شحيتاوي،

من دون حتى أن تعرفني أو أن تقرأ لي ترمي بالكفر على كل من حولك! لا أعرف أي هدف تريد من هكذا هيستيريا. على أي حال لقد أثبت نقاطي، و لو أنك لا تفهم ما كتبت فلا مشكلة هناك.

-

دوريمي،

يا عزيزي أنا لم أقل أنني أعمّم أو حتى كلمات عائمة مثل "معظم" و "أغلب"، بل تحدثت فقط عن الخطاب الديني "الدوغمائي". هناك خطابات دينية كثيرة كما تعلم، كأي إيديولوجيا أو منظومة فكرية، تتراوح ما بين قبول الآخر كما هو، و رفض الآخر شكلاً و موضوعاً.

لكن ما أحاول التركيز عليه أكثر هو أن الحوار الإلحادي-الإبراهيمي إلى الآن ينحصر في ملعب الإلحاد؛ بمعنى أنه يستخدم العقل، و لهذا يفشل دوماً لأن الأديان، الإبراهيمية بالذات، ترتكز على غراند-ناريتيف، ميتا-منطق، أخلاقية بالكامل.

جلب الأخلاق إلى ساحة العقل يهدد بدوره بجلب العاطفة، و هو ما يعمل على هدم أي نتيجة قد ينتهي إليها العقل. إذن الوسيلة الوحيدة لإنشاء خطاب إلحادي-إبراهيمي، و بشكل عام أي حوار عقلاني-ديني هو "الأخلاق": نقل الملعب بالكامل من منطقة العقل التي تميز الأولوية العقلانية، إلى منطقة الأخلاق التي تميز الأولوية الدينية. بهذه الطريقة يمكن أن ينشأ حوار.

الميزة هنا أن العقلانية بصورتها العامة تمتلك الكثير من الأوراق، بدءاً من الأكسيولوجيا إلى فلسفات الأخلاق و المنظومات السياسية.