-والله وبالله وتالله انني أحزن على ضحايا الغرب من المدنيين بذات القدر الذي أحزن فيه على المدنيين في العراق او في فلسطين.
-وأقسم بكل شيء يمكن لأنسان أن يحلف به ان دم كل أنسان هو منطقة محرم العبث بها تحت أي ظرف، مهما كان دينه او لونه او جنسه،ليس من منطلق شعارات،انما ليقيني الجازم ان الانسان اخو الانسان رغما عن الاديان..وعن عقائد الكره العنصري او الطائفي او السياسي،فما أبشع من الدم الا الدم،وما أبشع من القتل الا القتل.
-وقد بدأت بهذه المقدمة كرد مسبق على بعض الأفكار التي أعرفها جيدا،لكن ما أريد التعليق عليه ما يقوم به "مخانيث" الانترنت والمنتديات،الذين يدعون الانسانية في قطة قُتلت في اوروبا ،ويملؤون المنتديات بكاءاً وعويلاً في تلك القطة،في الوقت الذي يموت فيه عشرات البشر من الأطفال والنساء وحتى الرجال أمام أعيننا وهم منا،لكنهم (للأسف) لا ينبسون ببنت شفة احتجاج او اعتراضا أو حتى من باب التضامن الأنساني المجرد مع الضحايا الذين ينطبق عليهم ذات أوصاف ضحايا الغرب من حيث كونهم مدنيين عزل ولا ناقة لهم ولا جمل في أي صراع،اللهم ان الفرق الوحيد هو لون البشرة...!!!
-أتخيل هؤلاء الانسانيين "جدا" والرؤوفين "جدا" كشخص سادي مريض،يمسك شفرة حلاقة ويجلس عاريا ويبدأ بتمزيق جسده ليقبع جلده عن جسده،واخاله يستمتع بذلك نظرا للمرض الكئيب الذي يعاني منه...!!!
-تذكرون قبل فترة قصيرة تفجيرات لندن..؟؟ كيف أمتلأت المنتديات بأقلام لا نراها الا للنوح والبكاء على "ذوي البشرة البيضاء"وتبدأ بسباب جميع العرب ومهاجمة الارهابيين،بل ومهاجمة جميع المسلمين.
ومنهم من يجيّير تلك الجريمة لصالح مذهبه،ومنهم من يجيّرها لصالح عرقه او دينه وممنهم من يجيرها لصالح عقيدته السياسية الضيقة...(!!!!)
-لكن منذ أيام قليلة قام قذر صهيوني عنصري في اسرائيل بفتح النار على باص ليس فيه الا المدنيين،وقتل وجرح العشرات منهم...(!!!)
في جريمة لا تختلف كثيرا عن جرائم المتطرفين الذين يقتلون باسم الله والدين...في كل مكان
رغم ان هؤلاء الناس الذين قتلهم يعتبرون من "مواطنيه"،والأنكى من ذلك انهم هم أصحاب الأرض وقد قبلوا الجنسية على مضض،ويعتبرون مواطنين من الدرجة العاشرة،في دولة تتدعي الديمقراطية....(!!)
-ما يهمني هنا هو التغطية المنتدياتية للحدث،فهناك أصوات احترفنا سماعاها عند كل حادثة عنف تجري في بلاد "الواق واق" لكنها تخرس لموت البشر عندنا.
-وللتنويه فقط والعرفان بالجميل لم يغط جريمة شفا عمرو في فلسطين الا بسام خوري،وللمفارقة ان التعليقات على الحدث لم يتجاوز أصابع اليد من الزملاء...فأي عهر وسادية قذرة نمارسها على أنفسنا...؟؟


(!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)