بغداد ـ العرب اونلاين ـ وكالات: لقى 14 عنصرا من مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" ومترجم عراقى مصرعهم إثر اصطدام مركبتهم العسكرية البرمائية بعبوة ناسفة، على بعد كيلومترين جنوب "حديثة"، التى تعد إحدى المناطق الساخنة على نهر الفرات فى محافظة الأنبار، غربى العاصمة العراقية بغداد.
وأدى الانفجار أيضا إلى جرح عنصر آخر من المارينز. ويتبع الضحايا الفرقة الثانية من قوات المارينز.
ومن جهة ثانية، أعلنت جماعة متشددة تطلق على نفسها اسم "أسود التوحيد"، وهى إحدى الجماعات المنبثقة عن جيش أنصار السنة، أسر أحد عناصر المارينز خلال كمين نصبوه بالقرب من سد حديثة.
وقالت الجماعة فى بيانها إنها قتلت ثمانية جنود أمريكيين وأسرت التاسع، وأنها ستنشر صورته قريباً.
ويأتى ذلك فى أعقاب خسارة دامية للقوات الأمريكية الاثنين، حيث قُتل سبعة من "المارينز" ، فى عمليات قتالية متفرقة وقعت شمال بغداد قرب حديثة على بعد حوالى 215 كيلومترا الى الغرب من بغداد، وفق بيان للجيش الأمريكى صدر امس.
وبلغ عدد القتلى من القوات الأمريكية فى العراق، بمختلف وحداتها، فى الأيام العشرة الأخيرة 43 عنصراً، بينما يرتفع إجمالى القتلى الأمريكيين منذ الغزو الأمريكى فى مارس/آذار عام 2003 إلى 1820 جندياً، منهم 1391 قتلوا فى المعارك، وذلك إلى ما قبل حادثة أمس الأربعاء.
يذكر أن محافظة الأنبار، تمتد من حدود العاصمة بغداد غرباً، إلى الحدود مع كل من سوريا والأردن والسعودية، وهى من المناطق الأكثر سخونة فى العراق، إضافة إلى كونها تجمعاً كبيراً للمقاومين العراقيين والمتشددين القادمين من الخارج.
وفى تطور آخر أمس الأربعاء، عُثر فى البصرة على جثّة صحفى أمريكى مستقلّ، بعد أن تمّ قتله رميا بالرصاص.
وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية ببغداد إنّ الصحفى المقتول هو ستيفن فينسنت، وأُبلغت عائلته بالحادث.
وأضاف مسؤول غربى أنّ جثّة ستيفن تحمل آثار عدّة رصاصات، موضحا أن القتيل اختطف فى وقت سابق مع مترجمه - الذى نجا - من قبل مجهولين.
على صعيد آخر، اكدت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مصادر فى اجهزة الاستخبارات الاميركية ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سى اى ايه" وظفت قبل الاجتياح الاميركى للعراق بعدة شهور، عراقيين يعيشون فى المنفى للقيام بعمليات تخريب فى عدة مدن عراقية بينها بغداد لاضعاف نظام صدام حسين.
واشارت الصحيفة الى ان الرئيس الاميركى جورج بوش سمح بهذه المهمة فى توصية يعود تاريخها الى شباط/فبراير او آذار/مارس 2002 لتسريع تغيير النظام فى العراق .
واضافت الصحيفة ان المنفيين العراقيين الذين اطلق عليهم اسم "العقارب" جندهم اكراد وتدربوا فى قواعد اميركية سرية فى الاردن قبل ان يتم ارسالهم الى مدن عراقية كبغداد والفلوجة والقائم، حيث كلفوا بالقيام باعمال تخريب واثارة الانطباع بوجود تمرد.
واوضحت المصادر نفسها الى الصحيفة ان السى اى ايه انفقت ملايين الدولارات فى هذه العمليات وقدمت مروحيات روسية من طراز "هند" للعقارب للتنقل.
الا ان غالبية مهماتهم تاجلت او الغيت بسبب ضعف تدريبهم.
الى ذلك، اصبحت مهمتهم بدون جدوى بعد ان بدأت القوات الاميركية تجتاح بسرعة العراق.
وبعد سقوط نظام صدام حسين، استخدمت فرق العقارب لاختراق صفوف المتمردين وكمترجمين او للقيام "بمهمات قذرة" اثناء استخدام العنف لاستجواب المعتقلين العراقيين، كما اضافت صحيفة واشنطن بوست.
واوضحت الصحيفة انه فى احدى الحالات، انهال عناصر من العقارب بالضرب بقسوة بالعصى وانابيب مطاطية على جنرال عراقي، عبد الحميد مهاوش، بحضور محققين عسكريين ومن السى اى ايه.
وتوفى هذا الجنرال بعد يومين من عملية استجواب اخرى تعرض خلالها للتعذيب على ايدى محقق اميركي.
واعلن الجيش الاميركى ان الجنرال مات ميتة طبيعية فى السجن.
لكن وجهت التهمة الى ضابط اميركى بالقتل غير العمد فى هذه القضية وسيمثل امام محكمة عسكرية فى تشرين الاول/اكتوبر المقبل، كما كتبت الصحيفة.