادير الوصفة التي تجعل الجمهور
يصرخ... لقد حققنا هذا بالضبط في فيلم Psyco لم تكن هناك رسالة تحرك الجماهير و لا أداء عظيم
و لا قصة ممتعة.. إن ما حرك المشاهدين هو سينما خالصة"
ألفريد هيتشكوك

"إنها طبيعة بشرية أن نفتتن بالمرعب و المحرم..نفتش عنه و نتحداه.إن فيلم الرعب تورط مشترك
فريد من نوعه, فالمشاهدون يشتركون في المشاعر ذاتها..إنها إختبار لذواتنا هل سأتحمل ما أراه
هل سأنجح في اجتيازه؟لكنهم في الأعماق يدركون أنهم آمنون تماماً."
جون كاربنتر -مخرج رعب

"أحب النساء خاصة الجميلات منهن..و أفضل أن أرى الجميلات يمتن أكثر مما أفضل أن أرى
القبيحات..لست بحاجة إلى تبرير نفسي بهذا الصدد,و لا يهمني ما يعتقده أي شخص بخصوص هذا"
داريو أرجنتو-مخرج رعب

"إن "The Exorcist" فيلم رعب..لا يمكنك أن تعتبره أي شيء آخر..أنا لم أره و لا أنوي أن أفعل
..ليست لدي رغبة خاصة في رؤية الاستحواذ الشيطاني على طفلة,مما يجعلها تستعمل تلك اللغة
و تفعل هذه الأشياء الرهيبة."
كريستوفر لي -أشهر من مثل دور دراكولا.

"سيأتي عدد كبير من المشاهدين ليروا ما هو صادم و سوقي..لقد تنبأ لي بيل فريدكين بأن هذا
سيحدث..تنبأ بأن الناس سيأتون ليروا طفلة تمارس الجنس لنفسها مستعملة رمزاً مقدساً..
حسبت بأنه يحاول تدمير فيلمي.لكني أدركت فيما بعد أنه محق,و قد سبب لي هذا اكتآب شديد"
ويليام بيتر بلتي-مؤلف "the Exorcist"


و أريد أن أنوه هنا بأن سينما الرعب ليست دائما سينما هابطة
فهي تتدرج على سلم الفن من القاع حيث قاذورات السينما التي تباع للمرضى النفسيين و المدمنين
-أفلام السناف - , إلى الأفلام المهمة التي تجمع الترفيه و الفن
الراقي و بعضها يعد من كلاسيكيات السينما مثل Shining للمخرج الكبير ستانلي كوبريك
أو Se7en لديفد فينشر أو الفيلم الأسطوري صمت الحملان لجوناثان ديم.